خارج الحدود

من خسر أحد أبويه وهو طفل .. يتوفى مبكرًا

توصّل باحثون إلى معرفة سبب موت الانسان المبكر والمفاجئ، وردّوه إلى وفاة أحد والديه وهو طفل أو يافع وذلك من جراء الوضع النفسي الذي يطرأ عليه وهو ما يؤدّي الى تغيّرات سلبية في الجينات.

حين بحث الدارسون في بيانات نحو 7 ملايين إنسان، منهم من وُلد بين 1968 و2008 في الدنمارك، وبين 1973 و2006 في السويد، وبين 1987 و2007 في فنلندا، اكتشفوا أن 198 ألفًا توفوا وهم في أربعيناتهم أو أقل، منهم 40 ألفًا كان لديهم أطفال يافعون تقل أعمارهم عن 18 سنة حين توفي أحد أبويه، فكانت الخلاصة هي الآتية: يأتي الموت مبكرًا ومفاجئًا في 50 بالمئة من الحالات، وهو ما سموه باليتم المبكر.

تغيّر سلبي

وصف هؤلاء الباحثون اليتم المبكر بالقنبلة الموقوتة التي تنفجر باكرًا بطفل فقد أحد أبويه، وهو ما استنتجه بحث سويدي أكد أن السبب الرئيسي وراء وفاة أشخاص في أربعيناتهم أو أقل هو الخسارة العاطفية التي أصيبوا بها حين كانوا أطفالًا أو يافعين وفقدوا أحد الأبوين.

فهذه الخسارة تسبب مع الزمن تغيرًا سلبيًا في الجينات، ومضاعفات نفسانية ينشأ معها توتر يسبب سلبيات مرضية تؤدي إلى الموت المبكر. وتزيد النسبة إلى 84 بالمئة في ما لو توفي أحد الأبوين بسبب غير طبيعي، كالانتحار او الموت بفاجعة، فذلك يزيد من إمكانية الموت المبكر لليتيم الطفل أو الفتى اليافع، بسبب غير طبيعي أيضًا، بحسب دراسة منشورة حديثًا في صحيفة بلوس مديسين الطبية.

أرقام معبّرة

ووجد الباحثون أن اليتم المبكر مرتبط بالموت المبكر، لأسباب مرضية أو غير طبيعية، أي بحسب عمر الطفل أو اليافع، أو حتى جنسه إذا كان أنثى أو ذكر، حين فقد أحد أبويه. فالتوتر والتعديل الذي يطرأ في الجينات والحالة النفسية بعد الخسارة العاطفية تسبب أيضًا العزلة والوحدة والاضطرابات وتوالد الأمراض وضعف المناعة ووهن التركيز في دورة الحياة اليومية، وتزيد من الحوادث المؤدية إلى الموت قتلًا.

وشملت الدراسة أكثر من 2,789 مليون من الدنمارك و3,380 ملايين في السويد، و1,132 مليونًا في فنلندا، ووجد الباحثون أن أكثر من 198 ألفا فقدوا احد الأبوين وهم أطفال أو يافعين، بينهم 40 ألفا رحلوا عن الدنيا باكرا، منهم 711 شخصًا قضى الواحد منهم في اليوم نفسه الذي توفي فيه أحد أبويه، ومن هؤلاء قتل 87 بالمئة منهم، أي 626 شخصًا بحوداث سيارات أو غرق أو من جراء الشرب المفرط للكحول، أو بحادث مفجع ما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *