ثقافة وفن

خيول “التبوريدة” بزاكورة ترقص على جراح منكوبي الفيضانات

اختتمت يوم الأحد 21 من الشهر الجاري، فعاليات مهرجان المنتدى الدولي للسياحة والتنمية المستدامة بزاكورة في نسخته الثالثة، على إيقاع مقاطعة وتنديد العديد من الفاعلين الحقوقيين والنقابيين وكافة المتضررين من فيضانات وادي درعة وساكنة الوداديات.

فأثناء حفل الافتتاح، ومباشرة بعد انتهاء وزير الفلاحة من إلقاء كلمته أمام حشود المدعوين، عمت حالة من التذمر والاستياء فئة عريضة من الحضور، لكون كلمته جاءت خالية من أية التفاتة أو إشارة لما يمكن أن تقدمه وزارته وعمالة زاكورة من دعم أو برامج استعجاليه لإصلاح الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمزارع والسواقي من أجل تمكين الفلاحين من مباشرة أعمال الحرث.

وفي هذا السياق يقول أحد منكوبي الفيضانات بجماعة ترناتة في تصريح لـ “مشاهد.أنفو”، “قبل أسبوع جئنا (القبيلة) إلى مقر عمالة زاكورة من أجل مقابلة السيد العامل وطلب تدخله العاجل لإيجاد حل لما أصابنا جراء الفيضانات وتمكيننا من مباشرة عملية الحرث إلا أننا منعنا من ولوج مقر العمالة وتمت إحالتنا على رئيس دائرة تينزولين الذي وعدنا بأن ملفنا سيكون من الأولويات التي ستعرض على وزير الفلاحة أثناء افتتاح المهرجان”.

وأضاف المتحدث ذاته: “لكن بعد مغادرة الوزير عزير أخنوش أرض زاكورة دون أن نتلقى أي رد اقتنعنا يقول المتضرر أن الوعد الذي أعطي لنا بعد إحصاء الخسائر من طرف العمالة ماهو إلا ذر للرماد في العيون وتحويل الانتباه عن الفشل الذريع لهذه العمالة في معالجة الأوضاع الناجمة عن الفيضانات وجبر أضرار ساكنة المناطق المنكوبة خصوصا بترناتة وبني زولي وامحاميد الغزلان وتاكونيت وتينزولين ومزكيطة.

وكانت العمالة أثناء التهيء للمهرجان تروج بأن هناك برنامج خاص واستثنائي وخطط استباقية لمعالجة أثار كارثة فيضان وادي درعة سيتم الإعلان عنها إبان افتتاح المهرجان من طرف الوفد الوزاري المدعو لهذا الحفل.

إلى ذلك انتقد فاعلون بالمدينة ما اعتبروه تبذيرا للمال العام في عروض فنية غثة تستهدف استبلاد وتهجين ذكاء المواطن الزاكوري الذي أصبح بفعل ذلك يفضل ما هزل من عروض “الخردة” ويبحث عن الرداءة والأغاني المبتذلة التي وفرها له المهرجان.

وعلاقة بالموضوع أوضح متتبعون يمثلون نخبة المدينة (جمعويون وسياسيون وحقوقين ونقابيون) أنهم قاطعوا أشغال المهرجان لكون الظرفية ليست مواتية لمثل هذه البهرجة حسب تعبيرهم بل أكثر من ذلك، أن ساكنة الإقليم كانت تنتظر من المنظمين وعمالة الإقليم الإعلان عن إلغاء هذه النسخة من المنتدى وتخصيص اعتماداتها لدعم ضحايا فيضانات وادي درعة.

وأضاف نفس المصدر أننا كنا ننتظر كذلك من وزير الفلاحة أن يفاجئنا ببرنامج استعجالي لمعالجة مخلفات كارثة ارتفاع منسوب مياه وادي درعة بزاكورة، بدل المبالغة في الحديث عن الزراعة العائلية وطريقة تطويرها. وتكون بذلك الجهات المنظمة قد تفادت سياسة تبذير أموال الشعب في عروض “التبوريدة” التي رقصت خيول “سرباتها” على جراح المنكوبين.

وفي نفس السياق عبر الكثير من المحتجين من سكان وداديات الوفاق وبوعبيد الشرقي والنصر عن استيائهم من موقف عمالة الإقليم وبلدية زاكورة في عدم لاستجابة لمطلبهم الوحيد وهو ربط منازهم بالماء الشروب والكهرباء اسوة بباقي المؤسسسات العمومية المتواجدة بهده الوداديات، حيث كانوا بصدد تنظيم مسيرة احتجاجية في اتجاه مقر العمالة تزامنا مع افتتاح المهرجان إلا أن القوات العمومية وعناصر البوليس حاصرتهم وثم تفريق المحتجين قبل انطلاقهم بعدما وعدهم قائد المقاطعة الثانية بالعمل على مناقشة مشاكلهم.

إلى ذلك أكد رئيس المنتدى جواد الناصري الذي يشغل في نفس الوقت رئيس بلدية زاكورة في تصريح للجريدة أنه لايمكن تحويل هذه الاعتمادات المالية إلى ضحايا الفيضانات بالإقليم وإلى كهربة الوداديات لكونها كانت مخصصة أصلا للمهرجان.

وأضاف الرئيس في تصريحه لـ “مشاهد.أنفو” إن المهرجان كان ناجحا وحقق الأهداف المتوخاة منه والدليل على ذلك يقول الرئيس هو نسبة الإقبال الجماهيري على العروض، إضافة إلى إعلان زاكورة حول الفلاحة العائلية الذي دعا إلى إدماجها في البرامج والسياسات العمومية.

إلا أن رئيس المهرجان رفض الإفصاح عن المبلغ المالي الذي رصد للمهرجان حيث اكتفى بالقول إن المبلغ كان أقل بكثير من اعتماد السنة الماضية دون أن يعلن عن هذا المبلغ، في حين تؤكد بعض المصادر أن اعتماد هذه الدورة فاق المليار سنتيم، غير أن “مشاهد” لم يستنى لها التأكد من حقيقة هذا الرقم من مصدر رسمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *