متابعات

حكومة مدريد متفائلة من تجاوز تداعيات مذكرة القاضي الإسباني

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، يوم الاثنين ببرشلونة، على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري لسياسة الجوار الأوربي، مباحثات مع نظيره الإسباني خوصي غارسيا مرغايو، بطلب من هذا الأخير، وبحضور امبركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون وسفير المغرب بمدريد فاضل بنعيش.
وقالت صحيفة إلموندو إن حكومة مدريد كانت قلقة من رد فعل مغربي بشأن المذكرة التي أصدرها قاضي التحقيق في المحكمة الوطنية بابلو روث يوم الخميس الماضي المتعلقة باعتقال في حق سبعة من المسؤولين المغاربة السابقين، بتهمة التورط في ما اعتبره جرائم ضد الإنسانية وقعت في الصحراء ما بين 1976 الى 1992، وتطرقت الصحف الإسبانية إلى رد الحكومة المغربية عبر وزارة الخارجية يوم السبت الماضي الذي جاء معتدلا للغاية.
وخلف البيان المغربي ارتياحا في الأوساط الحكومية الإسبانية، والذي كان ينتظر رد فعل قوي من طرف الرباط ضد مدريد شبيه بما حدث في وقت سابق مع فرنسا، عندما أقدم المغرب على إلغاء اتفاقيات التعاون الأمني والقضائي.
وكان بيان الخارجية المغربي قد تطرق إلى كون مذكرة القضاء الإسباني هي محاولة لإحياء ملف قديم يعود الى سنة 2007 وقد شابه الكثير من الأخطاء، كما تؤكد الوزارة أن الأحداث تعود الى ما بين أربعة عقود و25 سنة خلت وهي “مرتبطة بمواجهات مسحلة في عهد آخر، وإثارتها مجددا اليوم، تتم بالخصوص، عن الرغبة في استغلالها سياسيا، بالإضافة الى أن هذه الوقائع شملتها أعمال هيئة الإنصاف والمصالحة الي تأكدت مصداقيتها وجديتها على نطاق واسع”.
من جهة أخرى لم يستبعد المغرب نظرية المؤامرة بحكم صدور هذه المذكرة القضائية بالتزامن مع معالجة مجلس الأمن الدولي ملف الصحراء الغربية. ولا يتردد البيان في اتهام القاضي بابلو روث في النقطة الرابعة بالبحث عن “مجد شخصي” والانخراط في ضرب العلاقات المغربية-الإسبانية التي تمر بأهم “مراحلها الهادئة والواعدة”، وفق تعبير البيان.
وفي نوع من الاستعداد للتعامل مع اسبانيا قضائيا “يؤكد المغرب من جهة استعداده للتعاون مع السلطات الإسبانية للبرهنة على أنه لا أساس لهذه الاتهامات”، لكنه من جهة أخرى يؤكد “رفضه المبدئي لأية متابعة قضائية لمواطنين مغاربة في الخارج عن أفعال يفترض أنها ارتكبت فوق التراب الوطني والتي تبقى من اختصاص القضاء المغربي”.
وفي آخر البيان، يعلن المغرب عزمه حماية العلاقات المغربية-الإسبانية مما وصفه ب “مناورات التشويس التي يحيكها خصوم هذه العلاقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *