ثقافة وفن

الشامخ .. أيقونة الأغنية الأمازيغية الذي يقاوم المرض بأمل

يوصف الفنان عبد العزيز الشامخ، الذي يقاوم حاليا المرض، بأيقونة الأغنية الأمازيغية العصرية إذ ساهم إلى جانب جيل من الرواد على مدى ما يزيد من نصف قرن من الزمن في النهوض بالغناء الأمازيغي من خلال الاعتماد على المزاوجة بين كلمات الشعر الأمازيغي الأصيل والآلات الموسيقية العصرية.

ورغم تواريه عن أنظار الساحة الفنية الوطنية وخاصة الأمازيغية في الآونة الأخيرة، يظل الفن الغنائي الذي أنتجه المبدع عبد العزيز الشامخ نموذجا للأجيال الجديدة من الفنانين وللباحثين أيضا لإبراز الدور الذي قام به هذا الفنان في خدمة الثقافة الأمازيغية في بعدها الفني.

ويرقد الفنان عبد العزيز الشامخ حاليا في المستشفى العسكري بالرباط حيث يقاوم المرض بابتسامته المعهودة، وكله أمل في اجتياز محنة المرض والعودة مجددا إلى جمهوره العريض.

وعبر الشامخ في تصريح للبوابة الإخبارية (ماب-أمازيغية) على هامش زيارة قام بها وفد تقدمه عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أحمد بوكوس أمس الأربعاء للفنان بالمستشفى عن امتنانه للملك محمد السادس،وتأثره البالغ للمبادرة التي قام بها هذا الوفد، الذي ضم على الخصوص حسن النفالي رئيس الاتلاف المغربي للثقافة والفنون ومحمد مماد مدير القناة الأمازيغية (الثامنة)، مبرزا أن هذه المؤازرة ستزيده يقينا وأملا في المستقبل.

من جانبه، قال بوكوس إن هذه الزيارة تتوخى مؤازرة الفنان الشامخ من أجل تجاوز وضعيته الصحية الحالية، مبرزا أن مجموعة ازنزرن التي ساهم في تأسيسها تعد من الفرق الأوليات التي أبدعت إلى جانب أوسمان في مجال الفن الأمازيغي معتمدة في ذلك على الشعر الأمازيغي القديم والأصيل وآلات البانجو والغيتارة والرباب ولوتار مما ساهم في إحداث ثورة موسيقية في مجال الفن والغناء الأمازيغيين.

وأكد بوكوس أن الجميع يشهد للفنان المقتدر الشامخ بكفاءته وتواضعه ودماثة خلقه علاوة على أنه فنان ملتزم يتعاطى مع الفن الأمازيغي بوجدانه وبقدراته الكاملة.

من جانبه، اعتبر النفالي أن الزيارة التي قام بها الوفد للفنان بالمستشفى تتوخى مؤازرته في محنة المرض التي يجتازها، مشددا على أن الشامخ أعطى الشيء الكثير للأغنية المغربية بصفة عامة والأمازيغية بصفة خاصة.

وأكد أن الفنان الشامخ يتمتع بمعنويات عالية، معربا بدوره عن متمنياته له بالشفاء ليعود إلى جمهوره الذي ينتظره بشوق كبير.

تجدر الإشارة إلى أن الفنان الشامخ بدأ مشواره الفني سنة 1964 رفقة الفنان عبد الهادي إكوت في إطار مجموعة تبغينوزت ثم فرقة لاقدام بمدينة الدشيرة بأكادير ليتوجا مسارهما بعد ذلك بتأسيس المجموعة الغنائية الأسطورة إزنزرن التي قاربت في أغانيها قضايا ذات أبعاد إنسانية وعاطفية واجتماعية.

وعن سؤال عن ريبرطواره الغنائي، قال الفنان الشامخ إنه من الصعب الكشف عن عدد أغانيه بالنظر إلى أن عددا كبيرا لم يتم تسجيله منها إذ لا يزال يحتفظ بها، مشددا على الدور الذي قام به في إبراز تراث الرايس الحاج بلعيد حيث قام بتسجيل 43 قصيدة له مما ساهم في تشجيع الشباب على الاهتمام بتراث هذا الرايس الذي يعد بدوره أحد رواد الأغنية الأمازيغية بسوس.

ومن اللحظات المؤثرة التي لا تزال خالدة في ذاكرته، تحدث الشامخ عن مشاركته في المسيرة الخضراء رفقة ازنزرن سنة 1975، مذكرا بأن الفرقة كانت أبدعت آنذاك أغنية حماسية تحمل اسم أيت لاصل تؤكد كلماتها ومضامينها عدالة ومشروعية ملف المغرب في استرجاع صحرائه التي تعد جزء لا يتجزأ من أرضه، مشيرا إلى أن الفرقة كانت تقوم بهذا الواجب الوطني في الوقت ذاته إلى جانب فرقة جيل جيلالة التي كانت تؤدي بدورها أغنيتها التاريخية والشهيرة العيون عينيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *