آخر ساعة

بورتريه: سلطانة خيا …من درجات الانحلال إلى «النضال»

سيرا على نهجها الرامي إلى تنوير الرأي العام داخل المخيمات أو ما يسميه بعض الشباب المغرر بهم ”السجن الكبير” , تواصل جريدتنا تتبع الحالة المزرية داخل مخيمات لحمادة, مستعينة في ذلك بشهادات حية وصادمة ل ”شباب صحراوي” أنهكه تحامل ”القيادة الفاسدة للرابوني” والظروف السوسيو اقتصادية بدعوى الدفاع عن قضية زائفة، اختلقها صانعوها كل حسب الاهداف المسطرة من زعامة واغتناء وخدمة اجندات خارجية الى غيرها ، حيث أصبح هذا الشباب يطمح أكثر من ذي قبل إلى التحرر من قيود العبودية والمهانة ليعيش جنبا إلى جنب مع ”إخوته” بالأقاليم الصحراوية المغربية.

فالمتتبع لوضعية ”الشعب الصحراوي” في الآونة الأخيرة, أضحى متيقنا أن المشاركة والاصطفاف حول ”القضية المفتعلة لهذا الشعب” أصبحا يعرفان عزوفا و نفورا كبيرين، بعد أن أصبحت ومنذ زمن ليس بالهين قيادة هذا السجن المتكونة من رموز للفساد، متحكمة في جميع مناحي الحياة داخل المخيمات حيث عمدوا على صناعة أبطال من ورق من قبيل معتقلي الصدفة أو مناضلين القرابة العائلية أو القبلية.

في إدانة صارخة لهذا الوضع يرى مجموعة من هؤلاء الشباب أن ”سلطانة خيا” صاحبة الانحطاط الأخلاقي و المسرحيات الفردية التي أجهزت على عنفوان الشرفاء و أقعدتهم في دور المتفرج والذين آثروا على أن لا يكونوا لعبة في يدها نموذج صارخ لهذا الفساد والتحكم في إرادة شعب و شباب طواق إلى الحرية و العيش الكريم كباقي إخوانهم بالأقاليم الصحراوية المغربية.

ففى نفس السياق ، يقول ”أ. س” ”يعرف الجميع أن سلطانة خيا بدأت عمرها النضالي بمدينة مراكش المغربية بقضائها ليالي حمراء مع الطلبة الصحراويين والتي كانت عنصرا غريبا عنهم (عن مكون الطلبة الصحراويين), وعلى اثر تظاهرة نظمها الطلبة الصحراويون تضامنا مع طلبة موقع اكادير يوم 09 مايو 2007 والتي فقدت خلالها عينها اليمنى، لتدخل بذلك ”التاريخ” عبر ممرات ملتوية وعشوائية وقد شاركها في هذا الحدث علنيا مجموعة من الطلبة الصحراويين وعلى رأسهم الوالي عليوات القاديمي، الذي سقط من الطابق الرابع للحي الجامعي، ليعاني على إثرها إعاقة كلية إلى حدود كتابة هذه السطور, والإهمال الذي طاله من طرف ”قيادة الرابوني” التي يروج في دواليبها لعملة القبلية والمحسوبية والدي كان الوالي القاديمي خارج فلكه لانتمائه لقبلية يعتبرونها غير موجودة في مناطق النزاع”.

ومما يصيب المرء بالذهول والاستغراب، يضيف هذا الشاب، هو أن ”من يعتبرون انسفهم قادة سياسيين يعملون على تجييش هذه الطفيليات وذلك على أساس قبلي للتفريق بين المناضلين”.

شاب آخر”و.ع.ق” من داخل مخيمات لحمادة يضيف ”عرفت المدعوة سلطانة كيفية اللعب على الحبلين، بمساعدة ابن قبيلتها ”عمر بولسان’ٌ الذي يحتكر عمليات التمويل، حيث عمدت إلى تأسيس ”جمعية الرابطة الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الثروات” والتي كانت غطاء لتحتكر به كل المساعدات المالية، ليتكرس بذلك ميز عنصري وإثارة لنعرات القبلية مما حدا بها إلى سرقة الأضواء من المناضلين الحقيقيين”.

إن انتهازية هذه الرموز الكارطونية وعفنها الأخلاقي، ساهم في تازيم هؤلاء الشباب الذي أصبح تواقا إلى اخذ مبادرات وأشكال نضالية جديدة، لهدف منها كشف فساد تلك ”الطحالب الدنيئة” كما يسمونها خصوصا أنهم يرفضون الاستسلام لمثل هذه ”المرأة الشبه الأمية، التي تعتقد نفسها رمزا للنضال, حيث تقول إحدى الشابات الصحراويات أنها ”لن تترك الساحة النضالية مجالا خصبا بين أيدي الانتهازيين والعاهرات والأميين فكريا وحقوقيا وسياسيا، والبعيدين كل البعد عن الفعل الميداني وهم يتفاخرون بكونهم رموزا وطنية معترف بها، متناسين أن النضال الحقيقي هو مشروع نضال وان النضال المستمر من اجل الحرية و الكرامة هو حل لقضية هذا الشباب ”كما تؤكد انه ”وجب على المناضلين الشرفاء انتشال هذه الشوائب التي تعكر صفو ”القضية” وتشوه صورتها إقليميا وعالميا، حتى نتمكن من العيش الكريم كإخواننا من بني جلدتنا ومحاصرة رموز الفساد بالرابوني الذين تاجروا و لا يزالون بمعاناة إخوانهم الذين غرر بهم لأجل تكديس الثروات ومراكمتها بمساعدة صانعتها الجزائر”.

”فالصحراء، يؤكد ”م. و” حبلى بالمناضلين الشرفاء والذين لا يتخذون من الأعياد الوطنية تجارة لغاية في نفس يعقوب و الاكتفاء بالانزواء والبكاء على الأطلال واسترجاع الذكريات قصد جلب الدعم لا غير و استدرار العطف, بل هم طاقة متجددة قادرة على الإنجاب, العطاء و الانسجام مع المستجدات الدولية لإصلاح ما أفسده التاريخ و ”رموز الفساد”.

وفي ظل هدا الواقع المتأزم بمخيمات لحمادة، بدأ هؤلاء الشباب الوقوف وقفة حزم وتبنى مبدأ نكران الذات، لمحاسبة أنفسهم وتقييم أداءهم حول ما اكتسبوه وما الحصيلة الملموسة لانجازاتهم إن كانت لديهم انجازات حقا و بدؤوا يطرحون الأسئلة على أنفسهم ما جدوى البقاء والقبول بوضع لا يزيدهم سوى حط من الكرامة في سجن لا مثيل له في العالم يديره سجان اسمه البوليساريو.

” فالنضال حركة دائمة مستمرة تزيد و لانتقص, لذا وجب الحسم مع مثل هؤلاء المفسدين الذين اتخذوا من النضال مطية نحو الاغتناء بمعاناة السواد الأعظم من الصحراويين ” يختم قوله ”س. ج”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *