خارج الحدود

القابلات في السويد مسؤولات عن متابعة الحمل والولادة‎

في السويد، تتولى قابلات مراقبة الحمل من بدايته الى نهايته من دون تدخل الطبيب وبشكل موجز يقتصر على ثماني زيارات وتخطيط واحد بالموجات فوق الصوتية.

وقد أثبت هذا النظام البعيد كل البعد عن المراقبة الطبية المبالغ بها في غالبية البلدان الغربية فعاليته.

وبحسب منظمة “سيف ذي تشيلدرن” غير الحكومية، فإن السويد هو ثاني أفضل بلد في العالم للأمهات، بعد فنلندا. ومعدل وفيات المولودين حديثا والأمهات منخفض جدا فيها، بحسب تقرير الاتحاد الأوروبي السنوي حول الصحة الجنين والأم في الفترة المحيطة بالولادة.

وخلال الحمل، تكون القابلة مسؤولة عن صحة الأم وجنينها. وهذه المتابعة هي الوحيدة المقترحة في السويد.

وتشرح صوفي لافتمان وهي قابلة في ستوكهولم أن “القابلة تتصل بالطبيب عندما تلاحظ أمرا مثيرا للشكوك”.

والقابلات مسؤولات عن العناية بالأم والجنين قبل الولادة وبعدها منذ القرن الثامن عشر.

وقد يرى البعض أن هذا البرنامج موجز جدا، إذ إنه يقتصر على بضعة فحوص لرصد الاعاقات والمشاكل ومتابعة منتظمة لضغط الأم ودقات قلب الجنين وتوصيات غذائيى ولا يشمل أي فحص نسائي.

وتقول ماري بيرغ وهي بروفسورة صحة عامة إن “الحمل أمر طبيعي والقابلة تراقب وترافق ومن مسؤوليتها مساعدة الأم والأب على تولي دورهما الجديد”.

واستنتجت دراسة عملية نشرتها في آب/أغسطس منظمة غير حكومية للأطباء أن “غالبية النساء” في العالم اللواتي يسعين إلى تفادي المضاعفات يستفدن من متابعة قابلة لهن أثناء الحمل.

فهذه المتابعة تحد من الولادات المبكرة، بحسب معدي الدراسة. وفي السويد، يولد 5% فقط من الأطفال قبل أوانهم.

وتتذكر كريستاينا سينغلمان البالغة من العمر 31 عاما والحاملة بطفلها الثاني الوحدة التي شعرت بها في حملها الأول بسبب قلة المواعيد.

لكن إذا كانت الحامل دون الأربعين عاما وليس لديها مشاكل صحية وحملت بطريقة طبيعية، “ما من داع لتكثيف الزيارات في البداية”، على ما تشرح صوفي لافتمان.

لجأت أدينا ترانك البالغة من العمر 33 عاما إلى قابلتين مختلفتين في حملها الأول والثاني، وتقول “كانت الاثنتان كفؤتين جدا، لكن يعود إلى الأم أن تأخذ المبادرة وتطرح الأسئلة وتطلب مقابلة طبيب”.

مع اقتراب الولادة، تتصل الأم بالمستشفى الذي تريده لتعرف ما إذا كان بالامكان استقبالها. وفي حال الرفض، يتعين عليها اللجوء إلى مستشفى آخر.

وفي هذه المرحلة، تبقى القابلة المسؤولة الوحيدة، ولا يتدخل الطبيب إلا في حال حصول مضاعفات أو في حال طلبت الحامل تخديرها.

وتنفرد السويد من بين كل بلدان العالم بهذا النظام الذي تتولى فيه القابلة القانونية وحدها متابعة الحمل والولادة، علما أن عدد الولادات عن طريقة الجراحة القيصرية منخفض نسبيا في السويد (17% سنة 2011).

وتعتبر ماري بيرغ أن “هذا النظام فعال (أيضا) من ناحية إدارة التكاليف”.

وتشرح أن البلدان التي يتابع فيها الطبيب الحمل تميل، من دون تبرير، إلى “مضاعفة الفحوص والتخطيطات بالموجات فوق الصوتية، ما يمهد الطريق الى جني الأموال بسهولة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *