متابعات

الصحراء المغربية…الأداة المتكررة للجزائر لتصدير أزماتها الداخلية

على إثر التصريحات الخارجة عن السياق التي تفوه بها الوزير الأول الجزائري خلال اجتماع الاتحاد الإفريقي بجنوب إفريقيا، جاءت ردود الفعل من لدن المتتبعين لتبين للرأي العام الدولي أن الجزائر وهي تعيش أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية استعملت أداة البوليساريو لتصدير هذه الأزمات، في محاولة لإلهاء الشعب الجزائري الذي ذاق ذرعا بمثل هذه الأساليب والممارسات، فالجزائر حسب هؤلاء المتتبعين تحاول  مأسسة مواجهتها مع المغرب من خلال توظيف الاتحاد الإفريقي، والاعتماد على دول بعينها لشن حرب على مغربية الصحراء، هذا في الوقت الذي لم يعد فيه الكيان الوهمي يتوفر على النصاب القانوني لنيله الاعتراف على المستوى الدولي.

إن الجزائر وفي محاولة أخرى للفت الأنظار بعيدا عن الأزمات الداخلية الكثيرة التي يعاني منها، لا زال يجتر نفس الأسطوانة المتجاوزة التي عفا عنها الزمن، في الوقت الذي يتجه فيه العالم بأسره نحو التكتل وتحقيق الاندماجات الإقليمية الكبرى.

لقد اعتاد المسؤولين الجزائريين على تغطية إخفاقاتهم وخياراتهم الاقتصادية الفاشلة وتراجع الحريات العامة ودكتاتورية السلطة التي تعيش البلاد تحت وطئتها بإثارة قضية الصحراء المغربية، في الوقت الذي لم يتمكن فيه الاقتصاد الجزائري من تجاوز مرحلة الريع التي لا زالت تسوده.

وخلص المتتبعون الذين علقوا على الخرجة الأخيرة للوزير الأول الجزائري بأن النظام الجزائري لا زال يؤمن بأن قوته تكمن في ضعف محيطه فهو يرى في البلد الجار المغرب أكبر منافس له، وذلك في ضوء الطفرة النوعية التي يشهدها اقتصاد المملكة ومؤشرات التنمية التي لا تدع مجالا للمقارنة.

فعوض تصريف المشاكل وتعليقها على الآخر كان من الأجدى للجزائر الانكباب على إيجاد حل للأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد، في ظل الحرب الداخلية الدائرة حول خلافة الرئيس بوتفليقة، لأن الانخفاض الذي تشهده أسعار الغاز والبترول في السوق العالمية هو مشكل آخر ينضاف إلى سلسلة المشاكل التي تعاني منها البلاد، علما أن الجارة الشرقية لا زالت معتمدة في صادراتها نحو الخارج على هاتين المادتين بما نسبته 97 بالمائة.

من جهة أخرى لم يخف متتبعون آخرون أنه من بين أهم تجليات الانتصارات الديبلوماسية للمغرب على مستوى قضية الصحراء، هو ردود الأفعال الهيستيرية التي تقوم بها الجزائر لفرملة هذا النجاح والتشويش عليه، فالجزائر تسعى بفضل قدرتها على الغواية السياسية لبعض الجهات بالقارة الإفريقية إلى محاولة إقحام الاتحاد الإفريقي في نزاع الصحراء، وهو المطمح الذي مني بفشل ذريع كل مرة.

أما على مستوى قيادة البوليساريو فقد عكست وسائل إعلامها مدى اليأس وانسداد الأفق الذي تعيشه هذه القيادة، وهي محاصرة بغضب عارم يسكن شعور صحراويي المخيمات بسبب تردي الأحوال المعيشية، وغياب أي أفق يحدد معالم المستقبل، بالإضافة إلى انتشار أخبار فساد متنفذي الرابوني وغلبة المحسوبية والقبلية في تعامل القيادة مع ساكنة المخيمات.

وفي تعبير عن مستوى اليأس الذي يعتري ساكنة مخيمات تندوف قالت إحدى الجرائد الإلكترونية المحسوبة على البوليساريو إنه «ثمة تساؤل يحاصر كل الصحراويين في القلوب قبل الجناجر … إنه سؤال مصير الصحراويين ومتى وكيف؟ وهو السؤال الجامع لكل الإجابات التي باستطاعتها لو وجدت أن تشفي غليل الغالبية الباحثة عن ضوء وسط النفق»…وأضافت أنه « في هذه اللحظة الفارغة من مسيرة القضية…بعد كل هذا لاشيء تحقق او تقدم حصل . وبينما كان المجتمع الدولي يشرب نخب الهدوء السرمدي في الوضع الآمن داخل الصحراء… كان الصحراويون يدفعون الفاتورة غاليا… ورويدا رويدا بدأ العقد ينفرط بين القاعدة وقيادة البوليساريو بسبب سلوكات الأخيرة ووهنها في التسيير وضعف تعاطيها مع استحقاقات الوضع الغريب..».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *