متابعات

الحقيقة التاريخية لنزاع الصحراء المغربية

إن كتاب الله وسنة رسوله المصطفى تدعو للوحدة ونبذ التشتت تنزيلا لقوله تعالى ” وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا وتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين” (سورة الأنفال) .

إن الآية القرآنية جاءت صريحة في الدعوة للوحدة التي لا تنطبق مع أفعال وتوجهات قيادات البوليساريو و حاضنتها الجزائر.

إن استرجاع الصحراء في سنة 1975 لم يكن بقوة السلاح وإنما بقوة الإيمان والأجساد السافرة الآتية من مختلف البقاع تلبية لنداء العاهل الراحل الحسن الثاني لصلة الرحم مع منطقة اقتطعها الاستعمار الاسباني من الوطن الأم ظلما و عدوانا.

المسيرة الخضراء فرضت على اسبانيا أن تغادر الصحراء مرغمة في حين طار وزير الخارجية الجزائري بوتفليقة آنذاك إلى قصر الاليزيه مطالبا فرنسا التدخل على عجل لوقف المسيرة، ليكون الجواب صريحا كون الحكومة الفرنسية لا تستطيع أن تكبح جماح إرادة شعب، لينتقل بعدها بوتفليقة إلى أمريكا ويأتي الجواب أقسى من الأول مفاده أن أمريكا لا شان لها بما يفعله المغرب في أرضه. القراران إذن عكسا ساعتها اعترافا ضمنيا بمغربية الصحراء.

وفي 27 من فبراير 1975 كانت ولادة ما يسمى لاحقا بجبهة البوليساريو، بإيعاز من نظام معمر القدافي عبر المد بالسلاح والجزائر من خلال الدعم بالأرض والإعلام.

تناقض مثير يعلو من اشرف على هذه الولادة التي انجبت خديجا فأصل نظام القدافي لم يكن إلا انقلابا على إرادة الشعب الليبي ونذالة متمثلة في خيانة القدافي لكل مساعديه من خلال افتعال حرب كانت مجانية ذهب ضحيتها كل المقربين من قادة العسكر الليبي اللذين وقفوا إلى جانب القذافي في انقلابه وبالتالي يكون معمر قائدا لانقلاب وخائنا لمبدأ الصداقة ومن جهة أخرى يأتي التناقض، فالنظام الليبي آنذاك توجه بطلب للمشاركة في المسيرة الخضراء غير أن طلبه رفض ويعزا هذا إلى حكمة الراحل الحسن الثاني الذي قال موضحا سبب الرفض انه يعرف جيدا المواطنين المغاربة وإذا ما طلب منهم التوقف سيتوقفون، في حين أن معمر متمرد بطبعه لن يستجيب لملهم المسيرة وهو ما كان سيجعلها مهددة بالفشل والدخول في دوامات صراع دموي سيكون ضحيته المواطنون المغاربة في حقول الألغام الاسبانية.

لم تشكك الجزائر أبدا إبان فترة الاستعمار في مغربية الصحراء وقد لجأت المقاومة الجزائرية لحليفتها المغربية أكثر من مرة في تخوم الجنوب المغربي.

المشكل الحدودي بين المغرب والجزائر يعود للفترة الاستعمارية فقد كانت فرنسا تعتبر الجزائر جزء من الإمبراطورية الفرنسية لذا راحت تقضم من الأراضي التونسية والمغربية لضمها إليها وتركت المناطق الجنوبية مجرد مراعي لسكان هاته المناطق رغم أنهم يدينون بالولاء لسلطان المغرب.

و لنعد إلى أصل الحدود فالجزائر لم تكن في الوقت التي احتلتها فرنسا تتجاوز مساحتها حوالي 300 ألف كيلو متر مربع وهو الأمر المعروف تاريخيا وحتى في اتفاقية لالا مغنية بتاريخ مارس 1845 نجدها تتضمن سبع نقط رئيسية يمكن تلخيصها في ما يلي:

“إن الحدود بين المغرب والجزائر ستبقى على ما هي عليه استنادا إلى ما كانت عليه بين المغرب وتركيا”.

بعد ظهور بوادر استقلال المغرب تقدمت فرنسا بطلب إلى المملكة لإعادة ما اقتطعته من ترابه مقابل تخلي المغرب عن دعمه للثورة الجزائرية غير أن الملك الراحل محمد الخامس رفض العرض والطلب مؤكدا أن المشكل سيحل اخويا بعد استقلال الجزائر والتي تذكرت بعد استقلالها لشعارات كانت تتقرب بها للمملكة المغربية، من خلال التعهد الخطي الموقع بيد فرحات عباس والذي يؤكد فيه أن هناك أراضي مغربية تم اقتطاعها بشكل جائر.

نهمس في آذان سكان قصر المرادية أن التاريخ لا يرحم والولادة الغير الشرعية تبنى دائما على باطل لتتوج بابن زنى وما هو باطل لن يستمر و حتما إن الباطل كان زهوقا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *