متابعات

وزير الخارجية: الجزائر مسؤولة عن جمود الإتحاد المغاربي

حمّل وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، الجزائر مسؤولية استمرار جمود الاتحاد المغاربي. وقال مزوار إن تصريحات المسؤولين الجزائريين بأن تطبيع العلاقات بين الجزائر والمغرب وتحقيق حلم الاندماج المغاربي رهين باحترام موقف الجزائر حول نزاع الصحراء، لم تفاجئه، حيث إنها تؤكد مرة أخرى الموقف الذي سبق أن عبّرت عنه الجزائر في مناسبات عدة.

وفي حوار مع “الشرق الأوسط” أكد مزوار أن تصريحات المسؤولين الجزائريين تتجاهل الحقائق التاريخية والواقعية وتمس بحقوق المغرب التاريخية وسيادته الترابية.

حرب باردة

وأضاف مزوار “انها أسطوانة مشروخة ومتجاوزة يتحدث فيها المسؤولون الجزائريون دائمًا بمنطق الحرب الباردة، خاصة حين يشددون على أن أي تطبيع للعلاقات المغربية – الجزائرية وبناء صرح المغرب العربي رهين، بحسبهم، باحترام الموقف الانفرادي للجزائر بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، رغم أنهم يعلمون جيدًا أن هذا الموقف لا أساس له ويتنافى تمامًا ومنطق التاريخ وقواعد حسن الجوار”.

وأوضح مزوار أن السلطات في الجزائر تضحي بهذا السلوك بالروابط التي تجمع بين البلدين، وترهن المنطقة المغربية وشعبها. مشيرًا إلى أنها تعرقل آفاق التعاون المشترك خاصة في ما يتعلق بالأمن والتنمية.

أليست الجزائر؟

وقال وزير الخارجية إن الوقائع تنفي الادعاءات التي تصدر عن المسؤولين الجزائريين متسائلًا: من خاض معركة “أمغالا” على المغرب سنة 1976 .. أليست الجزائر؟ من دعم ما يُسمى بالجمهورية الوهمية، وقام بتعبئة دبلوماسية لفائدتها طمعًا في الاعتراف بها في المحافل الدولية .. أليست الجزائر؟ من كان يُفاوض إلى جانب المغرب بشأن كل القرارات المتعلقة بالصحراء المغربية، في الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية والإقليمية .. أليست الشقيقة الجزائر؟ من يُقدم مساعدات مادية وعسكرية ولوجستية سخية لجبهة البوليساريو .. أليست الجزائر؟ من يرفض الاستجابة للدعوات المتكررة للمندوبية السامية للاجئين والأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل إحصاء سكان مخيمات تندوف .. أليست الجزائر؟

أكثر من ذلك، ألم تعبئ الجزائر وسائل إعلامها وجمعياتها لمناوأة مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة المغربية سنة 2007؟ أليست الجزائر هي المسؤولة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها بحق الأسرى من الجنود المغاربة؟ من غير الجزائر يُعد العرائض ويعبئ لها في أشغال اللجنة الرابعة للجمعية العامة المتحدة من أجل معاكسة الموقف المغربي؟

مواقف مزدوجة

وعند سؤاله ما هو المطلوب للخروج بالعلاقات المغربية – الجزائرية من حالة الجمود، طالب مزوار الجزائر بوضع حد للمواقف المزدوجة قائلاً إن مواقف الجزائر وسلوكياتها إزاء قضية الصحراء المغربية جعلت منها طرفاً أساسيًا في هذا النزاع مهما كذبت ذلك أو أتت بادعاءات تنفي فيها ذلك، لأنها لا أساس لها من الصحة، وبالتالي على الجزائر أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في تورطها العسكري والسياسي والدبلوماسي في هذا النزاع المفتعل، بل وتمديد أمده وعرقلة كل جهود الاندماج المغاربي.

مرجعية الأمم المتحدة

وردًا على سؤال بشأن تأكيد الجزائر بتشبثها بمرجعية الأمم المتحدة تساءل مزوار: لماذا يصر المسؤولون الجزائريون على القول بأنهم يستندون إلى مرجعية الأمم المتحدة بخصوص هذا النزاع الإقليمي المفتعل؟

وأوضح وزير الخارجية المغربي أنه لا توجد مرجعية جامدة أو ثابتة لدى الأمم المتحدة في هذا الشأن، لأن هذه الأخيرة تعتمد إجراءات ومقاربات تتسم بالمرونة والدينامية، وتأخذ في الاعتبار خصوصية كل حالة وسياقها التاريخي والجيوسياسي.

وختم “إذا ما كانت هناك من حقائق يجب أن يُعتد بها في هذا الشأن فهي أن مسار الأمم المتحدة يكشف عن أن اللجوء إلى خيار الاستفتاء كان محدودًا جداً، بدليل أنها أشرفت، منذ إنشائها، على خمس عمليات استفتاء فقط، وفضلت دائمًا اللجوء إلى المفاوضات من أجل حل سلمي للنزاعات الإقليمية. وحتى لو افترضنا جدلاً وجود عقيدة أو مرجعية ثابتة للأمم المتحدة بهذا الشأن، فإنها وبكل تأكيد تتوافق والمقاربة المغربية التي تُفضل خيار المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي، كما تطمح إلى ذلك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. ما يُؤسف له حقاً أن الطاقة والمال المهدورين من طرف الجزائر في هذا الشأن يبقيان على حساب بناء الصرح المغاربي، المعلق إلى حين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *