آخر ساعة

الهروب من لهيب الرابوني

لا ينفي و لا ينازع أي جزائري أن الزمن داخل الجزائر الآن هو زمن الحكرة ،والزمن الرديء بامتياز، ففي الوقت الذي يدوخ فيه الشعب الجزائري في فترة الصيف هاته بحثا عن لتر من الحليب أو قنينة ماء معدني أو غازي، وفي الوقت الذي يسكن فيه الملايين من أبناء شعب الجزائر في الكهوف القصديرية التي تحط من كرامتهم، ها هي ذي ملايين الدولارات مرة أخرى يصرفها قادة الجزائر لشراء قرارات من الاتحاد الإفريقي كان آخرها تعيين مبعوث في الصحراء المغربية.

الشعب الجزائري الذي لم يعد يطيق أو يسكت على تبذير أموال ثرواته على طغمة من المسخرين الذين ينعمون بخيرات الجزائر، في الوقت الذي يلقي فيه شباب الجزائر بأنفسهم في البحر هاربين من بلدهم مغامرين بأرواحهم بحثا عن ارض أوسع و أرحم توفر لهم العيش الكريم الذي افتقدوه في وطنهم الأم مقابل ذلك ينعم قادة البوليساريو بالبذخ والترف وهاهم يقضون عطلهم في منتجعات أوروبية من خمس نجوم.

 

تتوالى الشهور وتنقضي السنين وتتناوب الفصول واحد تلو الآخر ليحمل كل فصل في جعبته مزيدا من الآلام والمعاناة التي تنسكب وجعا و ألما على المحتجزين قصرا في سجن الستالاك الكبير جنوب تندوف، معاناة بالجملة ترويها لنا أوتاد صدئة لخيم الانتظار البالية على أرض الرابوني الرهيبة.

ففي وقت يكابد فيه المحتجزون الأمرين في خيام بالية وأكواخ مهترئة لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف بعيدا عن الوطن المغرب على أرض لجوء لم يختاروها طواعية بل فرضت على أغلبيتهم، يفضل أصحاب البيوت والقصور المكيفة بالرابوني الهروب من حر الصيف بمخيمات لحمادة مع نهاية كل شهر رمضان في اتجاه المنتجعات السياحية بالجزائر واسبانيا على حساب أموال بترول الشعب الجزائري وعائدات المساعدات الدولية للاجئين التي يتاجرون بها في أسواق موريتانيا و مالي.

منذ سنوات دأب قياديو جبهة البوليساريو على قضاء عطلهم في أفخم المنتجعات السياحية بأوروبا رفقة عائلاتهم ودويهم وكالعادة هذه السنة فقد فضل كثير منهم قضاء عطلهم بعيدا عن المخيمات على حساب معاناة وآلام المحتجزين التي يتاجرون بها في المحافل الدولية، ومن بين هؤلاء زعيم عصابة الرابوني محمد عبد العزيز الذي لا يزال يقضي عطلة مفتوحة بأوروبا في حين فضل البعض منهم البقاء في الجزائر بعد استفحال الأزمة المالية التي ضربت جيوب هؤلاء المضاربين بمعاناة أبناء الصحراء بمخيمات الانتظار جنوب الجزائر، بجانب بعض الجلادين الدين فضلوا حماية قصر المرادية هروبا من المتابعات القضائية باسبانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *