خارج الحدود

جزيرة إلبا تستعيد وصول نابليون اليها قبل 200 عام‎

احيا سكان جزيرة إلبا في توسكانة الاحد ذكرى وصول نابليون العام 1814 الى اراضيهم قبل 200 عام في تمهيد لاحتفالات تستمر عشرة اشهر باقامة الامبراطور في منطقتهم، وهو امر لا يزال يطبع حياتهم اليومية حتى الان.

فمنذ الصباح راحت نساء انيقات بفساتين تلك الفترة ورجال يرتدون سترات طويلة ويعتمرون قبعات بقرنين وجنود ببزات عسكرية يتجولون في شوارع بورتوفيرايو المرفأ الرئيسي في المدينة.

آن كوكرتون اتت خصيصا من لندن وهي شغوفة بتلك الفترة وتؤكد انها خاطت بنفسها الفستان الذي ترتديه.

وتقول هذه المواطنة الانكليزية وهي تزور “فيلا دي موليني” المقر الرسمي لنابليونن “في هذه الاجواء نشعر ان الامبراطور لا يزال حيا. فتجول العسكريين في الشوارع بمثابة رجوع في الزمن. الامر يثير حماستي”.

وهي تقف امام عدسات المصورين لالتقاط صور لها شأنها في ذلك شأن 400 مشارك اتوا من دول اوروبية اخرى.

وتوضح كوكرتون وهي تحمل مظلة صغيرة تقيها من اشعة الشمس “احب ان البس ازياء تلك الفترة. اننا نعيش التاريخ والامر رائع. الناس يحبون ذلك ونرى الاعجاب في عيونهم”.

في المرفأ وامام فرقاطة “لا غراس” وهي نسخة طبق الاصل لمركب يعود الى القرن الثامن عشر يتمتع بطاقم تشيكي، يستريح بعض الجنود فيما بنادقهم موضوعة ارضا.

وبين هؤلاء سيرج وهو كابورال من بولونيه-سور-مير (فرنسا) يبلغ من العمر 42 عاما ينتمي شأنه في ذلك شأن مكسيم وهو جندي في الثالثة والعشرين ولد في نامور (بلجيكا)، الى جمعية “لو ويتييم دو لينيه” وهما مكلفان تنظيم اعادة تمثيل معركة واترلو التي سيشارك فيها العام المقبل خمسة الاف الى سبعة الاف جندي.

ويقول سيرج لوكالة فرانس برس وهو يوضح كيفية استخدام بندقيته “بدأت في سن السابعة عشرة من اجل الاستمتاع وحبا بجمال البزة، ومن ثم اصبحت شغوفا بالتاريخ”.

واكد سيرج ومكسيم ان تجهيزاتهما كلفت الفي يورو، وشددا على ان “المشاركة في ذكرى مئوية ثانية كما هي الحال اليوم هي ذروة فعلية”.

وبالنبسة للجميع تشكل اقامة نابليون على جزيرة إلبا رمزا قويا لان الامبراطور حضر هنا عودته الى فرنسا في اذار/مارس 1815 التي ستفضي الى مرحلة المئة يوم قبل سقوط الامبراطور النهائي.

فلدى تنحيه في نيسان/ابريل 1814 عرض عليه الاختيار بين كورفو وكورسيكا وإلبا فاختار هذه الاخيرة “بسبب موقعها الجغرافي على الارجح القريب من اوروبا القارية وحجمها الذي يسمح بالاشراف عليها بسهولة اكبر” على ما توضح غلوريا بيريا وهي مؤرخة من الجزيرة ومديرة محفوظات إلبا.

وتشير الى ان “همه الاكبر كان يومها الا يتعرض للاغتيال”.

وكانت الجزيرة يومها تابعة لفرنسا منذ العام 1802.وتضيف بيريا ان “التشريعات الفرنسية كانت مطبقة في الجزيرة” وقد اضفى عليها نابليون تحسينات.

وخلال اقامته فيها طور بناها التحتية من طرقات ومستشفى ومدارس ومسارح…

وتقول المؤرخة “حصل سكان الجزيرة من اسلافهم على ذكرى طيبة عن نابليون ويمكن ايضا الحديث عن عاطفة . لدى مغادرته كانت إلبا قد دخلت عصر الحداثة”.

وقد وصل الامبراطور مرتديا سترته الرمادية الطويلة بعد الظهر الى بورتوفيرايو وسط دوي المدافع وتجمع مئات الاشخاص لاستقباله. وقد قدمت له مفاتيح الجزيرة بحضور عسكريين ووجهاء محليين.

ويقول روبرتو كولا (59 عاما) واصله من بارما (وسط ايطاليا) وهو احد اربعة “نابليون” رسميين ان النقطة الاهم في تجسيد الامبراطور “بشكل جيد” هو التمتع ب “التواضع” .ويؤكد روبرتو الذي يملك اكثر من 600 عمل عن الامبراطور ان نابليون “كان يبقى مع جنوده وكان واحدا من بينهم”.

ويختم قائلا “انا قصير القامة مثله ونحن ايطاليان ايضا!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *