وطنيات

هل وجه المغرب إلى فرنسا رسائل مشفرة من جنيف حول التعذيب؟

داعا المغرب إلى جانب الدنمارك وتشيلي وغانا وأندونيسيا أول أمس الثلاثاء في جنيف جميع دول العالم إلى المصادقة على الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، وذلك فيما يشبه ردا غير مباشر على فرنسا بعد التداعيات التي تلت رغبة الأخيرة استدعاء عبد اللطيف الحموشي المدير العام لمراقبة التراب الوطني، قصد التحقيق معه بناء على طلب من “حركة المسيحيين الفرنسية من أجل إلغاء التعذيب”، على خلفية دعوتين تقدم بها فرنسي من أصل مغربي وناشط من مؤيدي جبهة البوليساريو.

وفي كلمة لها في هذا الصدد، قالت ممثلة الخارجية المغربية إن “مساهمة المملكة المغربية في توسيع قاعدة المصادقين على الاتفاقية عبر العالم، هي إشارة واضحة وقوية تعبر عن التزام المغرب في تعزيز حماية حقوق الإنسان على المستويين الوطني والدولي”.

وأضافت الوزيرة المكلفة لدى وزير الخارجية مباركة بوعيدة أن ”هذا التوجه، هو تعبير عن خيار استراتيجي لا رجعة فيه ويعد التزاما راسخا لحماية وتعزيز حقوق الإنسان بالمغرب، مضيفة أن الملك قد وضع كرامة المواطن المغربي في صلب اهتمامات السياسة العامة للبلاد “.

التصريحات التي أدلت بها الخارجية المغربية في جنيف اعتبرتها بعض المصادر المطلعة أنها تدخل في نطاق “الحرب الباردة التي لازلت تداعيتها مستمرة في العلاقات الديبلوماسية المغربية الفرنسية بعد وصف المغرب بالعشيقة، وبعد الرغبة في التحقيق مع المشرف على المخابرات المغربية”.

وأكدت المصادر ذاتها أن ”الرسائل التي وجهتها الخارجية المغربية من جنيف كانت بمثابة رسائل مشفرة موجه على الخصوص إلى فرنسا وليس لأحد أخر، والتي أكدت فيها التزامها باتفاقية مناهضة التعذيب للرد على فرنسا بعد أن أصدر قاضي فرنسي أمرا باستدعاء عبد اللطيف الحموشي المدير العام للمخابرات المغربية”.

وفي هذا السياق يرى المعارض المغربي أحمد بن الصديق أن “الدبلوماسية المغربية والسلطة على العموم تسعى فقط لتلميع صورتها في الخارج، معتمدة في ذلك على التضليل والتمويه”، واستبعد بن الصديق في تصريحه لـ “مشاهد أنفو’،’ أن تكون رسائل جنيف موجه إلى فرنسا في موضوع الحموشي، مضيفا أن الديبلوماسية المغربية لا مصداقية لها وهي تعكس المثل القائل “ماسيَقشي دارو ومشا يسيَق المسيد”، على حد تعبيره.

وكانت مسؤولة من منظمة العمل المسيحية لمناهضة التعذيب قد أوضحت أنه “لم يتم توجيه الاتهام إلى الحموشي شخصيا بممارسة التعذيب بل بمشاركة أعضاء من جهاز المخابرات، الذي يشرف عليه الحموشي، في التعذيب والاستنطاقات، وأكدت المسؤولة أن بعضها وقع في مديرية مراقبة التراب الوطني بتمارة، والذي يصفه البعض بالمعتقل السري تمارة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *