ملفات

شباب مخيمات تندوف .. تهميش وحصار وأفق مسدود

يواجه عدد كبير من الشباب، الذين لم يستطيعوا الفرار من جحيم العيش بمخيمات تندوف، تفاصيل الواقع اليومي المر الذي يخيم على هذه المخيمات، فبالإضافة إلى الحصار والتهميش وتقييد التحرك، وديكتاتورية قيادة جبهة البوليساريو، يرتمي عدد من الشباب في أحضان الضياع والمخدرات والتطرف واليأس، ورغم المناورات الإعلامية للقيادة المتحكمة في رقاب الصحراويين من ساكنة المخيمات إلا أن هؤلاء الشباب مقتنعون أن الأفق مسدود لامحالة.

ففي الوقت الذي تتفشى فيه مظاهر الفساد في تدبير توزيع المواد التموينية ومنح تراخيص التحرك، تبقى الحلول قليلة بالنسبة للشباب للخروج من نفق البطالة والفقر.

وفي الوقت كذلك الذي تتاجر فيه قيادة جبهة البوليساريو بمعاناة الصحراويين في المخيمات، عبر تحويل المساعدات الإنسانية إلى حساباتها الخاصة، وبيع المواد الغذائية الموجهة للصحراويين في أسواق بعض الدول الإفريقية، يضطر بعض الشباب إلى امتهان مهن صعبة وشاقة، إذ من أجل المساعدة على التغلب على شظف العيش وصعوبة الحياة وقسوتها بربوع تندوف، انخرط عدد من الشباب في مهنة صناعة الآجور التي تتم ممارستها في ظروف قاسية جدا، وذلك للحصول على بضعة دنانير لاتسمن ولاتغني من جوع.

ويطلق شباب المخيمات على مهنة صناعة الآجور والطين تسمية” سوناتراب” وهي تسمية ساخرة جاءت على وزن”سوناطراك” شركة المحروقات الجزائرية المعروفة، وهي تسمية تحيل إلى السخرية السوداء من الأوضاع المعيشية الصعبة بالمخيمات، وتعتبر صناعة الآجور من المهن الصعبة في ظل الظروف المناخية القاسية التي تعرفها المخيمات، حيث يصبح جلب الماء والطين وتحويله إلى آجور عملية أشبه بالأشغال الشاقة، إلا أنها من المهن القليلة المتوفرة بالمخيمات.

كما تعتبر مظاهر اشتغال الشباب في صنع الآجور إدانة لقيادة البوليساريو على استمرار الاحتجاز بتندوف، واستخفاف ذات القيادة بمصائر الصحراويين بالمخيمات، كما تعبر مشاهد الحرمان وتفشي البطالة عن البون الشاسع بين معاناة شرائح واسعة من الشباب وبين العيش الرغيد الذي تعيشه القيادة في بعض العواصم الدولية.

هذه الحقائق بدأت ساكنة المخيمات تعي بها خاصة بعد التطورالسريع الذى تعرفه وسائل  الاعلام، و ذلك رغم المحاولات اليائسة التي تقوم بها الطغمة المتحكمة لفرض سياسة التعتيم وطمس الحقيقة .. ولكن هيهات أن تحجب الشمس بالغربال؟

فمئات الشباب الصحراويين المحتجزين رغما عنهم في المخيمات واعون ويعرفون حد اليقين الواقع المفروض عليهم وواقع إخوانهم وأبناء عمومتهم في الاقاليم الجنوبية المغربية حيث النماء وحيث فرص الشغل متوفرة للجميع وحيث الكرامة والحرية.

لذلك لم تعد الطغمة الحاكمة والجاثمة على أنفسهم بمخيمات تندوف تستطيع أن تكذب على آلاف الشباب المسجونين ضدا عن رغبتهم، وهي تصور أبناء جلدتهم الصحراويين في العيون والسمارة وبوجدور والداخلة، كذبا و بهتانا، بالمقهورين و بالمغلوبين على أمرهم فصور   العيش الرغيد والمشاريع التنموية تطل عليهم صباح مساء من خلال القنوات المغربية والدولية.

أوليس هذا ما دفع ستة عشر فردا صحراويا إلى تفضيل بالداخلة بالرغم عن أنف محمد عبد العزيز ومن معه؟

أوليس هذا ما حدا بالعساكر الثلاثة من عسكر البوليساريو كذلك بالالتحاق بشباب التغيير؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *