تتواجد باليونان جزيرة تسمى بـ “آيثوس”، يطبق أهلها عادة غريبة بحيث حكمت اﻻعراف والتقاليد اليونانية، التي تحولت فيما بعد إلى قانون، على النساء واﻻناث عموما بما فيها اناث بعض الحيوانات الأليفة دخول الجزيرة، ولذلك لم تطأها قط قدما أي أمرأة أرضها حتى اليوم.
وتأسست جزيرة آيثوس اليونانية في القرن الثامن في بحر إيجة ويعيش فيها الآلاف من الرهبان المنعزلين كلياً عن الحياة حيث يوجد بها نحو عشرين ديراً. وحرم رهبان الجزيرة دخول الإناث نهائياً، لذلك تعتبر محرمة على النساء ولم تطأ أرضها أية امرأة في العالم، حتى عندما رغبت ملكة النمسا في زيارتها حملوها على محمل خاص دون أن تمس قدماها أرض الجزيرة.
ويرجع المشرفون على الجزيرة سبب هذا المنع في رغبتهم المحافظة على عذرية الرجال المقيمين بها ومن أجل الابتعاد عن الشهوة الجنسية، وهو ما أكسب الجبل الذي تتواجد فيه قدرا من الشهرة. وتقول أسطورة قديمة بأن جبل آثوس هو لملكة اسمها “ثيوتوكوس”، وادعت ان هذا الجبل ملكها لهذا السبب لا يسمح لأي مرأة غيرها الدخول إليه ويدعى بحديقتها.
ومن أجل ردع النساء عن عدم اﻻقتراب منه فالقانون اليوناني ينص على معاقبة كل من انتهك حرمة الجبل من النساء بالسجن من سنة واحدة إلى سنتين. وهو القانون الذي أثار حفيظة برلمان الاتحاد الأوروبي ودعا اليونان مرتين لتغيير هذا القانون، غير أن هذه الأخيرة رفضت الطلب.
وتبقى بعض اﻻستثناءات واردة، فقد أصرت ملكة النمسا إليزابيث على زيارة المكان واستطاعت تنفيد حلمها، ولكن بعد التحايل على القانون الذي ينص على أنه “يمنع أن تطأ رِجل أنثى أرض الجبل”، وقام بعض الخدم بحملها على محمل خاص بدون أن تمس قدماها الأرض.