اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكمسبورغ لبحث أزمة الهجرة السرية من الضفة الجنوبية للبحر المتوسط بعد يوم من غرق مركب يقل ما يصل إلى تسعمائة مهاجر بين ليبيا وإيطاليا.

وقبل ساعات من هذا الاجتماع  قال متحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك إن المجلس يبحث عقد قمة لقادة الاتحاد الأوروبي لمناقشة أزمة الهجرة إلى أوروبا.

وقال تاسك في تغريدة بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي إنه سيستمر في الحديث مع القادة الأوروبيين ومع المفوضية الأوروبية لتحديد كيفية مواجهة الوضع الناجم عن موجات الهجرة التي نتج عنها كوارث غرق في البحر المتوسط.

وبادر رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أمس إلى الدعوة لعقد قمة أوروبية مخصصة لأزمة الهجرة نهاية الأسبوع الحالي، في وقت دعت فيه فرنسا وإسبانيا وألمانيا واليونان إلى تحرك أوروبي سريع لمواجهة الأزمة.

وقال رينزي -في مؤتمر صحفي بروما إثر اجتماع عاجل لمجلس الوزراء- إن “ما تقوم به إيطاليا من جهد، وبشكل منفرد تقريبا، هو عمل فوق العادي”. في إشارة إلى عمليات الإنقاذ التي تقوم بها البحرية الإيطالية.

وكان مسؤولون أوروبيون قد بدؤوا توجيه مناشدات لإيجاد حلول لأزمة المهاجرين السريين بعد غرق مئات منهم مساء السبت على مسافة 120 كيلومترا من جزيرة لامبيدوزاالإيطالية ومن ساحل ليبيا. وصدرت تلك المناشدات بعيد حادث الغرق الأخير الذي رفع عدد الضحايا من المهاجرين -القادمين في الأغلب من شواطئ ليبيا- إلى أكثر من ألف غريق في أسبوع واحد.

وكانت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني قالت أمس في بيان لها إنه آن الأوان ليجد الاتحاد الأوروبي حلا لمآسي غرق المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الشواطئ الأوروبية.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أمس إن الأوروبيين يخاطرون بمصداقيتهم إن لم يتحركوا لوقف كوارث غرق المهاجرين المتوجهين نحو أوروبا. بدوره حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دول العالم على التكافل من خلال استقبال المزيد من المهاجرين، ومنحهم اللجوء.

حصيلة أكبر
ونقلت وسائل إعلام إيطالية عن ناج من بنغلاديش أن نحو 950 شخصا كانوا على ظهر مركب الصيد الذي غرق ليل الأحد في مضيق صقلية.

ونقلت صحيفة لا ريبلوبليكا عن الناجي قوله بعيد نقله إلى مستشفى في مدينة كاتانيا بصقلية إنه كان على متن المركب مائتا سيدة وما يصل إلى خمسين طفلا.

وأوضح المصدر نفسه أن أغلب الركاب كانوا من بنغلادش والصومال ونيجيريا والسنغال ومالي وزامبيا وغانا والجزائر ومصر، مشيرا إلى أن المركب انطلق من شرق العاصمة الليبيةطرابلس.

وبعدما قطع سبعين ميلا بحريا، طلب المركب المساعدة من قيادة أمن السواحل الإيطالية بروما عن طريق هاتف مرتبط بالقمر الصناعي.

وكانت المفوضة الأممية للاجئين ووسائل إعلام إيطالية نقلت أمس عن بعض الركاب الذين أنقذتهم سفينة تجارية أن عدد الركاب على متن المركب الغارق يقاب 750 راكبا، وغرق المركب بعدما تجمع أغلب الركاب في جانب واحد منه أثناء اقتراب سفينة تجارية منه وفقا للشهادات التي أوردها الإعلام الإيطالي والمالطي.

وكانت البحرية الإيطالية قد أنقذت ما يقرب من ثلاثين من المهاجرين الذين كانوا على متن المركب المنكوب، ولا تزال عمليات البحث جارية. ووفقا للسلطات الإيطالية، فإن هناك أملا في العثور على بعض الركاب أحياء بما أن حرارة المياه تبلغ 17 درجة مئوية تقريبا.

ووفقا لبيانات رسمية إيطالية، فقد تم إنقاذ نحو 11 ألف مهاجر بالبحر المتوسط خلال أسبوع تقريبا. ومنذ مطع العام الحالي، لقي نحو 1600 مهاجر حتفهم غرقا في المتوسط.