في قرار غريب، أصدر قسم قضاء الأسرة بالمحكمة الإبتدائية بمدينة أكادير، قرارا قضائيا يقضي برفض طلب شاب مغربي تقدم به من أجل إتمام مراسيم الزواج بسيدة ألمانية، حيث عللت المحكمة قرارها بكون الخاطبين المعنيين ينتميان لما يعرف بـ “عبدة الشياطين”.
ورأت المحكمة في قرارها الغريب الذي أثار موجة من الاستياء على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن معتقدات الخاطبين تتعارض والنظام العام في المملكة، رغم أن المحكمة لم تقدم دليلا ملموسا على كونهما ينتميان فعلا لطائفة “عبدة الشياطين”.
واكتفت المحكمة في قرارها الذي تتوفر “مشاهد” على نسخة منه، بالقول إن تجارة الملابس التي يتعاطى لها الشاب المغربي والمعدات الأخرى التي يبيعها لها علاقة بأتباع “عبدة الشياطين”، وأن المظهر الخارجي الذي تبدو عليه السيدة الألمانية يوحي كذلك بأنها من أنصار “عبدة الشياطين”.
ورغم إقرار الشاب المغربي بأنه تراجع عن اعتقاداته المرتبطة بـ “عبدة الشياطين” منذ 2008، إلا أن المحكمة رأت أن الملابس التي يرتديها دليل على استمراره في الانتماء لـ “عبدة الشياطين”، وهو ما جعلها ترفض طلب منحه رخصة الزواج بالسيدة الألمانية التي تتهمها المحكمة أيضا بالانتماء لـ “عبدة الشياطين”، إنطلاقا من منظرها الخارجي.
وأثار القرار موجة من الاستنكار وسط رواد شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، معتبرين إياه تدخلا في الحياة الشخصية للأفراد، ويتعارض مع المبادئ الأسياسية لحقوق الإنسان والتي تؤكد أنه يوجوز لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة دون أي تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين.
