متابعات

حمل السلاح ضد المغرب خطة دائمة لا حتواء الغليان بمخيمات تندوف

في الوقت الذي تتبجح فيه بعض القيادات المتنفذة داخل جبهة البوليساريو بالتهديد بالعودة إلى استعمال السلاح ضد المغرب، حيث تقوم هذه العناصر بإطلاق تصريحات نارية من صالوناتها المخملية ببعض العواصم العالمية، للإبقاء على وضعها المريح ضدا على رغبة غالبية المحتجزين الصحراويين بالمخيمات الذين يتطلعون إلى معانقة حياة كريمة، يبدو أن زمام المبادرة قد خرج من بين أيدي هذه القيادة المتسلطة والغارقة في الفساد، عندما تم الإعلان مؤخرا عن انتفاضة جديدة في المخيمات قام بها تيار “شباب التغيير” وهي الجبهة التي يتعاظم دورها يوما بعد يوم، كان آخرها الانتفاضة الأخيرة التي كان مسرحا لها مخيم “العيون” بمخيمات تندوف، حيث لم تستطع القوات الأمنية التابعة لجبهة البوليساريو من تطويق هذه الانتفاضة، ما دفعها إلى طلب تعزيزات أمنية جزائرية قامت بحملة اعتقالات داخل صفوف الشباب.
وأمام هذه الوضعية التي تقض مضجع قيادة البوليساريو، لا يزال بعض رموز الفساد والاغتناء غير المشروع من القيادة في إطار نهج سياسة التعتيم وذر الرماد في العيون، يصرح لبعض وسائل الإعلام بالتهديد لحمل السلاح، مما اعتبره المحللون مؤشرا عن الحالة النفسية المهزوزة والمهزومة لقيادة الرابوني التي تحصد الهزيمة تلو الأخرى لا على المستوى الدبلوماسي وعلى المستوى الداخلي، إذ يتهمها المحتجزون خصوصا، “شباب التغيير” المناهضة لها، بالفساد والمتاجرة في معاناتهم في خضم قضية خاسرة.
وتوضح هذه الوضعية أن القيادة المذكورة أصبحت محاصرة داخليا وخارجيا، كما أن تهم الفساد والزبونية والاتجار بمآسي لاجئي مخيمات تندوف أصبحت تطوقهم من كل جانب، وهذا ما دفع بأحد المتتبعين الأجانب إلى القول بأن شعار حمل السلاح لا يعدو أن يكون كما هي العادة إلا محاولة للهروب إلى الأمام وربح بعض الوقت لعل
الحملة والثورة الداخلية “لشباب التغيير” تخبو بعض الوقت.
فبعد الصفعة المؤلمة  التي تلقتها هذه القيادة وصنيعتها إثر قرار الامم المتحدة القاضي بعدم توسيع صلاحيات بعثة المنورسو ليشمل مجال “حقوق الإنسان”  وتعالي أصوات شباب التغيير بالمخيمات للمطالبة بالحرية والكرامة المنتهكة من قبل قيادة البوليساريو الفاسدة المتسلطة والجاثمة على الرؤوس والكاتمة  للنفوس، وكذا توالي الانتفاضات ضد الفساد ورموزه المحتمية بالطغمة العسكرية الجزائرية الحاكمة، وعلى رأسها محمد عبد العزيز مطالبة إياه بالرحيل  خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها  العائدون مؤخرا من تندوف، والتي اظهرت زيف الروايات المغرضة والمغالطات، حيث عبروا من خلالها عن اختيارهم  البقاء بأرض الوطن بين أهلهم وذويهم وعن الرغبة التي تحذو المحتجزين في مخيمات تندوف لإنهاء معاناتهم وأوضاعهم المأساوية بالعودة إلى أرض الوطن قناعة منهم انهم اضاعوا وقتهم وراء سراب خدمة لمصالح شرذمة من المرتزقة بمصائر العباد ومطامع صنيعتها الجزائر، وكذا عدم استعدادهم رهن مستقبل أطفالهم بقضية خاسرة حكم عليها المنطق والتاريخ مسبقا.
أمام هذا الا حتقان الاجتماعي والسياسي غير المسبوق، وتوالي صرخات الاستغاثة التي بدأت ترتفع أكثر فأكثر، بالإضافة إلى بوادر الحركات التمردية التي يقودها شباب التغيير بالمخيمات، لم تجد القيادة المهترئة تلك سوى الهروب إلى الأمام والتلويح بشعار حمل السلاح ضد المغرب  في محاولة يائسة إلى تصدير أزمتها وتحويل الأنظار عما تعرفه من مشاكل وأزمات ظنا منها أنها ستتمكن من احتواء الوضع  المنفلت من جديد وكبح جماح الشباب التواق الى التحرر من استعباد زمرة البوليساريو المتسلطة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *