متابعات

كذب .. وصدّق كذبته

عودتنا قيادة الجبهة وحاضنتها الجزائر أنها كلما اشتد عليها الخناق إلا وسارعت إلى الإكثار من الاستفزازات واختلاق الأزمات لتصدير الداخلية منها إلى الخارج وتحويل الانتباه والأنظار عما يحدث بالداخل.

و لعل ما يطلق عليه بـ “الجامعة الصيفية”، بغض النظر عما يشوب هذا “الملتقى” من التفاهات سواء في التحضير أو من حيث اختيار المشاركين وصولا إلى الأهداف، فإن نسخة هذه السنة التي راهن عليها على حد سواء، قياديو الجبهة وأولياء نعمتهم في الجزائر لتمرير الخطاب من أجل الاستهلاك الداخلي، جسدت هذا القصور بامتياز.

فقد كانت عملية التحضير عبارة عن اتصالات يقوم بها “البومبيست” عمر بولسان مع زمرة من مواليه الذين  يعملون على ارضائه بكل الطرق والسبل، مقابل ما يجود به عليهم من عطاءات من الإعانات الموجهة لسكان المخيمات، حتى يتمكن بدوره أن يظهر في الصورة أنه الشخص المطلوب في مجال التعبئة.

أما من حيث “انتقاء” النخبة المشاركة في “المهزلة” فقد كانت عبارة عن أزلامه من بلطجية وحشاشين وذوي السوابق، الذين لا علاقة لهم بشيء سوى بما ينالونه من رئيس عصبتهم “البومبيست” واشباع إدمانهم.

وبالنسبة للعنصر النسوي، فقد عمد “البومبيست” أبعاد كل الأصوات التي لا تغرد داخل السرب، وتم انتقاء بعناية تامة لمن تجيد منهن إعلاء القهقهة الحميمية إرضاء للمانحين والحاضنين الجزائريين.

فكان “الملتقى” عبارة عن سوق على شاكلة أسواق الجاهلية حيث يعمد الماجنون الى اقتياد الجواري تحت الأعين المتملقة لـ “البومبيست” التي تتوسل عطف ورضى الاسياد.

ولإضفاء نكهة الجدية على المهزلة، تم توزيع “أعلام” و”كتب” لا يعلم حاملوها فحواها الا بقدر ما تعلم الدواب حمولتها، كما تم التقاط صور بشتى أنواع الاسلحة الخفيفة والثقيلة، حتى توهم الجميع أن اللقاء كان بالاهمية بمكان وهو لم يكن في الواقع سوى فرصة لإرضاء نزوات الاسياد.

فالى متى يمكن أن يتمادى “البومبيست” بولسان في الضحك على الدقون وهو في الواقع يضحك على نفسه؟ حيث كذب واعتقد انه فعلا قيادي، فصدق كذبته، لانه في الواقع ليس إلا وهذا ما اصبح كل الصحراويون واعون به كل الوعي. لكن ومهما كان الواعز المحرك وراء حشد هؤلاء البلطجية من العناصر الانفصالية المتواجدة بأرض المغرب والتي يتم تحريكها بواسطة أجندة، تتلقى الاوامر بخصوصها من الخارج ولا تتحرك بصفة عفوية وتلقائية، فالهدف واضح وهو التحريض على خلق البلبلة وأعمال الشغب داخل أرض الوطن.

كما أنه قد أن الأوان أن يتحمل الجميع، خاصة الأعيان والمنتخبين بالأقاليم الصحراوية، مسؤوليتهم، وألا يتم التزام الصمت واللامبالاة كما هي العادة اتجاه هذه المناورات، وأن يتركوا حزازاتهم السياسوية والانتخابوية جانبا والدفاع عن مصالحهم الضيقة، والتصدي بكل حزم لهذه  الاستفزازات مهما كانت واهية، حتى تتأتى متابعة تنفيذ الأوراش الكبرى بأقاليمنا الصحراوية سواء الورش الديمقراطي والحقوقي أو الأوراش التنموية الأخرى دون تشويش الناقمين والحاقدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *