متابعات

معاناة ساكنة مخيمات تندوف…الأمم المتحدة: الجزائر مسؤولة عن هذه الوضعية

على إثر التدهور الحاد الذي تعرفه أوضاع ساكنة مخيمات تندوف، دخلت الأمم المتحدة على خط معاناة محتجزي المخيمات، فقد وضع الأمين العام للأمم المتحدة الجزائر في موقع المسؤولية تجاه المأساة المتجددة بمخيمات لحمادة  بتندوف جنوب غرب الجزائر.

وعبر بلاغ صادرعن المتحدث باسم الأمانة العامة صراحة عن انشغال الأمين العام غوتيريس العميق إزاء محنة عشرات الآلاف من الصحراويين المحتجزين في الجزائر بمخيمات تندوف، نتيجة النقص المهول المسجل في وتيرة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى المخيمات السنة الجارية، وهو ما تسبب في تخفيض محسوس للحصص الغذائية بالمخيمات وتفاقم الوضع الغذائي والصحي للساكنة.

وكانت «مشاهد» قد تطرقت في عدد من القصاصات الإخبارية أن غالبية سكان مخيمات تندوف، تعيش منذ عدة أسابيع على وقع «عطش» كبير، نتيجة غياب الماء، وهو المادة الحيوية التي جعلت الكثير من سكان هذه المخيمات خاصة بدوائر ما يسمى بولاية السمارة يعانون الأمرين.

ويحدث كل هذا في ظل رفض السلطات الجزائرية، التي تدعي دفاعها عن الصحراويين، الاهتمام بأوضاع المحتجزين فوق ترابها، إذ يعاني السكان المحتجزون في مخيمات تندوف، بالإضافة إلى شظف العيش، من مصادرة حرية التنقل، في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية ذات الصلة .

وكانت مجموعة من الهيئات والمنظمات الدولية قد دعت الى وضع حد لمعاناة السكان المحتجزين في مخيمات تندوف جراء تنصل الجزائر من القانون الدولي، كما حثت هذه المؤسسات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الى تسجيل حضور فعلي في المخيمات من أجل حماية حقوق الساكنة.
وأشارت هذه المنظمات أنه يتعين على الجزائر التعاون مع المفوضية لإزالة جميع العراقيل التي تحول دون وضع مقاربة قائمة على الحقوق، بما فيها معارضتها لإحصاء سكان المخيمات، ودعمها العسكري للبوليساريو، الأمر الذي يسهم في التضييق على حرية التنقل .
وأكدت المنظمات المذكورة أنه على الرغم من أن الجزائر تعد من الدول الموقعة على الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق اللاجئين وتشارك في آليات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فإن هذا البلد لم يتمكن من الوفاء بالتزاماته إزاء ساكنة محتجزة فوق ترابه، معربة عن أسفها أيضا من كون الوكالة الأممية المكلفة بحماية اللاجئين فضلت حصر نفسها في دور ثانوي يقتصر على تزويد المخيمات بالمواد الغذائية والمعدات.
وسجلت ذات الهيئات والمنظمات أن موقف الجزائر يطيل أمد نزاع الصحراء، ويقوض الأمن الإقليمي في شمال أفريقيا، ويفاقم الأزمة الإنسانية التي تعاني منها ساكنة مخيمات بتندوف، كما حذرت من تنامي انخراط شباب المخيمات في المنظمات الإرهابية، وتناسل شبكات تهريب الأسلحة والمخدرات بهذه المنطقة نتيجة إبقاء الجزائر على هذا التوتر مفتوحا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *