آخر ساعة

أوروبا تقول للمهاجرين: لا مكان لكم بيننا

رغم التصريحات الأوروبية المتكررة الداعية إلى إيجاد حل لمأساة غرق المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط، إلا أن السياسات الأوروبية ضاعفت من مأساة المهاجرين، وخاصة منذ حادثة غرق مركب للمهاجرين في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية عام 2013.

ففي اكتوبر  2013 قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بعد الحادث المفجع انها تشعر بحزن عميق، وقال رئيس المفوضية الاوروبية انه لن ينسى الموتى وان شيئا يجب ان يتغير، مؤكدا ان الوضع لا يمكن ان يبقى على حاله.

وغرق مركب قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، وكان على متنه 500 مهاجر أفريقي، ولاقى غالبية المهاجرين مصرعهم.

واصبحت توابيت الضحايا في مطار الجزيرة رمزا لعار اوروبا، بحسب تعبير البابا فرنسيس حينها. المأساة تكررت وتكررت المأساة أكثر من عشر مرات، وفي شهر إبريل  الجاري غرق 400 شخص في البحر المتوسط، قبل أن تقع المأساة الكبرى، بغرق مركب على متنه اكثر من 800 مهاجر لم ينج منهم سوى 28، بحسب مسؤولة أممية.

واجتمع وزراء داخلية وخارجية الاتحاد الاوروبي بعد المأساة الأخيرة، لكنهم لم يشكلوا فريق عمل لأن لديهم فريق عمل يعمل في هذا المجال.

ودعا رئيس المجلس الاوروبي الى قمة استثنائية يوم الخميس. وكانت الكلمات والصور مألوفة وكأنها إعادة لاسطوانة مشروخة، بحسب مجلة شبيغل الألمانية.

واستعرضت المجلة في إطار زمني تحركات الاتحاد الاوروبي بشأن المهاجرين في البحر المتوسط منذ مأساة لامبيدوزا، وذلك من خلال سلسلة مقابلات وتقارير وتحليلات، وأشارت المجلة إلى أن ألمانيا كانت على رأس الدول الأوروبية الرافضة لتقديم مساعدات للمهاجرين.

وقال رئيس مكتب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في اوروبا فنسنت كوشيتيل ان المشكلة ليست في عدم وجود افكار لانتهاج سياسة عادلة بشأن اللاجئين، بل في عدم توفر الارادة والشجاعة لتنفيذها 8 اكتوبر  2013 بعد خمسة ايام على مأساة لامبيدوزا، اجتمع وزراء العدل والداخلية في دول الاتحاد الاوروبي.

واقترحت المفوضية الاوروبية اصدار تأشيرات انسانية وفتح مراكز لمنح التأشيرات في بلدان غير اعضاء في الاتحاد الاوروبي وفتح ممر انساني لدخول اوروبا، وبدا ان اختراقا سيتحقق بعد الأثر العميق الذي تركته مأساة لامبيدوزا في ضمير اوروبا.

لكن ألمانيا رفضت كل المقترحات الداعية الى توفير امكانية دخول اوروبا بصورة قانونية، كما اعتبرت أن فتح مراكز لمنح التأشيرات ونماذج بديلة لهجرة المهنيين أمر متعذر الحصول.

ويقول وزير الداخلية توماس دي مايزير ان المفوضية الاوروبية لم تفعل الكثير بشأن موضوع اللاجئين والسياسة الاوروبية المطلوبة، لكن الحكومة الألمانية هي من اعترضت على منح تسهيلات للمهاجرين، واختفت فكرة إيجاد طرق قانونية للمهاجرين غير الشرعيين بعد الرفض الألماني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *