مجتمع

مخيمات تندوف .. لقد بلغ السيل الزبى

تركت قضية محجوبة محمد حمدي الداف أثرا كبيرا في النفوس سواء على مستوى الأقاليم الجنوبية أو داخل مخيمات لحمادة أو على المستوى الدولي، كما تركت شرخا عميقا داخل «الجبهة»، وأحرج قيادتها خصوصا أمام الرأي العام الاسباني. وأظهرت هذه القضية مدى بشاعة هذا النظام داخل المخيمات والانتهاكات التي يرتكبها في حق اللاجئين الصحراويين بمخيمات تندوف.

وبالرغم من كل محاولات محمد عبد العزيز ومن معه إخفاء الحقيقة وإعطاء صورة مغلوطة عن ما يحدث داخل المخيمات بسبب محجوبة فإن القضية وصلت إلى مدى بعيد.

لقد أماطت هذه القضية اللثام عن وجه آخر لاستهتار “القيادة” المهترئة بالرابوني بأبسط الحقوق، وعن نوع جديد من أنواع الابتزاز الذي تمارسه هذه العصابة في الكواليس والاتجار بمصائر المحتجزين ولولا تشبت محجوبة بنمط العيش الذي ألفته عند أسرتها بالتبني لمرت هذه الفضيحة كما مرت الكثير من سابقاتها كسحابة عابرة يقبرها التعتيم والطوق المضروب على المخيمات ومحتجزيه.

لذا وجب أن يستثمر هذا الوميض الذي ينبعث من المخيمات لفضح هذه المجموعة المتحكمة خاصة أن شعاراتهم الزائفة لم تعد لتنطلي على أحد سواء داخل الأقاليم الجنوبية أو داخل مخيمات لحمادة أو على المستوى الدولي.

فواقع جبهة البوليساريو الانتهازي النفعي القائم على التجارة بأبناء الصحراويين وترحيلهم قسرا إلى دول أخرى قصد الاسترزاق والاستفادة بينما القياديون يرسلون أبناءهم إلى دول أوربية قصد الاستجمام والاستمتاع خلافا لأبناء الصحراويين الآخرين الذين يتم إرسالهم إلى عائلات أجنبية للتجار بهم مثل قضية محجوبة التي تنتمي إلى قبيلة من أكبر قبائل الصحراء وهي الركيبات لبيهات والتي تمثل أيضا تكتلا كبيرا على مستوى المخيمات بحيث إن أكبر القبائل تعدادا داخل المخيمات، وحتى على مستوى الجيش الصحراوي، وهي أيضا أقل القبائل استفادة من المناصب الحساسة داخل التنظيم قد أصبح جليا، ووجب مجرد فتح صفحات داخل مواقع التواصل الاجتماعي تعرف بقضية محجوبة ومدى تواطؤ نظام الجبهة في ترحيلها وإبعادها عن عائلتها الأصلية من أجل مصالح شخصية.

أصبح من المحتوم كذلك بالنسبة للمحتجزين رهائن القضية الزائفة أن يكسروا الطوق و يخرجون عن صمتهم والتحرر من خوفهم لفضح الأساليب والأوجه الأخرى للاستغلال البشع لهم من قبل القيادة المتنفذة والمدعومة من جينيرالات الجزائر، وطلب حقها من التنظيم ات الدولية، وأيضا اللجوء إلى المفوضية السامية لغوث اللاجئين المتواجدة بالرابوني قصد التظاهر والمطالبة بحقهم، كل ذلك ينبغي أن يكون مدعوما بربورطاجات تبث على قنوات وجرائد ورقية وإلكترونية وإذاعات في كل مكان، تفضح السرقة التي تقوم بها قيادة الجبهة للمساعدات الدولية التي تقدمها الحكومات والمنظمات قصد دعم اللاجئين، وبأنها يتم بيعها في أسواق موريتانيا وأسواق الجزائر وأن ما يتوصل به ساكنة المخيمات هو الفتات القليل.

لقد آن الأوان للمحتجزين أن يتمردوا لكسر طوق الخنوع وفضح القمع الذي يتعرضون له، واستثمار كل وسائل الاتصال المتواجدة قصد إزالة القناع عن الطغمة المستبدة، ونشر مقالات و شهادات على الصفحات الالكترونية على غرار ما وقع بالنسبة لقضية محجوبة التي فضحت تنظيم الجبهة، وأظهرت للعيان بأن ما يهمه هو الارتزاق لا شيء آخر خصوصا، كل هذا من شأنه أن يذكي تنامي الوعي لدى المحتجزين ويحفز أخوتهم على مؤازرتهم ورفع الظلم والحيف الذي طالهم منذ عقود.

وحان أيضا الوقت للشيوخ والأعيان والمسؤولين الصحراويين للقيام بواجبهم عبر التنديد بما يحدث لأبناء جلدتهم داخل المخيمات وفضح ذلك على مستوى الشبكات التواصلية عبرالانترنيت، وشاشات التلفزة من قبيل قناة العيون الجهوية، وأن يوجهوا رسائل إلى المخيمات للصمود أمام القيادة الفاسدة مبرزين أنهم معهم ووراءهم كما أنه يجب عليهم توجيه رسائل إلى مجلس الأمن في شخص الأمين العام مرفقة بتوقيعات تندد بما يحدث لأبناء جلدتهم، بالإضافة إلى توجيه رسائل مماثلة إلى الاتحاد الاوروبي وجميع الهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية.

هذا في الوقت الذي ينبغي فيه أيضا توجيه رسالة إلى قيادة الجبهة تطلب فيها بفك الحصار عن أبنائهم وذويهم وإلا فإنهم سيقومون بمسيرة الوحدة وفك الحصار نحو المخيمات، خصوصا أبناء قبيلة الرقيبات لبيهات والمتضامنين معهم.

كما يجب كذلك على القبائل الأخرى القيام بلقاءات تضامنية مع قبيلة الرقيبات لبيهات المحاصرين داخل خيامهم بتندوف قصد مناصرة أكبر شريحة من الصحراويين في هذا الملف، ورفع القضية أمام المنتظم الدولي من طرف عائلات المعتقليين وأيضا المعطوبين بالمخيمات ضد المسؤولين عن ارتكاب هاته الممارسات في حق أبناء جلدتهم للوقوف على هول ما يحدث للمحتجزين مقابل صمت غير مقبول وغير مبرر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *