آخر ساعة

موسم زاوية آسا .. إستثمار الروابط الروحية المغربية الإفريقية لخدمة الوحدة والتنمية بالصحراء

تتواصل بمدينة آسا (حوالي 104 كلم شرق كلميم) فعاليات الموسم السنوي لزاوية آسا إلى غاية الأحد 4 يناير الجاري، تحت شعار”التراث الحضاري والروابط الروحية المغربية الإفريقية في خدمة القضية الوطنية والتنمية المستدامة”.

ويعد موسم زاوية آسا أهم المواعيد الدينية بالاقاليم الصحراوية الذي تنعقد فعالياته الاشعاعية تزامنا مع إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، واكتسب هذه المكانة بالنظر إلى عراقته في التاريخ كتظاهرة ارتبطت باسم مؤسس الزاوية الولي الصالح “ٌإيعزى ويهدى” المتوفي في العام 1328م كما أورد ذلك المختار السوسي الذي أكد أن تخليد الموسم جاء إحياء لذكرى هذا الشيخ الجليل الذي صادفت وفاته ذكرى المولد النبوي.

وهكذا عرفت ساحتي محمد السادس و20 غشت إنطلاق فعاليات هذا الموسم تحت إشراف والي جهة كلميم السمارة عامل إقليم كلميم السيد محمد علي العظمي، وعامل إقليم آسا-الزاك الحسن صدقي وعدد من الفعاليات المحلية ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين، حيث تم إفتتاح معرض الصناعة التقليدية، والمنتجات الفلاحية للتعاونيات والجمعيات، ولاسيما العسل وحليب النوق والتمور ومشتقاتها وزيت الأركان والكسكس التقليدي بمختلف انواعه و”المكلي”والحناء ومشتقاتها ومشتقات الصبار، فضلا عن فضاء خاص بالابل.

موسم آسا

وبذات المناسبة تمت زيارة عبر الخيام الموضوعاتية التي اقيمت بهذه المناسبة والتي تجسد بعض العادات الشعبية المترسخة في ذاكرة انسان الصحراء والمرتبطة على الخصوص بطقوس الزواج والطب التقليدي والألعاب الشعبية والمطبخ الصحراوي.

وتكتسي هذه التظاهرة الروحية، التي تنظمها جمعية مهرجان آسا للتنمية والتواصل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أهمية ثقافية وتاريخية وحضارية، كما تشكل مناسبة للتعريف بتاريخ المنطقة وإبراز ما تزخر به من تراث متعدد الروافد واستحضار المكانة الدينية والعلمية لزاوية آسا باعتبارها منارة دينية ساهمت في ترسيخ قيم المواطنة ونشر العلم والمعرفة.

ويتضمن برنامج هذه التظاهرة التي تنظم على مدى خمسة أيام بتنسيق مع المجلس الاقليمي لأسا الزاك، وبلدية أسا، وفعاليات المجتمع المدني، وبدعم من عمالة الإقليم، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب، إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف، تنظيم ندوة علمية في موضوع “دور الزوايا في التأطير العلمي والجهادي لأهل الصحراء: زاوية أسا نموذجا ” ودورة تكوينية لفائدة فعاليات المجتمع المدني في مجال تنمية القدرات الذاتية وإجراء مسابقة في الشعر الحساني.

كما تم في إطار هذا المهرجان، إقامة ليالي المديح والسماع وتنظيم مسابقة في قراءة القرآن وتجويده.

هذا وتم تنظيم يوم دراسي في موضوع “دور الإعلام في خدمة انفتاح المغرب على عمقه الإفريقي”. وعرفت فقرات الموسم أيضا إلى جانب تنظيم خيمة الشعر إقامة فضاء للأطفال وتنظيم عروض في الفروسية التقليدية واستعراض لفرق الهجن.

موسم آسا

ومن المنتظر أن تتوج هذه التظاهرة الدينية السنوية بإقامة شعيرة “النحيرة” يوم الأحد المقبل، في جو يمتزج فيه الجانب الروحي بالمعطى التراثي ذي البعد الإنساني، بحضور فعاليات القبائل الصحراوية.

وإلى جانب مكانته الدينية، اضطلع هذا الموسم بدور ريادي في انعاش حركة تجارية انعكست ايجابا على محيط الزاوية ومجالها العام، حيث تستقطب الزاوية عددا كبيرا من التجارالوافدين من مختلف مناطق المغرب حيث تشكل المناسبة فرصة لترويج اصناف كثيرة من السلع والبضائع.

وأورد فاعل محلي علي الكبش أن الموسم كرس أيضا أعراف وتقاليد اجتماعية، حيث شكل محطة للقاء مختلف التشكيلات والحساسيات القبلية الوافدة من جهات مختلفة خاصة منها الجنوبية، حيث تتيح مناسبة اللقاء فرصة مواتية لفض النزاعات وعقد التحالفات والبث في قضايا مختلفة.

والأكيد ان موسم زاوية اسا بهذه الصبغة الدلالية وهذا الرصيد التاريخي المهم، الذي تشكل بفعل وزنه الديني والروحي والاجتماعي وكذا الاقتصادي، يعتبر اليوم أحد العلامات المضيئة بالمنطقة وأحد المرتكزات التي يجري الرهان عليها لتحقيق تنمية مستدامة بإقليم آسا الزاك.

وهذا المعطى استحضره القائمون على هذا الحدث الذي اصبح موعدا سنويا يتيح فرصة لإبراز المقومات التاريخية والحضارية والثقافية والطبيعية والسياحية للمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *