وطنيات

بنحمو: الجزائر تسعى لزعزعة استقرار المغرب بسلاح المخدرات

أكد الأستاذ الجامعي ورئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، محمد بنحمو، أن الجزائر، التي طالما تتهم المغرب بكونه مصدر المخدرات المروجة في أراضيها، تعمل في الواقع على زعزعة استقرار جارتها الغربية من خلال “إغراق مدنها وقراها بالمخدرات القوية”.

وأكد بنحمو، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الجزائر هي التي تقوم، في الواقع، بشن حرب وتنفيذ استراتيجية تدمير ضد الشباب المغربي”، مشيرا إلى أن المملكة وشبابها يعانون بشدة من عواقب الأطنان من أقراص الهلوسة التي يتم شحنها في اتجاه أراضيها انطلاقا من التراب الجزائري.

وشدد على أن الجزائر “تغرق المدن والقرى المغربية بهذه الأقراص بهدف تدمير الشباب المغربي”.

وانتقد الخبير حملة التشويه الكاذبة التي يقودها النظام الجزائري ضد المملكة، مسجلا أن الجزائر تسعى لإخفاء حقيقة بسيطة، تتمثل في “رغبتها في تدمير مستقبل المغرب وشبابه”.

وقال إن “الأمر يتعلق بحملة إضافية تقوم بها الجزائر ضد المغرب، فالسلطة الجزائرية تعاني من هذا الألم المزمن وتريد إلحاق الأذى، بكل الوسائل، بالمملكة وبصورتها”، موضحا، في هذا الصدد، أن صورة المغرب وإنجازاته ومصداقيته والثقة التي يحظى بها على المستوى الدولي، وكذا حضوره القوي في إفريقيا والدور الذي يضطلع به داخل القارة “يؤرق الجزائر بشكل كبير”.

وأعرب رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية، في هذا السياق، عن أسفه لكون النخب والقادة الجزائريين “لا يزالون أسرى إيديولوجية متجاوزة تعود لحقبة الحرب الباردة وسياق استراتيجي عفا عليه الزمن تماما”، مؤكدا أن السلطة الجزائرية غير قادرة على التحرر من هذه الدوغمائية وغير قادرة أيضا على العمل لما فيه صالح شعوب المنطقة ومستقبلها.

وللأسف، يقول بنحمو، تواصل الجزائر مهاجمة المغرب وشبابه وتهديد أمنه، وخاصة عبر شبكات الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات التي تنتشر عبر التراب الجزائري.

وأوضح أن المخدرات القوية، التي تروج في المنطقة والقادمة من أمريكا الجنوبية، خاصة الكوكايين والهيروين، تمر أساسا من منطقة الساحل وجنوب الجزائر، حيث تجد طريقها إلى المغرب وأوروبا.

كما عبر بنحمو عن أسفه لكون تصرفات السلطة الجزائرية هاته تعاكس تطلعات الشعوب المغاربية وشعوب المنطقة من أجل مستقبل مشترك وأفضل.

وكشفت دراسة حديثة أجرتها اللجنة الاقتصادية لإفريقيا، التابعة للأمم المتحدة، أن بلدان المغرب العربي تحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لتسريع مسلسل اندماجها من أجل الاستجابة للمطالب التي عبر عنها مواطنوها خلال السنوات الأخيرة.

وكشفت الدراسة عن أن حجم الرهانات والتحديات التي يتعين على بلدان المنطقة مواجهتها تتجسد أيضا في التهديدات الأمنية المتنامية أكثر فأكثر بالمنطقة، والتي لها انعكاسات مباشرة على الاندماج المغاربي.

وبالنسبة لبنحمو، فإن الاندماج المغاربي أضحى اليوم “خيارا استراتيجيا” وضرورة من أجل التصدي للتحديات الهائلة التي تواجهها كافة بلدان المنطقة، معتبرا أنه “حان الوقت ليسود صوت الحكمة والعقل وتتوقف من قبل القادة الجزائريين هذه المحاولات التي تهدف إلى تدمير الشباب المغربي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *