آخر ساعة

مركز ابن رشد للدراسات والتواصل يقرر حل نفسه بسبب مضايقات السلطات

قرر “مركز ابن رشد للدراسات والتواصل” يوم الخميس 6 نوفمبر وضع حد لنشاطه وحل المركز نتيجة ما وصفه بـ “المضايقات التي يتعرض لها من طرف السلطة المغربية منذ مدة والتي ارتفعت خلال الشهور الأخيرة”.

ومنذ تأسيسه، أشرف المركز الذي يرأسه الناشط والمؤرخ منجب المعطي على لقاءات متعددة سياسية وفكرية تجمع شتى أطياف اللون السياسي بين إسلاميين ويسار وليبراليين. وفي الوقت ذاته، ساهم المركز بشكل كبير في تكوين الصحفيين وخاصة في صحافة البحث والتقضي.

ويعتبر قرار مركز فكري الإقدام على حل نفسه ووضع حد لأنشطة مؤشر على تراجع الحريات في المغرب وعنوان على ارتفاع مضايقات الدولة العميقة للأنشطة التي تعتبرها خارج سياق المرسوم له سياسيا وإعلاميا.

وأصدر المركز بيانا موقعا باسم مديره المعطي منجب يوضح فيه الإشكاليات التي تقف وراء هذا القرار. وجاء في البيان  ما يلي:

– نظرا لسلسلة قرارات المنع العديدة التي اتخذتها السلطات اتجاه كل اللقاءات والأنشطة المدنية والتكوينات التي كان مركز ابن رشد بصدد تنظيمها؛

ـ نظرا للمضايقات والضغوط والمراقبة اللصيقة، وأحيانا المطاردة بالسيارات التي مارستها السلطات في حق أعضاء المركز والمتعاونين معه وضيوفه الأجانب، وبسبب الهلع الذي خلقته هذه التصرفات لدى الأخيرين ولدى بعض المستفيدين من أنشطة المركز؛

– نظرا للاعتداء الذي قام به مجهولون يوم 24 شتنبر الأخير ضد أحد المتعاونين مع مركز ابن رشد أثناء قيامه بمهامه، والذي نتجت عنه جروح ورضوض متوسطة الخطورة للمعني الذي حصل على شهادة طبية حددت مدة العجز في سبعة أسابيع، والقضاء لازال لم يتوصل حتى اليوم للتعرف على هوية المعتدين الثلاثة؛

ـونظرا لعجز المركز بسبب الظروف المذكورة أعلاه عن الوفاء بالتزاماته اتجاه شركائه من مغاربة ودوليين فإن مسؤوليه قد قرروا وضع حد لكل أنشطته وذلك ابتداءً من 31 دجنبر 2014، كما أنهم قرروا الحل النهائي للمركز في أجل أقصاه 31 يناير المقبل. وقد كلف مسؤولو المؤسسة الأستاذ عبد العزيز النويضي بالنيابة عن المركز في كل الأمور المتعلقة بالحل ومباشرة الإجراءات القانونية المترتبة عنه وخصوصا فيما يتعلق بالالتزامات مع المستخدمين والشركاء.

يُخبر المركز الرأي العام أن التضييق على أنشطة المركز قد ابتدأت منذ احتضانه لندوة 6 ابريل 2014 بالرباط والتي كان هدف المشاركين فيها والمنظمين لها النقاش والتفكير في السبل السلمية للتوافق، إذا أمكن، حول دفتر تحملات ديمقراطي بين الاتجاهات الإسلامية والعلمانية وذلك في أعقاب التوتر الذي خلقته داخل المجتمع المدني والسياسي المغربي التصريحات الشهيرة للسيد أبو النعيم، السلفي المعروف، عبر التلفزة العمومية.

ويجدر بالذكر بأن قياديين على أعلى مستوى من جماعة العدل والإحسان كعبد الواحد المتوكل ومن اليسار كمحمد الساسي وعبد الله الحريف ومن حزب العدالة والتنمية كعبد العزيز أفتاتي وحامي الدين ومن البديل الحضاري كالمصطفى المعتصم ومن شباب حركة 20 فبراير وغيرهم… قد شاركوا في اللقاء المذكور… وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي في منع الأنشطة اللاحقة لمركز ابن رشد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *