وطنيات

ولعلو: اتحاد المغرب العربي أضحى ضرورة ملحة في عهد العولمة

أكد الاقتصادي المغربي فتح الله ولعلو أن بناء المغرب العربي الكبير أضحى ضرورة ملحة من أجل رفع تحديات العولمة.

وأبرز ولعلو خلال لقاء نظمته منظمة العمل المغاربي مساء الجمعة بمراكش، أنه في ظل غياب الاتحاد المغاربي فإن وزن هذه المنطقة من العالم سيبقى قاصرا في مواجهة التكتلات الاقتصادية الكبرى، كما أن الدول المكونة للمغرب العربي الكبير ستبقى مهمشة ومستهلكة وبدل أن تكون منتجة للتكنولوجيا والإبداع.

وأضاف أن المنطقة تزخر بمؤهلات اقتصادية وجغرافية تؤهلها لتصبح قوة وتكتلا اقتصاديا موحدا، مشيرا إلى أن مشروع بناء المغرب العربي يظل رهينا بالعلاقات المغربية الجزائرية، ذلك أن التاريخ أظهر أن محور الرباط الجزائر يشكل عماد بناء المغرب العربي.

وأشار الاقتصادي المغربي إلى أن عدم بناء اتحاد المغرب العربي له تكلفة كبيرة على كافة الدول بدون استثناء، مسجلا أن الاقتصاد المغربي لن يصل إلى معدل نمو 7 في المائة بدون الاتحاد المغاربي كما أن اقتصاد الجزائر سيبقى بدوره اقتصاد ريع.

وقال إن على هذه المنطقة الاستفادة من موقعها الاستراتيجي بحكم تواجدها في ملتقى الطرق بين شمال وجنوب حوض المتوسط وبين أوربا وإفريقيا، مبرزا أن المغرب له قراءة جيدة للتاريخ وذلك عن طريق توطيد العلاقات الاقتصادية جنوب جنوب وخاصة مع القارة الافريقية التي أضحت تعتبر منطقة جذب لأكبر التكتلات الاقتصادية بمعدل نمو يصل إلى 5 في المائة.

واعتبر ولعلو، من جانب آخر، أن البلدان ستكون ملزمة خلال العقود المقبلة بتحقيق العديد من التحولات ذات الطابع الطاقي (الانتقال إلى الطاقات المتجددة) والإيكولوجي (اقتصاد يحترم الطبيعة) والغذائي، مبرزا أن المغرب والجزائر لهما من المؤهلات ما يسمح لهما بتحقيق “الانتقال الغذائي” الذي يتطلب مادتين أوليتين هما الفوسفاط والغاز.

وأكد أن تعزيز العلاقات الاقتصادية وإبرام اتفاقيات توأمة والعلاقات اللامتمركزة والتشبيك بين المجتمع المدني ستشكل البديل لهذا الوضع الجامد وستمثل قوة ضغط على صناع القرار من أجل تسريع بناء اتحاد المغرب العربي، مسجلا في هذا السياق أن المفكرين والدبلوماسية الموازية يضطلعان بدور كبير في التقريب بين البلدين.

لقد حان الوقت، حسب ولعلو، ليدرك أصحاب القرار أن عالم اليوم مختلف تماما عما كان عليه الأمر في سبعينيات وثمانيات وتسعينيات القرن الماضي وذلك بفعل التحولات الاقتصادية والديموغرافية والطفرة المعلوماتية والعولمة وهو ما يتطلب التأقلم مع هذه المتغيرات وإلا ستبقى دول المنطقة خارج التاريخ.

وخلص إلى القول أن بناء المغرب العربي الكبير يحتاج في المقام الأول إلى إرادة سياسية، كما أن إرساء العمل الوحدوي يلزمه التدرج، فضلا عن “تغليب المصالح الاقتصادية على عقد الماضي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *