كواليس

المخدرات والإهمال الصحي والتعطيش .. وسائل فاشلة لقمع غضب ساكنة مخيمات تندوف

بدأت بعض الهيآت والمنظمات ووسائل الإعلام الدولية تدق ناقوس الخطر بخصوص الوضعية الاجتماعية والصحية التي ترزؤ تحت وطئها ساكنة المخيمات، والتي وصفت بالكارثية، حيث يتداول الجميع تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات وتهريبها، وإنشاء معامل تقليدية لصناعة الخمور بالمخيمات، وكذا شح المياه الذي ينذر بمعاناة غير مسبوقة للمحتجزين، يحدث كل هذا مقابل لامبالاة مقصودة من قبل قيادة الرابوني.

كما ان تقارير بعض المنظمات الدولية التي تدين بشدة تجنيد القاصرين  والمراهقين من أبناء  ساكنة مخيمات تندوف، محذرة من تنامي نشاط الحركات الإرهابية داخل  المخيمات، حيث ذهبت تقاريربعض هذه المنظمات علانية ودون ادنى تحفظ، إلى تصنيف البوليساريو كمنظة إرهابية، مما دفع بعدد من الهيآت خاصة  المانحة، إلى التوقف عن المساندة والدعم، الشيء الذي وضع قيادة الجبهة في موقف حرج من  حيث  كيفية التعامل مع هذه المعطيات. ​

في تعليق عن هذه الوضعية المرجحة للتفاقم ،يفيد مصدر مشاهد. أنفو والذي ألح على التكتم على هويته نظرا لتواجد أفراد عائلته بالمخيمات، أن  تزامن هذه الظواهر مع تعالي أصوات الساكنة ضد فساد قيادة الرابوني وخاصة صوت شباب التغيير الذي أربك حسابات الطغمة المتسلطة منذرا بقرب موعد افولها ، لا تعدو ان تكون الا وسيلة من الوسائل القذرة للميليشيات التي لا تتورع في اللجوء إلى كل الطرق  لإحكام قبضتها والإبقاء على سيطرتها من أجل الحفاظ على مصالحها الضيقة، حتى وإن اقتضى الأمر، يضيف المصدر ذاته، تعميق بؤس ومعاناة الذين آزروهم  وناصروهم، حيث  إن منطق الميليشيا لا يرتكز على مفهوم الشعب بل على الفرد والعصبة.

وعلى غرار الميليشيات، يضيف المصدر دائما، فإن “الزمرة الفاسدة المهترئة، الجاثمة على أنفاس ضحايا التغرير منذ أربعة عقود والتي لم تستسغ الانتقادات، والتي تلتها الانتفاضات المتواترة لساكنة المخيمات ، حاولت في بادئ الامر، ذر الرماد في عيون الساكنة كالقيام بتعديلات وزارية بحكومتها الوهمية لامتصاص الغضب في محاولة يائسة للهروب الى الأمام، ويزيد مصدر “مشاهد.أنفو” إلا أنه وإيقانا منها بعدم جدوى هاته  المحاولات، كشرت  القيادة عن أنيابها، مستعينة بصانعيها وأولياء نعمتها حكام الجزائر، لتصبح لغة القمع والترهيب والانتقام هي سيدة الموقف، مقابل محاولة صرف نظر رهائن  قضية الارتزاق، عن الفضائح المتتالية التي أماطت اللتام عن حقيقة  لالبس فيها ألا وهي أن ثمن معاناة المحتجزين هو الاغتناء الفاحش لقيادي الجبهة المتسلطة ومواليهم من بني قبائلهم على حساب الاغلبية الساحقة”.

فما كان منهم، يضيف مصدرنا، إلا أن ولوا أبصارهم وصموا آذانهم عن صيحات الاستغاثة المتعالية للساكنة ضد تفشي تلك الآفات بالمخيمات من تعاطي الشباب اليافع الى الخمورالرخيصة وماء الحياء، وإنشاء معامل تقليدية لصناعتها، وكذا إلى كل أنواع المخدرات خاصة الحبوب المهلوسة المنتجة بالجزائر، بالإضافة إلى الارتماء في أحضان التهريب والإرهاب، وذلك قصد استيلا بإرادة الشباب عبر إغراقه في الإدمان وتسخيره في أعمال البلطجة من خلال الاعتداء على كل من سولت له نفسه انتقاد القيادة.

ومن جهه أخرى، قال المتحدث: “هناك مصادرة أدنى  حقوق الرهائن المحتجزين، وهم الذين كانوا يوما حصان طروادة الذي مكن أفراد القيادة مما وصلوا إليه من غنى وترف، بالإضافة إلى تكميم افواه ، وتضييق الخناق عليهم بتجويعهم وتعطيشهم وإذلالهم، وتلقينهم درسا مفاده  قصورهم وعدم أهليتهم في تولي وتدبير شؤونهم بنفسهم دون وصاية أذناب الجزائر ، كل ذلك في خطوة  لإحكام القبضة من جديد وتسهيل السيطرة عليهم”.

كل هذه المخططات وتلك السياسة الترهيبية،لن تقف، حسب مصدرنا دائما، “أمام انتفاضة المحتجزين رهائن مخيمات تندوف، فواقع  فساد رؤساء العصابة قد أصبح جليا وسقط الستار الحاجب لحقيقة  مقاصدهم ونواياهم سواء أمام أعين الصحراويين أو الأجانب الذين انخدعوا في وقت من الاوقات تحت تأثير الدعايات التي تروج لها قيادة البوليساريو، فرياح التغيير قد بدأت تهب وقاطرته قد انطلقت، ولم  يبق أمام العصابة المكابرة سوى الانسحاب والذهاب إلى مزبلة التاريخ”.

ووقف مصدر مشاهد.أنفو على حقيقة مفادها “أنه مع توالي الأحداث بوتيرة متسارعة، من خلال انتقاد الفساد والمطالبة بالمحاسبة والانتفاض ضد الاحتقار، وهجوم ساكنة مخيم العيون على الولاية بعدما قام الوالي بتدمير محل تجاري وتعريض صاحبه الشاب الذي  ينتمي إلى قبيلة الركيبات للإهانة الشديدة  وتخلي بعض الأطراف المانحة عن المساعدات، ورفض العديد من الصحراويين المحتجزين بتندوف العودة الى ذلك الجحيم مهما كان الثمن مفضلين البقاء بين ذويهم في ارض الوطن، وصولا إلى بروز كتائب “شباب التغيير” الواحدة تلو الاخرى، كل ذلك يعتبرمؤشرا عن إصرار الصحراويين على الدفاع عن كرامتهم وبداية نهاية البوليساريو”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *