آخر ساعة

قادة البوليساريو يغردون خارج سرب حقوق الإنسان

إن الواقع المأزوم داخل مخيمات اللاجئين الصحراوين يدعو إلى الشفقة. وما يندى له الجبين هو رؤية عناصر مكون بشري بهذا الحجم له تاريخ وثرات ذوو نخوة وكبرياء يضعون مصيرهم المجهول في أيادي آثمة غير مؤتمنة على مصالحهم ومستقبلهم, فالاستغلال والجشع والثراء الفاحش والفساد المالي و الاخلاقي أمراض أصيب بها قادة الرابوني على حساب بني جلدتهم الذي غرر بهم منذ زمان.

فالحياة السياسية والاقتصادية وكذلك الاجتماعية والتربوية في تفسخ وانحلال ومؤسسات الرابوني في تغييب تام والديمقراطية و الحرية الشخصية و حقوق الإنسان هي مجرد كلام في كلام. فلابد في هذا الزمن الصعب من إرادة قوية للتغلب على حالات الضعف والهوان والذل التى دأب قادة البوليساريو على زرعها في الأوساط الصحراوية قصد كبح جماح الشباب المتعطشين إلى التغيير.

إن الحاجة إلى التمرد هي الحاجة للثورة على الذات… لأن الذات هي النواة الحقيقية لبناء الإنسان القادر على إحداث الثورة وتغيير الواقع المتأزم. لان الإنسان لا قيمة له إلا بالفعل.. ولا قيمة لهذا الفعل إن لم يكن في خدمة الأرض وإنسانها. وإن الرضا بالأمر الواقع لا يجلب أي خير. إنه يحول الأحرار إلى عبيد بمعدل بطيء.

لقد أتبث الصحراويون أنهم ركبوا سفينة التغيير وكسروا كل القيود الوهمية التي كانت تكبل تحركاتهم وأثبتوا أنهم قادرين على النطق بكلمة: «  لا» في وجه من حطم آمالهم لأربعة عقود مكابدين فيها من المعاناة والتضحية و الشتات ما يعجز الإنسان عن وصفه.

لقد سقط القناع عنكم يا قادة الفساد، يا من نصبتم أنفسكم حكاما للخلود على شعب لم يحقق الوجود، فالقاضي الداني أصبح على علم باكاديبكم الجلية وخطاباتكم الغوغاء. فسلكنا خط التغيير وركبنا سفينتها وجعلناها تبحر في اتجاه الربيع العربي حتى لا نكون استثناءا أو حالة شاذة بين الشعوب.

فتنامي الوعي بضرورة التغيير وإسقاط رموز الفساد الذي تربعوا على دواليب القيادة في مخيمات الرابوني واعتبارهم لأهالينا باللجوء مجرد رقم حسابي في المعادلة الغرض منه حصد اكبر قدر ممكن من الدعم المالي للمنظمات وتحويلها لأرصدتهم السرية الخاصة والاغتناء على حساب معانات الصحراويين المحتجزين المغرر بهم.

فالتجديد هو صفة من صفات الحياة فدورة الحياة البشرية تتسم بالتجدد و الاستمرار، ولاشيء يبقى على حاله، فأوراق الأشجار تذبل وتتساقط لتحل محلها أوراق أخرى يافعة و خضراء، أكثر قدرة وعطاء على العمل.

على هدا الأساس وبسبب تفاقم الوضع وتأزمه شيئا فشيئا وتزايد الاحتقان الاجتماعي نتج عنه ردة فعل لم تكن في حسبان رعاع الشعب الصحراوي قادة الفساد. فتعالت الصرخات المنادية بالتغيير والمطالبة برفع الحصار عنهم والمطالبة بتوفير شروط الحياة الكريمة . فتوالت الأحداث والثورات، التي فجرها شباب التغيير من داخل المخيمات لينكسر بذلك حاجز الخوف والرهبة التي خيمت على أجواء المخيمات لعقود خلت. لتتسع بذلك دائرة الأصوات المنادية بالتغيير والمعبرة عن سخط ملموس على الواقع المفروض عليهم وضرورة إيجاد بدائل لهذا القدر الغير مرغوب فيه.

ويلتحق بهذا الركب الرفيع المستوى فنانون لطالما غردوا لقيادة البوليساريو لينقلب بدلك السحر على الساحر و أصبحت حناجرهم تغرد خارج سرب المغردين للفساد في المخيمات، فالناجم علال من ابرز الفنانين الذين كانت تعول عليهم قيادة الرابوني في رفع من وثيرة حماس الشباب الصحراوي عبر أغانيه الثورية، ليكتشف أن قاطرته متجهة في المسار الخطأ ويعرج بها إلى السكة الصحيحة وإنتاجه لاغاني تعري الواقع المعاش في المخيمات والظلم المنتهج على أبناءنا فى غياهب اللجوء وتعنت زعماء البوليساريو وتماديهم في الظلم. وغياب أي بادرة لتغيير الوضع المأساوي الذي يتكبده أهالينا في المخيمات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *