حوارات

أوموس: مواقع النقوش الصخرية تحتاج للاستثمار لتنشيط الاقتصاد

على هامش فعاليات اليوم الدراسي حول “النقوش الصخرية: الأهمية وسبل المحافظة” الذي نظمه طلبة ماستر تراث وتنمية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن زهر، بشراكة مع المركز الوطني للنقوش الصخرية بأكاير، أجرت “مشاهد.أنفو” هذا الحوار مع الباحث في النقوش الصخرية أحمد أوموس، أستاذ زائر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكادير، ومدير المركز الوطني للنقوش الصخرية بأكادير (CNPR) والذي هو بالمناسبة مصلحة تقنية تابعة للمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بأكادير.

نظمتم هذا اليوم الدراسي بشراكة مع ماستر تراث وتنمية كيف جاءتم فكرة الشراكة؟

مشاركتنا في هذا النشاط تأتي في إطار المصاحبة والدعم المعنوي والمادي للطلبة الباحثين الذين يشتغلون على التراث وعلى النقوش الصخرية بصفة خاصة على مستوى كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر. هذه المصاحبة أصبحت من بين الأنشطة التي يقوم بها المركز من خلال أطره.

لماذا؟

لأننا نعتقد جازمين على أن الطالب الجامعي لديه دور كبير في المساهمة في البحث العلمي الأكاديمي المرتبط بالفن الصخري. كذلك لديه دور كبير فيما يتعلق بالتعاون مع المركز من أجل القيام بجرود على مستوى المناطق، التي يتواجد بها الفن الصخري. أضف الى ذلك ما يتعلق بالتوعية والتحسيس على مستوى المؤسسات الدراسية، وعلى مستوى الجهات الوصية عن قرب وأعني بذلك السلطات والجماعات المحلية.

وبالتالي فالمركز في تصوره يعتبر أن الطالب والكلية والجامعة بصفة عامة من الشركاء الأساسين للمركز ولوزارة الثقافة، حتى يقوم هذا المركز بدوره أحسن قيام فيما يتعلق بالتعريف والجرد والمحافظة على النقوش الصخرية.

قدمت مداخلة حول: “الفن الصخري، تراث أثري حامل لتعابير ومعارف لامادية”، ماذا يمكنك القول عن هذا الموضوع؟

مداخلتي كانت حول فكرة ليست جديدة، ولديها ارتباط بالعلاقة التي يمكن أن تكون بين التراث المادي والتراث اللامادي، فالفن الصخري ينظر اليه كتراث أثري، ولكنه في نفس الوقت يحمل مجموعة من الرسائل والإيحاءات ذات الحمولة الثقافية اللامادية.

فمن خلال النقوش الصخرية يمكن أن نتعرف على مجموعة من المسائل الغير مادية: المرتبطة بالتقنية مثلا التطور التكنولوجي. ومسائل مرتبطة بالتصور الذي كان لدى الإنسان حول الطبيعة والأشياء والكون بصفة عامة. وأمور أخرى مرتبطة بجانب المعتقدات: على سبيل المثال مواقع النقوش الصخرية غالبا ما نجد أن الإنسان القديم قد نسج حولها هالة من القدسية، ومارس فيها العديد من الطقوس لكونها حسب اعتقاده أماكن مقدسة.

وهنا أشير أنه من خلال دراسة النقوش الصخرية يمكن أن نستخلص بعض المعتقدات الدينية لدى الإنسان القديم فمثلا اعتبر أن بعض الحيوانات كالزرافة وغيرها، تمتلك قوى خارقة وقاهرة تجلب المطر وتبعد عنه الشرور.

وتتمثل كذلك أهمية النقوش الصخرية في رصد عملية الترميز باللسان أي ما يسمى بالكتابة، لأنه لما كان الإنسان بطبيعة الحال في تواصله اليومي يستعمل لغة معينة: الإشارة /الرموز الى غير ذلك لكن مع التطور استطاع أن يرمز لتلك اللغة عن طريق علامات أو حروف. إذن من خلال النقوش الصخرية يمكن التعرف عن قرب على تطور الإبداع البشري في الترميز للغة.

بصفتك باحث في النقوش الصخرية، ماهي السبل والآليات التي ترى أنها كفيلة بالمحافظة ورد الإعتبار للنقوش الصخرية؟

الآليات كثيرة لكن أهمها هي: أولا التعريف عن طريق الجرد، وثانيها التوعية والتحسيس خاصة توعية الأجيال الصاعدة بالمدراس والمؤسسات التعليمة، أما ثالثها فهو الحماية القانونية إذ يجب على المشرع المغربي أن يسن تشريعات جديدة كفيلة بحماية هذا التراث وتسهيل مساطر جرده وتصنيفه في عداد التراث الوطني.

وأخيرا آلية آخرى لديها ارتباط بإعادة الإعتبار والتنمية، كما يعرف الجميع الهاجس الذي يسكن المواطن اليوم هو تحقيق التنمية وتوفير قوته اليومي. وبالتالي يجب إيجاد رابطا قويا يجعل الفن الصخري ذو مردودية اقتصادية ليصبح بجانب قيمته الرمزية ذو قيمة اقتصادية عبر الاستثمار المستديم في هذه المواقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *