آخر ساعة

مخيمات تندوف…. عندما تنتهك أبسط الحقوق

لا يمر يوم واحد دون أن تتداول صحف العالم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان داخل مخيمات الحمادة، لتذكر الأخبار واحدة من أفظع القصص المؤلمة في حق المغاربة المحتجزين بتندوف، ومن بين قصص هذه التجاوزات، «صفقة» مهينة وخارج سياق حقوق الإنسان وحفظ الكرامة البشرية، فقد أقدمت جبهة البوليساريو  على إجبار معتقلي اﻻحتجاجات الأخيرة التي شهدتها المخيمات على التنازل تحت التهديد و الترهيب عن حقهم في متابعة من اعتدى عليهم من الأجهزة الأمنية، وكذا التنازل لفائدة القيادات المتنفذة التي أصدرت أوامر الاعتقال والتعذيب وذلك مقابل اﻻفراج عنهم.

 

و الجدير بالذكر أنه منذ سنة انطلقت احتجاجات قوية في مخيمات اللاجئين الصحراويين وراءها شباب التغيير، جابهتها قيادة البوليساريو بقمع وعنف مفرط تسبب في العديد من الإصابات بين المتظاهرين وصل بعضها لدرجة العاهة المستديمة ، كما اعتقل على إثر ذلك مئات المتظاهرين وحسب متتبعين صحراويين فإن هذه « الصفقة» الحاطة من الكرامة الإنسانية، تنم عن أن عقلية تدبير شؤون المخيمات من طرف عصابة الرابوني يحكمها هاجس التحكم والسيطرة والخوف من اتساع رقعة الاحتجاجات، حيث أصبحت الأوضاع بمخيمات العار قابلة للانفجار في أية لحظة.

 

لقد عودتنا عصابة الرابونى اللجوء الى العنف والقمع المفرط لمواجهة الأزمات الداخلية التي تعيشها الجمهورية الدونكيشوطية، ولعل تواتر سلسلة الأحداث التى تعيشها داخليا خاصة تأجج احتجاج شباب التغيير مرورا بفقدان زعماء آخر ساعة لكل مصداقية مع قضايا الفساد الذي انفضح امر تورطهم فيها من تلاعب و استرزاق من   المساعدات الموجهة لابناء الصحراء من بعض المنظمات المانحة و بيعها في الاسواق السوداء في موريتانيا و الجزائر لتتكدس الارباح في حسابات باسبانيا و دول الكراييب، وصولا الى الصراع الخفي الدي يدور في كواليس الرابوني حول طريقة معالجة هذه الازمات.

 

أجبرت هذه الحياة المزرية الطغمة الحاكمة، على الهروب الى الامام واللجوء الى امضاء التزامات من قبل ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ودويهم  على التنازل عن متابعة المسؤولين عن هته الانتهاكات.

 

ومع كل معطى جديد حول الوضع في المخيمات التي ما فتئت تعيش على نار مشتعلة ، يتاكد يوما بعد آخر ان قيادة البوليساريو تعيش اخر ايامها وبان تحقيق حلم ولي نعمتها الجزائر. بدا يتبدد ومعه اطروحة الانفصال وبان ابناء الصحراء المغربية المغرر بهم، فهموا اللعبة و ينتظرون الفرصة للعودة الي احضان الوطن الام و معانقة ابناء عمومتهم و جلدتهم الذين ينعمون على بعد عشرات الامتار منهم بالحرية و الاستقرار وراء ملك شاب كل همه هو سعادة و اسعاد شعبه.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *