آراء

عشرة أشياء نتعلمها من المونديال

1

لايمكن أن تعيش على تاريخك فقط لان التاريخ قد يخذلك في عالم يتغير كل يوم ،هذا أول درس يقدمه مونديال البرازيل( راجع مقابلة اسبانيا بطلة العالم و طواحين هولاندا)..اما الدرس الثاني فهو ان الهزيمة ليست نهاية العالم، لكنها نهاية للأوهام ، لقد نامت إسبانيا وهى تدرك أنها البطلة، وايقظتها الهزيمة لتعرف أن البطل لا ينام، وإذا غفا قليلا، فيجب أن لا يضع رأسه على وسادة الاسترخاء..

المفاجآت هي المتعة الأهم في الحياة، عندما يتكرر الفوز بالمباريات وبالبطولات يفقد الفوز معناه وتبهت الفرحة به، كوستا ريكا فاجأتنا بفوزها على الاروغواي عندما لم نتوقعه، لذلك صارت فرحتنا بكوستا ريكا مضاعفة..اما الطاليان فقد سرقوا الماتش من الانجليز وهي جريمة لا يعاقب عليها القانون..ما فعله الطاليان بالانجليز اشبه بما يفعله طبيب التخدير حين يسألك قبل العملية عن اسمك وسنك واسئلة لا تتذكرها الا بعد العملية بسنوات..

3

شخص واحد يمكن ان يغضب دولة بكاملها وان يتلاعب بمشاعرها ويذيقها مرارة الهزيمة وحسرة التهور، أتحدث هنا عن اللاعب البرتغالي” بيبي” حتى لا يذهب خيالك بعيدا وأي تشابه في الأحداث والأشخاص لا يتحمل المقال مسؤوليته..

4

اكبر غلطة انك تستهزأ من احد اصغر منك، انظر ما فعله الفيروز الايفواري بالكمبيوتر الياباني..الا ان كوكب اليابان اعطى كوكب الارض درسا راقيا حين انحنى مشجعوه بعد انتهاء المباراة لينظفوا مكانهم في المدرجات رغم الهزيمة ..تصور معي جماهيرنا الحبيبة حين يتعادل فريقنا المحلي بالقسم الرابع هواة في مبارة حبية تكريما لاحد قدماء الفريق، ماذا نفعل بحافلاتنا التي تعيدنا الى منازلنا يوم الاحد وترغم الناس باقي الاسبوع على اوطوسطوب

3

تقنية الرذاذ المتلاشي أي الخط الذي يرسمه الحكام عند كل ضربة خطأ لتحديد مكان وقوف حائط الدفاع،تقنية جديدة اريد لها ان تكون أشبه برش التوابل على الطعام مما سيمنح المباريات نكهة خاصة ، ولكن وضع القنينة في جراب بسراويل الحكام يذكرنا بجراب المسدسات في افلام الكاوبوي مما يضفي على المباراة مشهد “يسقط يسقط حكم العسكر”..

5

لقد نقلنا الرذاذ المتلاشي من مرحلة التسامح والتنازل وغض الطرف عن بعض السنتيميترات لصالح الخصم الى مرحلة “صفر تسامح” ..ان هذه التقنية المستحدثة اشبه بسقوط حائط برلين حيث اصبحنا امام نظام عالمي كروي جديد يتشكل..نظام كروي قاس لامجال فيه للمشاعر..

6

اما تحن فقد تفرق دمنا بين القبائل ،واصبحنا نشجع دولا لا يستطيع اغلبنا تحديد مكانها على الخريطة، بل كبر بيننا جيل لم يشاهد قط فريقه الوطني ينافس الكبار ، وحتى الذين لازالوا يتذكرون امجاد الماضي استأنسوا الهزائم المتوالية، وعلمتهم النكسات العامة والخاصة أننا لن نخرق الأرض ولن نبلغ الجبال طولا

7

الجشع حرم الفقراء من كاس العالم هذه السنة، والأدهى ان الامر لم يعد مقتصرا على حجب المباراة ، بل وصل إلى الحرمان من مشاهدة أهداف المباراة معادة في نشرات الأخبار..ارحموا من في الارض فحتى رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية سيستمتعون بمشاهدة المباريات خارج نطاق الكرة الأرضية بدون تشفير وعلى انغام شي كبير ياعمري..

كرة القدم ليست رياضة جولف ولا سكواتش ولا بولو لذلك انا متأكد ان هذا الجشع قد يخرج لامحالة الكرة المستديرة من قلوب عشاقها ويدخلها في جيوب تجار البث الفضائي .. وعندها سندخل مرحلة العاهرة المستديرة ..

8

كادت المستشارة الألمانية ميركل تطير من الفرحة والسعادة وهي تتابع الاهداف الاربعة لمنتخب بلادها في مرمي البرتغال، تصفق بيدها، تقوم وتقعد، لم يكن مشهدًا رياضيًا أبدًا بل كان مشهدًا حضاريًا وديمقراطيًا تمامًا، كانت حرة ومدهشة لأنها حاكمة ديمقراطية لبلد حر.. خرج مئات الألوف من الألمان إلي الساحات والميادين فرحًا بعروض فريقهم الرائعة، وخلت هذه المظاهرات المتألقة من صور السيدة ميركل..و لم يخرج مسئول رياضي منافق أو أفاق ليهدي لها فوز المنتخب الألماني..

9

امام المظاهرات العنيفة احتجاجا على هدر الاموال لتنظيم كأس العالم قررت رئيسة البلاد أن تخوض حربها سياسيا بكل ما فى كرة القدم من فنون وأفكار وخطط وتكتيك ومراوغة واستعراض للموهبة وهجوم خاطف وإرباك للمنافس مع تضييع الوقت عند الضرورة وخداع الحكم كلما أمكن ذلك ففشلت في تحقيق الفوز ،لكن دموعها في حفل الافتتاح اكسبها الكثير من التعاطف في الوقت بدل الضائع.. كأس العالم هذه المرة في البرازيل ،في بلد كرة القدم ،على الاقل نريد أن نرى كرة القدم ..

10

رمضان على الابواب حتى لايمر ونحن مسمرون امام شاشات التلفاز ننتظر من سيحمل الكأس العالمية ليفرح بها كما يفرح الصائم بفطره ولقاء ربه،ملاحظة قبل ان اختم هل من اخبار عن الطائرة الماليزية؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *