ملفات

الزايدي .. أو حينما تتكفل الطبيعة بإنهاء مسار سياسي مثير للجدل

بتأكد وفاة أحمد الزايدي، حيث نقلت وكالة المغرب العربي للأنباء عن مصدر بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن البرلماني والقيادي الاتحادي أحمد الزايدي توفي اليوم الأحد بعد أن غمرت المياه سيارته على مستوى واد الشراط ببوزنيقة، يكون الموت قد غيب واحدا من أكثر السياسيين إثارة للجدل في السنة الأخيرة داخل صفوف حزب بنبركة.

ويعتبر الزايدي الذي يقود حملية يصفها بالتصحيحية داخل حزب الإتحاد، تحت مسمى تيار “الانفتاح والديمقراطية”، من أقدم المناضلين الاتحاديين رغم كونه لم يلتصق بهياكل الحزب إلا في السنوات الاخيرة، وذلك بفعل انشغاله المهني كصحافي بالقناة الأولى، وهو ما كان يفرض عليه حينها الوقوف بشكل “محايد” أمام توالي الاحداث التي كانت تهز الإتحاد.

غير أن تقاعده ورجوعه إلى السياحة السياسية بقوة من بوابة الترشح لقيادة الحزب، جر على الرجل كما هائلا من الانتقاد، حد اتهامه بالعودة فقط من أجل تدمير من تبقى من الاتحاد الإشتراكي، والسعى إلى كسر شوكته وتعطيل الشرعية الحزبية لصالح أطراف أخرى لم تعد تريد قائمة تقوم لحزب طالما كان شوكة في خاسرة السلطة.

وفي مقابل ذلك، حاز الزايدي على احترام متزايد داخل الاتحاديين، بفعل رؤيته لمستقبل الإتحاد، وهو ما زكاه انضمام عدد كبير منهم لتياره الذي كان يقول عنه إنه يصبو لتصحيح مسار الحزب من هيمنة تيار نفعي لا تهمه مصلحة الاتحاد بقدر ما تهمه مصالحه الشخصية.

وأيا يكن الجدل حول مسيرة الزايدي السياسية، فإن الحقيقة تبقى أنه رجل سياسي ملتزم لم تأكل الخصومات السياسية بينه وبين غريمه إدريس لشكر من رصيده النضالي داخل صفوف الإتحاديين، فهو بعين الكثير ذاك السياسي الملتزم الذي ترعرع في مبادئ الإتحاد وبقي وفيا لها إلى أن وافته المنية على حين غرة.

الزايدي ابن فلاح تلقى الدراسة بين بوزنيقة بمدرسة السوق آنذاك والرباط بمدرسة محمد الخامسة ثم ثانوية مولاي يوسف، ليلتحق بعدها بجامعة محمد الخامس بالرباط، قبل أن يسافر للجزائر حيث درس بكلية الحقوق بالعاصمة، ليعود بعدها مجددا ليدرس بكلية الحقوق بالرباط، غير أن شغفه بالمجال الإعلامي جعله يسافر لباريس من أجل الحصول على تكوين في الصحافة والإعلام هناك.

وبعد تكوينه الصحفي بفرنسا، عاد الزايدي ليشتغل بالقناة الأولى، حيث ظل لمدة 20 عاما وهو يعمل بتفان داخل قناة دار البريهي، حسب شهادات زملاء له في المهنة، قبل أن يتم انتخابه أول رئيس لنادي الصحافة بالمغرب، حتى بات يطلق عليه بالرئيس المؤسس.

وبموازاة مع مساره المهني الصحفي، داخل الزايدي عالم السياسة وهو في ريعان شبابه، حيث انتخب سنة 1977 عضوا بالجماعة القروية لبوزنيقة (بلدية حاليا)، ومارس المعارضة لمدة تزيد عن 15 سنة، قبل أن يصبح رئيسا للجماعة القروية “سيدي خديم” التي تحولت تسميتها بعد ذلك إلى جماعة الشراط، وهي الجماعة التي كان ذاهبا صبيحة الأحد 9 نونبر لتفقد أحوالها قبل أن يلتهمه وادها على حين غفلة.

ورغم انتخاب الزايدي نائبا لبوزنيقة، فإقليم بنسلمان فيما بعد، إلا أنه ظل ورغم كونه برلمانيا ورئيسا، صحافيا حاضرا في وسائل الإعلام ومتتبعا نشيطا للمشهد الوطني والدولي، حيث ظل وجها مفضلا لعدد من الإعلاميين من أجل استضافته في برامجهم من أجل تحليل الأحداث والوقائع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *