خارج الحدود

غنائم الصيد المحنطة تتحول إلى قطع ديكور رائجة في ألمانيا‎

باتت رؤوس الخنازير البرية وقرون الايائل وهي غنائم صيد كانت في ما مضى رمزا للفن المبتذل، تزين اليوم جدران الحانات الرائجة والشقق العصرية في برلين وميونيخ وهامبورغ.

فهذه القطع التي كانت تعتبر قديمة الطراز وتنم عن ذوق رديء ورجعي حتى، اصبحت اليوم من اكسسوارات الزينة الرائجة بعيدا عن الطابع البافاري الذي كان ملصقا بها. على غرار لحية الحطاب التي باتت رمزا للاناقة الذكورية.

وحب غنائم الصيد هذه بلغ حدا بات فيه مصممو الاثاث الفاخر يعرضون نسخا منها مذهبة او مرصعة بالستراس. وقد كرست صحيفة “فرنكفورتر الغمانيه تسايتونغ” الواسعة الانتشار، صفحة كاملة لها قبل فترة قصيرة مؤكدة ان هذه القطع “افلتت منذ فترة طويلة من قاعة الصيد التابعة لجدنا”.

وكتبت صاحبة المقال جنيفير فيكبينغ المتخصصة بالموضة والميول الراهنة في الصحيفة “كانت معقلا للغبار وجزءا من حيوان نافق لا تعرفون ماذا تفعلون به في حال ورثتموه” معددة المراحل المختلفة التي ادت الى تبدل في وضع هذه القطع مع استعادتها تدريجا موقعا على جدران المقاهي والمطاعم لتغزو بعد ذلك قاعات الجلوس.

وهي تقول “انه اكسسوار رائع ليثبت المرء حسه الفكاهي والساخر”.

ويبتكر مصممون متخصصون رؤوس الايائل والثيران المحنطة ويبيعونها لتزين منازل ومطاعم او حتى مقار مؤسسات.

على احد المواقع الالكترونية يمكن لهواة هذه القطع ايجاد كل ما يرغبون به من البط البري الى السنجاب مرورا بالايائل فضلا عن ارنب غريب بقرنين. وثمة موديلات متوافرة بالوان مختلفة من الاحمر القرمزي الى الابيض اللماع.

وتشكل غنائم الصيد هذه بالنسبة للالمان انفسهم رمزا للهوية الوطنية على ما يقول كلاوس سينبهار استاذ الدراسات الاجتماعية في جامعة برلين الحرة.

ويوضح لوكالة فرانس برس “انها رمز الغابات الجرمانية والحياة الريفية والطبيعة والبرجوازية الصغيرة ايضا. انها تجسيد لهذا الجانب المحافظ لدى الالمان”.

وهو يعتبر ان هذه الغنائم تذكر بشعار مشروب “ياغرمايستر” الرائج في صفوف المسنين لكنه سجل تحولا قبل سنوات ليصبح مطلوبا جدا في سهرات الموسيقى الالكترونية.

في حي نويكولن الرائج في برلين يبرز مقهى “روديامري” بفخر غنيمة الصيد قبالة المدخل. وتقول صاحبة المقهى اينيس يامبور “عندما كنت طفلة كانت مرادفا للطابع المحافظ وكل ما يترتب على ذلك اجتماعيا”.

وتوضح “حان الوقت لاعادة استخدام هذه الغنائم كقطع ديكور لكن في اطار مختلف مع جانب فكاهي فعندما نخرجها من اطارها الاصلي لنضعها في ديكور مختلف تماما يمكن ان نقيم علاقة مختلفة تماما معها”.

على مسافة قريبة ارادت كاثرين لاند صاحبة مطعم “مايور” اضفاء طابع مختلف يذكر بديكور ناد انكليزي فاختارت قاعدتين لتضع عليهما قرون ايائل تتماشى مع الرسم الباروكي على الجدران.

وتوضح “افكر بامي وجيل الستينات فهي كانت لتقول +يا الهي! لقد تمردنا على هذا الامر بالتحديد على هذه الاجواء الضاغطة في الخمسينات+ اظن ان الشباب اليوم يجدون في ذلك شيئا قديما ويعتبرون الامر ممتعا”.

وتقول كاثرين لاند واينيس يامور ان الامر يعتبر ايضا وسيلة للتواصل مع الاجيال الاكبر في نويكولن مع ان عدد هؤلاء في تراجع متواصل بسبب الزيادة المستمرة في الايجارات التي بلغت 40 % في السنوات الثلاث الاخيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *