خارج الحدود

هكذا تمكّن تنظيم “داعش” من تقطيع أوصال “القاعدة”

كشف قياديان سلفيان جهاديان من القادة الروحيين لشبكة (القاعدة) أن تنظيم (داعش) تمكن من تقطيع أوصال الشبكة، وأنها لم تعد فعّالة كما كانت في السابق.

وأكد الداعية السلفي الأردني عمر محمود عثمان (أبو قتادة)، الذي تم ترحيله من بريطانيا إلى الولايات المتحدة في العام 2013، والقيادي السلفي أبو محمد المقدسي الذي يعد من أكثر العلماء الجهاديين تأثيراً، والذي ما زال حياً، لصحيفة (الغارديان) اللندنية أن زعيم القاعدة المصري أيمن الظواهري، معزول عن باقي القادة العسكريين في التنظيم، وهو يحاول الإبقاء على هذا التنظيم ليس بالولاء بل بالاستغاثة.

وأضاف المقدسي وأبو قتادة أن تنظيم القاعدة يعاني من قلة أولئك الراغبين بالانضمام إلى صفوفه، ومن قلة الأموال، لاسيما بعد خسارته مكانته لصالح فرعه السابق.

وقال المقدسي إن تنظيم الدولة الاسلامية أخذ منّا جميع أفكارنا وما افتينا به دينياً، إضافة إلى كتبنا، واليوم، أضحوا لا يحترمون أحداً.

بيانات تنديد

يذكر أن أبو قتادة والمقدسي كانا أصدرا بيانات عديدة منذ صعود (داعش)، نددا بتصرفاته وسلوكياته، كما رفضا إعلانه دولة (الخلافة الإسلامية)، وكذلكطالبا بتوحيد الفصائل الجهادية والعودة لمظلة قيادة (القاعدة).

ويقول المقدسي، انه لا يزال يراهن على الظواهري (63 عاماً) كصديق حميم، وقال إنه صريح الكلام حوله، فهو يعمل فقط على أساس الولاء.

ولا يوجد هيكل تنظيمي، والباقي هو من القاعدة هو قنوات الاتصال والولاء فقط. ومن جهته، يقول أبو قتادة، الذي كان وصف من قبل الحكومة البريطانية بأنه شخص خطير حقًا، الظواهري معزول جداً، وداعش كسب الحرب الدعائية والبرية ضد تنظيم القاعدة.

وكان ترحيل أبو قتادة من بريطانيا إلى الأردن لمواجهة تهم الإرهاب بعد معركة قضائية استمرت نحو 10اعوام مع سلسلة من الجدالات الداخلية البريطانية.

وفي الصيف الماضي، أطلق سراحه من السجن في الأردن، بعد تبرئته من جميع التهم، ومنذ ذلك الوقت أصبح أشد منتقدي (داعش)، وقال لصحيفة (الغارديان) إن أعضاء التنظيم متطرفون ويشكلون سرطانًا ينهش الحركة الجهادية وخصوصًا بعد هجماتهم على شبكة (القاعدة) على مدى العامين الماضيين، وقال: تنظيم (داعش) لا يحترم أي شخص.

استنزاف الشبكة

يشار إلى أن تنظيم (داعش) كان فرع (القاعدة) في قلب منطقة الشرق الأوسط إلى أن تم استنزاف الشبكة من المقاتلين والأموال بعد خسارتها الأرض، أعلن انشقاقه عن قيادة أيمن الظواهري وأعلن عصيان أوامره، حيث بدأت حرب ضروس مع جماعة (النصرة) في سوريا، مما أسفر عن مقتل الآلاف من كلا الجانبين.

ويقول تقرير (الغارديان) إن تلك المعركةما زالت مستمرة، وهي توسعت في جميع أنحاء أوروبا وآسيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، ومنذ الإعلان عن إنشاء ما يسمى الدولة الإسلامية في العام الماضي، ذهب (داعش) إلى بناء شبكة عالمية من الفروع التابعة على مساحة تمتد من أفغانستان الى غرب أفريقيا، وجميعها تتنافس مع شبكة القاعدة.

ويختم التقرير نقلاً عن مراقبين وخبراء استخبارات، قولهم إن التطورات المتلاحقة التي شهدتها الحركة الجهادية جعلت الولايات المتحدة تلهث للحاق بركب تلك التطورات، كما أنها كانت بطيئة في فهم الآثار المترتبة على تراجع شبكة (القاعدة) وصعود (داعش).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *