آخر ساعة

وإن غدا لناظره لقريب

لقد عودتنا الجزائر وصنيعتها عصابة الرابوني انها كلما فقدت بوصلة التحكم في الامور سواء داخل البلاد او بتندوف، ان تخرج بازمة جديدة مفتعلة، محاولة الهروب الى الامام ربحا للوقت ولاعادة ترتيب الاوراق في مقارعتها الدونكيشوطية للمغرب الذي جعلت منه عدوا ابديا، غير ابهة بان ما تعتبره ربحا للوقت هو في الواقع خسارة لا تعوض وهدرا للطاقات والامكانيات الهائلة ارضاء لتعنت شرذمة من المتحكمين في قصر المرادية في تجاهل لمصلحة الشعب الجزائري الذي فرض عليه التقشف وشد الحزام في حين تبدر الثروات في سبيل قضية خاسرة لانه حق اريد به باطل وفي المقابل تلاهت زمرة من المتنفعين والمتسلطين بالحمادة يزمرون ويطبلون لاسيادهم وصانعيهم مقابل عطاءات لن تدوم طويلا ، غير عابئة بمصير بني جلدتها المحتجزين و المغرر بهم الدين يتعايشون مع قساوة الطبيعة و استبداد الحكام الجزائريين في انتظار المساعدات الغدائية والطبية الدولية التى يتم التلاعب بمصيرها من طرف حكام الجبهة المزعومة وسماسرتهم.

فعلى إيقاع الارتباك الذي تعيشه قيادة البوليساريو بالرابوني وصانعتها الجزائر بالمرادية نظرا للسخط الاجتماعي الذي تعرفه الجزائرعلى مستوى الداخل نتيجة السياسة التقشفية التي اقرتها لتجاوز الضائقة المالية التي تعيشها ونضب صنبور المساعدات بالنسبة للانفصاليين،سواء من قبل ولي النعمة او من طرف الدول والمنظمات المانحة التي فطنت الى تحويل وجهة المساعدات لتضخيم ارصدة المتحكمين الجزائريين و الانفصاليين بالبنوك الخارجية ،مقابل استقرار اجتماعي سياسي ونمو اقتصادي واجتماعي بخطى ووتيرة ثابتة لذى الجارالمغرب لم يبق لهؤلاء سوى اختلاق الأزمات والبلبلة في محاولة لتخطي هذه الاوضاع الحرجة وكذا لتعكير الجو وعرقلة مسيرة العدو الابدي الذي اختلقته عبقرية الحكام الجزائريين واورتته للاجيال و كثير ما يقال في هذا الباب

تطويق الازمة هذه المرة تجاوز المعتاد حيث عهدناها في السابق عن طريق التصدير الى الجيران عبر المؤامرات الماكرة والكيدية وخلق وافتعال ازمات ديبلوماسية لتقويض علاقاتهم مع الفرقاء على المستوى الدولي الى غيرها من الدسائس التي غالبا ما تنكشف ويعود الصفاء وتعود الامور الى نصابها لانها مبنية على حسن النية، وينقلب السحر على الساحر ويليه جر ذيول الخيبة.

أما الآن فقد اصبح تطويق الازمة عند أولائك احكام عن طريق تفريغها في الخصم داخل التراب الجزائري، حيث ان الرياضة التي هي وسيلة للترفيه اولا وقبل كل شئ وعامل لتقارب الشعوب، لم تسلم من الاستغلال في تصريف الازمة وقد تسنى لنا وللعالم ان يدرك معنى التآخي والمستوى الحضاري الذي اراده المسؤولون بالجزائر بمناسبة مباراة كرة القدم التي جمعت فريق الرجاء البيضاوي بنظيره من سطيف الجزائري حيث اظهر البعض من الشعب الشقيق مدى الحقد والغل الي زرعه فيه الحكام وارادوه جليا في ذلك الملتقى وبدون مقدمات ولنا العبر في تاريخنا مع الاشقاء حين عمل حكامهم   من تجريد كل المغاربة المتواجدين بالجزائر من ممتلكاتهم وتهجيرهم خارج الحدود ليلة عيد الاضحى.

من السهل جدا لكل متتبع ان يقارن بين المواقف.فشتان بين الترحيب بالضيف و اكرامه وهذا ما تميز به المغاربة عبرالتاريخ بحفاوتهم وتسامحم حتى مع العدو وبين التنكيل  وسوء معاملة الضيف الذي ندعي له بالأخوة.

لقد تعود الجميع هذا النوع من ردود الأفعال لذى خصوم الوحدة الترابية للمملكة من انفصاليين و اسيادهم واولياء نعمتهم انه كلما تازمت وضعيتهم واختلطت عليهم الامور ان يصدروها للجيران لتجديد عهد المحبة والايخاء والف الجميع بل اصبح الجميع يترقب هذا الصنف من التعامل كلما مني هؤلاء بانتكاسة في مجال من المجالات الى درجة اصبح المغرب شماعة يعلقون عليها معطف خيبتهم واخفاقهم ويوهمون شعبهم ان الجار هو سبب ماسيهم التي لا تنتهي.

اما آن لهؤلاء ان ينسلخوا عن الكراهية والحقد الذي ورثوه من العهود البائدة للحرب الباردة التي ولى زمنها وان يتطلعوا للمستقبل بتفاؤل قصد البناء والتعاون بدل الهدم والتامر. مهما كان فالشعوب كفيلة بان تعي مصلحتها وان تعرف الذي زرع الحقد في كيانها والغرض من ذلك وان غدا لناظره لقريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *