آخر ساعة

نجاح منتدى كرانس مونتانا بالداخلة…لايزال غصة في حلق الجزائر والبوليساريو

رغم انتهاء المنتدى العالمي لكرانس مونتانا الذي احتضنته مدينة الداخلة، فإن هذا الحدث لايزال يمثل بالنسبة للجزائر ومعها البوليساريو هزيمة ديبلوماسية كبيرة، فقد حاولت الجزائر جاهدة منذ الإعلان عن احتضان مدينة الداخلة حاضرة وادي الذهب لفعاليات منتدى كرانس مونتانا لإفشال هذه المحطة الدولية الهامة، فقد سعت بفعل هيمنتها البترودولارية على هياكل الاتحاد الإفريقي إلى ضمان مقاطعة كبيرة لهذه المحطة الكبرى، إلا أن مساعيها باءت بالفشل الذريع بعد النجاح الكبير لهذا المنتدى كما وكيفا.

 

وانطلقت الجزائر بعد علمها بحجم المشاركات الدولية في منتدى الداخلة إلى إطلاق الدعايات المغرضة يمينا وشمالا، وهي ذات الدعايات التي رددتها تابعتها جبهة البوليساريو بطريقة ببغاوية تبعث على الشفقة، كان آخرها عندما داست وكالة الأنباء الجزائرية على كل أخلاقيات المهنة، حين نسبت لوزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا – مارغايو تصريحات حول منتدى كرانس مونتانا لم ينطق بها بتاتا، معبرة عن امتعاضها من هذا اللقاء الدولي، الذي يراد له يكون شعارا لازدهار الأقاليم الجنوبية للمملكة، ورمزا للتعددية والدفاع المستميت عن قارة إفريقية أكثر تفاؤلا بالمستقبل، ونسبت وكالة الأنباء الجزائرية للوزير الإسباني مقتطفات من بيان للاتحاد الأفريقي معادي للمغرب ولصحرائه، في محاولة صبيانية تلاعبت من خلالها بكل مبادئ المهنية…ويتبين مما سلف أن حكام الجزائر لايزالون غارقون في رؤية تقسم العالم وفق منظور الحرب الباردة، عبر محاولة عبثية وعقيمة لإفساد منتدى كرانس مونتانا، حيث اجتمع ما لا يقل عن 112 بلدا، و800 مشارك من جميع أنحاء العالم.

 

وفي رد ضمني على معاكسات الجزائر والبوليساريو، أكد الرئيس المؤسس لمنتدى “كرانس مونتانا”، جون بول كارترون أن المشاركة القوية والمكثفة التي سجلها المنتدى اعتراف بالاحترام والتقدير الكبيرين اللذين يحظى بهما المغرب…وشدد كارترون في تصريح للصحافة في ختام فعاليات منتدى كرانس مونتانا على أن مشاركة 800 شخصية تمثل 112 دولة “دليل على أن المغرب بلد محترم ويحظى بالتقدير في كل أنحاء العالم”، مضيفا أن التنظيم المتميز والناجح للمنتدى بالداخلة “هو تأكيد في حد ذاته على أن المغرب ينتظره مستقبل كبير”. وعبر عن ارتياحه لكون المشاركين في المنتدى كانوا جد سعداء بالقدوم للمغرب، موضحا أن المشرفين على هذه التظاهرة اضطروا لرفض نحو 400 طلب للمشاركة في المنتدى.

 

من جهته اعتبر المتحدث باسم الحكومة مصطفى الخلفي أن عقد المنتدى يشكل “ردا حاسما على استفزازات مناهضي الوحدة الترابية للمملكة وخصوصا الجزائر” التي تدعم البوليساريو، كما لم يتأخر الوزير الأول الاسباني السابق ساباتيرو في التعبير عن امتعاضه من التصريحات غير المسؤولة لبعض الاسبانيين المنحازين للجزائر وجبهة البوليساريو عندما قال: أنا، وكالعادة، مسؤول عن كلماتي، وهذا المنتدى هو منتدى حيث يوجد أناس كثيرون وتعددية واضحة للغاية”.

 

وتميزت أشغال المنتدى بحضور وازن لشخصيات عالمية من قبيل زعيم الحقوق المدنية بالولايات المتحدة، القس جيسي جاكسون، الذي أكد أن منتدى كرانس مونتانا الذي جرت فعاليته بالداخلة، ينشران قيم المعركة التي خاضها طوال حياته، أي قيم التسامح والتفاهم المتبادل بين الثقافات والأعراق والأديان، وكذا من أجل ولوج منصف للفقراء إلى الفرص وإلى التنمية والتقدم لصالح شعوب إفريقيا.

ونقلت الصحيفة الأمريكية المؤثرة (هافينغتون بوست)، في مقال تحليلي بعنوان “جيسي جاكسون بجنوب المغرب” تصريحات القس جيسي جاكسون، التي أكد فيها أنه “على غرار مدينة القدس الشريف، كانت المملكة المغربية على الدوام أرضا مضيافة بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث”.

 

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن جيسي جاكسون “أشاد بالريادة الإقليمية للمغرب في مجال التنمية الاقتصادية، وتعزيز حقوق الإنسان، كما يدل على ذلك صون حقوق المهاجرين الأفارقة، والشفافية، ومكافحة الفساد”.

 

وخلصت الصحيفة الأمريكية إلى أن “القس جيسي جاكسون بفضل شهرته العالمية يضطلع بدور خاص في دينامية تشجيع الأمريكيين أكثر على استكشاف الفرص الاستثنائية التي تتيحها إفريقيا، مع مساعدة القارة على تلبية احتياجاتها الأشد إلحاحا”.

 

في هذا الصدد، ذكرت (هافينغتون بوست) برسالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في منتدى كرانس مونتانا، حيث أكد أن إفريقيا “تواجه وضعا أمنيا هشا ومتفاقما”، وأن “العديد من المناطق الإفريقية، أضحت تعيش اليوم، تحت تهديد أخطار جديدة وعابرة للحدود، مثل الارهاب والجريمة المنظمة، والاتجار في المخدرات، وتهريب البشر، والتطرف الديني. وكل هذه التحديات الكبرى، تتطلب منا ردا جماعيا، وتدعونا للتفكير سويا، والتشاور بشأن الإشكالية الأمنية”.

 

وأضافت الصحيفة أن جلالة الملك لاحظ أنه “سيبلغ عدد سكان القارة ملياري نسمة بحلول سنة 2050، الشيء الذي سيمكنها من توظيف هذا الرصيد الديموغرافي الهائل، خاصة الشباب، لتعزيز موقعها على الخريطة الاقتصادية للعالم”، لافتا إلى أن “القارة تتوفر على أكبر رصيد من الثروات الطبيعية، التي يتعين استثمارها لخدمة التنمية البشرية المستدامة لساكنتها”.

 

من جهته أكد الوزير الاول الفرنسي الأسبق ، دومينيك دوفيلبان، على “الضرورة الملحة” لحوار سياسي “بعد نحو 40 سنة من النزاع المؤلم حول قضية الصحراء”، وقال دوفيلبان، الذي كان يتحدث خلال ندوة نظمت على هامش منتدى “كرانس مونتانا” حول موضوع “تعزيز الحوار بين إفريقيا والمغرب العربي وأوروبا: ضرورة ملحة”، إنه “يتعين علينا أن لا ننسى هنا في الداخلة الضرورة الملحة التي بات يكتسيها فتح حوار سياسي بعد 40 سنة من النزاع المؤلم حول قضية الصحراء”.
وتابع أن هذا المنتدى “هو بمثابة رسالة من أجل العمل، بدعم من الأمم المتحدة، على تعميق المسار السياسي ، ومواصلة التطور الاقتصادي والانفتاح على العالم”. وشدد على أنه “في هذه الظرفية المضطربة وغير المستقرة ، لن يكون بمقدور أي واحد الاقتناع أو حتى القبول بوجود نزاعات في وضعية جمود”،  وأبرز رئيس الحكومة الفرنسية الأسبق، أن المغرب يرسخ نموذجا للتحول والاستقرار قل نظيره في المنطقة، بفضل الجهود الحثيثة التي يبذلها الملك محمد السادس”.

 

وفي سياق متصل قال متتبعون للشأن الصحراوي أن الجارة الجزائر وجبهة البوليساريو تخشيان من نجاح النموذج التنموي للأقاليم الصحراوية، بعد أن أشارت كلمة الملك محمد السادس التي تلاها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران إلى أن خطة التنمية التي يسعى إلى تحقيقها المغرب تهدف إلى تحويل هذه المنطقة الى قطب للتلاقي بين المغرب العربي وافريقيا جنوب الصحراء »…وبحسب مصادر رسمية فان هذه الخطة التي أعلنت في 2013 تتضمن استثمارات تصل الى 13 مليار دولار على امتداد 10 سنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *