مجتمع

إحشاش القديم .. حكاية حيٍّ بأكادير تحولت معالمه إلى مكب للنفايات

سلط تقرير أعدته جمعية بييزاج لحماية البيئة والثقافة بأكادير، الضوء على الوضع المزري الذي يعيشه حي إحشاش القديم، والذي يقع بمدخل المقبرة القديمة لأكادير من جهة الشمال الغربي، ويتفرع عنه طريق يؤدي إلى أعلى الجبال حيث ينشط مربي  النحل.

وبحسب تقرير الجمعية، فإن جنبات الحي “تحولت إلى مكبات مفتوحة لمختلف النفايات الصناعية ونفايات البناء، وهي منطقة تعد أصلا مقبرة جماعية تظم رفات الذين قضوا في زلزال 1960 للعديد من الأسر الاكاديرية التي لا تزال شاهدة على الفاجعة إلى يومنا هذا”.

واعتبرت الجمعية أنه من المؤسف أن يتحول المكان إلى مطرح عشوائي رغم وجود أطلال لمنازل وتجهيزات أساسية لا تزال شاهدة على تاريخ المنطقة، حيث عاينت “بييزاج” أسوارا قديمة تحيط بالحي لا تزال متماسكة وتقاوم الإهمال، وسراديب وأقواس حجرية قديمة مليئة بالأزبال والنفايات.

كما يضم المكان صهاريجٌ أرضية مبنية بالاسمنت المسلح مثنية بالعديد من الأعمدة صمدت في وجه الزلزال، “غير أنها لم تصمد في وجه المخربين، حيث ثم تكسير سقوفها لسرقة الحديد ويستوطنها حاليا أشخاص بدون مأوى”، حسب وصف الجمعية.

وحسب مرشدٍ بالمنطقة فإن مسلسل تخريب الحي وإتلاف معالمه لم تبدأ إلا مع نهاية التسعينيات، حيث أصبح هدفا لمنقبي الكنوز وسارقي الأنابيب الحديدية التي كانت شاهدة أيضا على فترة زمنية من تاريخ الحي، حيث كان يحتوي على تجهيزات هيدرولوجية مهمة في تلك الفترة، تعمل على تزود حي “تلبورجت” وباقي أحياء أكادير القديم بالماء الصالح للشرب، نظرا لوجوده على هضبة فوق سطح الأرض.

وعبرت الجمعية في تقريرها عن أسفها لـ “التعامل المجحف مع ذاكرتنا الوطنية والمحلية في بعدها البيئي والثقافي، ولتحويل المكان إلى مطرح عشوائي من طرف الخارجين عن القانون والعابثين بالبيئة الطبيعة والحضارية للمنطقة”.

وشدد المصدر ذاته على أن الحي ذاكرة جماعية تستحق العناية والاهتمام، عبر تنظيم الزيارات لفائدة التلاميذ بهدف حفظ الذاكرة والهوية المحلية بالمنطقة، وتعرفيهم بتاريخها قبل الزلزال في بعدها البيئي والثقافي، وحول كيفية استغلال المياه وتوزيعها في تلك الفترة من التاريخ.

وأشار التقرير أن الاهتمام بآثار أكادير القديم قبل وبعد الزلزال، انصب على قصبة أكادير أوفلا بشكل كبير، دون أن يتم ذلك وفق منظور متكامل لمدار سياحي لمعالم أكادير المختلفة كبعض الأحياء المدفونة تحت الأنقاض والتي يوجد على رأسها حي إحشاش، حيث تم إقبار معالم المنطقة بأكوام كبيرة من مخلفات حفر البناء والنفايات المختلفة في غياب أية مراقبة أو متابعة للمتسببين في طمس هوية المكان.

أطلال حي إحشاش القديم أطلال حي إحشاش القديم أطلال حي إحشاش القديم أطلال حي إحشاش القديم أطلال حي إحشاش القديم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *