اقتصاد | متابعات

2016 محطة بارزة في توطيد العلاقات بين المغرب والصين

شكلت سنة 2016 محطة بارزة على درب الرقي بالعلاقات المغربية الصينية، إذ شهدت زيارة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية ووقع خلالها الملك مع الرئيس شي جين بينغ على الإعلان المشترك المتعلق بإقامة شراكة استراتيجية بين البلدين.

وقد فتحت زيارة الملك للصين بالفعل، آفاقا هامة ومجالات جديدة بالنسبة لمستقبل العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين، والتي تميزت على الدوام بتطور مطرد وبخصوصية كونها لم تحد، طوال حوالي ثلاثة عقود، عن الاستجابة المثلى للحاجيات الخاصة للبلدين على حد سواء.

ومن خصوصيات هذه العلاقات أيضا، كونها لم تشبها شائبة، منذ إقامتها، وتطورها على أسس عقلانية، مما أهلها هذا العام لتحقيق طفرة نوعية ترجمت طموح البلدين الصديقين في إقامة شراكة استراتيجية قوية بينهما.

والضامن القوي لمتانة هذه الطفرة هو أن الزيارة الملكية شكلت بداية فعلية لها وللمرحلة المتطورة من علاقات البلدين الصديقين.

ومن العلامات الدالة على هذه الانطلاقة القوية إصدار الملك، خلال إقامته ببكين تعليماته السامية لإلغاء التأشيرة لفائدة المواطنين الصينيين، والذي دخل حيز التنفيذ منذ فاتح يونيو الماضي.

وجاء هذا القرار لتأكيد رؤية الملك ورغبته في تعميق وتنويع العلاقات المغربية الصينية، وتعزيز الثقة المتبادلة ولترجمة إرادة المملكة في الانفتاح وتعزيز المبادلات الإنسانية والثقافية والاقتصادية والسياسية بين البلدين الصديقين.

كما أن المباحثات التي أجراها الملك محمد السادس مع الرئيس شي جين بينغ طبعتها “أجواء الصداقة والالتزام والصدق”، على حد تعبير وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، مما أكد عزم قائدي البلدين الدفع قدما بالشراكة الاستراتيجية بين الرباط وبكين.

ولم تأت هذه الطفرة النوعية في العلاقات من فراغ، فقد جاءت ضمن مسار التطور الذي عرفته، خلال العشرية الأخيرة، والذي يندرج بدوره في إطار الرؤية الملكية لتنويع شركاء المغرب وتعزيز الروابط مع القوى الصاعدة، مما دفع به إلى العمل على إدراج علاقاته مع الصين في أفق شراكة استراتيجية.

ولا تعني هذه الطفرة تخلي المغرب عن علاقاته الاستراتيجية مع حلفائه التقليديين بل سعيا منه لتنويع شراكاته، سواء على المستوى السياسي أو الاستراتيجي أو الاقتصادي، مع حرصه على الوفاء بالتزاماته تجاه شركائه، “الذين لا ينبغي أن يروا في ذلك أي مس بمصالحهم”، كما أكد ذلك الملك.

وقد حرص المغرب دوما على أن تقوم شراكته مع الصين على أساس حوار سياسي منتظم، يهم مختلف المبادرات الثنائية على المستوى الإقليمي والمتعدد والدولي، حوار يمكن من إقامة تنسيق جيد لتحرك البلدين ولمواقفهما في المحافل والمنتديات الدولية، كما تعمل المملكة على أن تقوم هذه الشراكة على دعامة اقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *