آخر ساعة

لفهم ما جرى .. حيثيات الصراع الوهمي بالصحراء

تعرف قضية الصحراء المغربية تشعبات لا يمكن فهمها إلا بعد الغوص في تاريخ المنطقة فجبهة البوليساريو لم تكن قبل 1973 وإنما جاء ظهورها ما بعد ذلك مما يؤكد غياب تنظيم سياسي ذو سلطة أو امتداد في الصحراء وبالعودة لبداية المشكل نجده في الأصل ينبثق من طلبة جامعيين مما يفرض علينا التحقق من انتماءاتهم.

هم إذن طلبة جامعيين تواجدوا في فترة السبعينيات من القرن الماضي كانوا في فترة عرفت بالمد الشيوعي و انخرطوا في مسارهم الجامعي بتنظيم يساري طلابي مغربي وشاركوا في عدة مؤتمرات للاتحاد الوطني لطبلة المغرب وهذا الأمر يقطع الشك باليقين أنهم كانوا يعترفون بمغربيتهم في زمن ما وفي الفترة التي انطلقت فيها الأفكار الشيوعية ونظرا للظرفية العالمية أنداك المتسمة بالبحث عن موطئ قدم في إفريقيا فقد عمت بعض الجماعات قناعة الانفصال بل تخطت الحدود إلى التكوين والإعلام والتنظيم وكدا الدعم بالسلاح.

إن للحرب الباردة اثر ماضي على قضية الصحراء المغربية فالاتحاد السوفياتي حاول وضع يد له في إفريقيا شانها في ذلك شان آسيا والنموذج هنا الفيتنام وأفغانستان وألمانيا الشرقية والغربية في صراعهما وتعد الجزائر أول دولة في شمال إفريقيا تحولت إلى تصريف قناعة السوفيات والشيوعيين عبر العالم بل تخطت هذه القناعات إلى داعم للانقلاب الليبي وبذلك تحولت المملكة الليبية إلى جمهورية، لم تصمد أمام التغيرات الدولية اكتر من نصف قرن من الزمن.

وانطلقت الجزائر فيما بعد يعوزها الأمل في أن تجعل من نفسها قوة افريقية رغم صعوبة الأمر لكون القوة لا تعتمد بالأساس على العدة والعتاد والسلاح ولكن القوة الاقتصادية ورقي المجتمع.

كانت جبهة البوليساريو المتأسسة آنذاك حديثا تبحث عن محتضن لأفكار انفصالية تشبعت بها من خلال كتابات لينين وارنست ما ندل وحتى في كتب أمثال ألف باء الشيوعية وهو المرجع في الشيوعية، لم تتأخر الجزائر في مد يد العون وكان الأمر بديهيا إذا ما علمنا أنها دعمت الانقلاب في ليبيا وغيرها من البلدان الإفريقية ولعل الإشكال المطروح هل الجزائر كانت صادقة في دعمها لجملة من الطلبة المغاربة في الانفصال؟

لعل الجواب يحكمه علم الطبوغرافيا والجغرافيا فلا يختلف اثنان أن كل ما تملكه الجزائر لا يتعدى ما حباه الله بها من ثروات طبيعية متمركزة في الجنوب الغربي للجزائر وبعض الآبار في جهة الوسط وتتميز الطبقات الأرضية للحدود المغربية الجزائرية بالميلان جهة المغرب مما يضع الجزائر في وضع حرج أمام حل المشكل واستغلال الثروات الطبيعية المغربية فكان لزاما خلق مشكل ودعم الانفصال والذي تعلم الجزائر نفسها باستحالته ليبقى الاستمرار في خلق المشاكل السمة الطاغية لتعامل الجزائر مع المغرب وهي بذلك تتناسى تاريخ المقاومة الجزائرية وتتكالب على مقاومة الأمير عبد القادر وتمتهن النذالة, فمن مد يد الدعم إبان المقاومة الجزائرية، أليست الدولة المغربية من تنازلت عن استرجاع بعض أراضيها مقابل دعم الثورة الجزائرية ؟

قادة قصر المرادية   باستعدائهم المغرب والحث على النيل من وحدته الترابية، يعاكسون منطق التاريخ والجغرافيا، ويجهضون أحلام الشباب المغاربي في الوحدة والنمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *