متابعات | هام

ما لا يعرفه المغاربة عن حيثيات نعت أوزين لأبناء جماعته بأبناء العاهرات

مقال رأي:

عزيز سعيدي
عزيز سعيدي

على هامش المكالمة الهاتفية التي دارت بين وزير الشباب والرياضة السابق مول الكراطة وابن عمه والتي نعت فيها أبناء جماعته التي يتولى رئاسة مجلسها منذ آخر انتخابات جماعية بأقبح مايمكن للمرء أن ينعت به أبناء قبيلته وأظهره التسجيل الذي تناقله المغاربة على نطاق واسع بمظهر المتآمر والمخادع والمنافق الذي يستغل منصبه في الحزب على المستوى الإقليمي ليوزع التزكيات بالشكل الذي يريد حسب رغبته دون الرجوع للمساطر ولا للشروط الواجب توفرها في المترشح، لا يسعنا كمتتبعين للشأن السياسي المغربي وأحد أبناء المنطقة إلا أن أعبر عن غضبي وسخطي من حقارة المستوى الذي وصل إليه العمل السياسي المغربي وعن شجبي للمستوى الذي ظهر به مول الكراطة في التسريب وعن استغرابي للطريقة التي يتعامل بها مع أبناء عشيرته وقبيلته وأصوله.

لا نختلف كمغاربة على وجود مثل تصرفات أوزين التي أظهرها التسجيل الصوتي في ممارسات أحزابنا السياسية وعلى وجود الأخطر من ذلك في تعامل ممثلي الأحزاب على المستوى المحلى والإقليمي مع المواطنين ومع التزكيات؛ فمناورات هؤلاء تتسم في غالبيتها بالسب والشتم والنفاق والبحث عن أنجع الوسائل للإطاحة بخصومهم حتى وإن إقتضى الحال تشويه صورتهم أمام الهيئة الناخبة، وهو ما تعرض له مول الكراطة الذي سقط في الفخ وظهر عاريا أمام أبناء عشيرته.

حيثيات القضية حرَّكتها حمى التزكيات قبيل الإنتخابات الجماعية المقبلة وبحث طرفي المكالمة الهاتفية على تسجيل انتصار على خصومهم على المستوى المحلي وردع منتقدي الوزير السابق من حزب الحركة الشعبية ومحاولة استمالة ابن عم الوزير لرجوعه بعد تمرده وانتقاله لحزب الإستقلال؛ فالوزير السابق في بحثه الحثيث للفوز بولاية ثانية على رأس الجماعة القروية لواد يفرن تعرض لمجموعة من الانتقادات من فريقه الحزبي بدعوى عدم قدرته على جر أبناء عشيرته لحزبه وبالخصوص إبن عمه الذي تمرد عليه.

وابن عم الوزير عندما دعى حميد شباط لزيارة جماعة واد يفرن كان غرضه في ذلك إيصال رسائل مشفرة للوزير السابق وإعلان الحرب عليه في عقر دائرته الإنتخابية وإظهار قدرته على منافسته حتى وإن اقتضى الأمر تغيير معطفه الحزبي. فقد كان غرض ابن عم الوزير من ذلك استفزاز الأخير ولي ذراعه بعدما هجر حزب الحركة الشعبية خصوصا وأن شباط عند زيارته للمنطقة أهدى أهله زرابي كفراش للمسجد المتواجد بمحاذاة سكن مول الكراطة وكأن لسان حاله يقول لأهل الدائرة بأن مرشحكم ورئيس جماعتكم هجركم ولم يعتن بكم وبالتالي لا يستحق تزكيته مرة ثانية ولا يستحق أن يترشح لولاية ثانية.

في سياق هذه الحيثيات، أوزين بما تفوه به لابن عمه في مكالمتهما يظهر للجميع مستوى الإستحمار الذي يكنه لأتباعه وأبناء منطقته عبر تأكيده على ضرورة عدم ظهوره في الواجهة وبحثه للظهور بمظهر البريء الذي لا دخل له في كل ما تختاره القبيلة والحقيقة غير ذلك، فالرجل بنعته أبناء قبيلته بأبناء العاهرات نسي بأنه منهم وكل ما يقال في حقهم يعنيه هو الآخر ونسي كذلك بأن هؤلاء خصومه الذين يحاولون ببساطة الوسائل التي يتوفرون عليها قول الحقيقة ونشر غسيل انجازاته المخيبة لانتظارات أبناء المنطقة طيلة المدة التي قضاها على رأس جماعة واد يفرن.

ونسي كذلك بأن نعته لهم بتلك النعوت إنما يظهر للجميع بأن أخلاقه السياسية لا ترقى للمستوى الذي يحتاجه المغرب بصفة عامة ومنطقته بصفة خاصة لبلوغ أهداف التنمية وإخراج البلاد من هشاشتها. أوزين نسي بأن أهل واد يفرن جاؤوا به ورفعوا شأنه وهو الذي تنكر لأصوله ونسي منطقته لولا ظن أبنائها باحتمال إيجاد الخير والبديل فيه وفي خبرته لتغيير السنوات العجاف التي مرت بها وهو ما لم يقع بل وزادت خيبة أملهم وزاد نفورهم من السياسة وما سيأتي منها. ونسي كذلك بأن أبناء العاهرات على حسب تعبيره قادرون على المستحيل، فمثلما جاؤوا به في أول مرة يمكنهم تنحيته ومساعدة غيره للإطاحة به.

أوزين بأسلوبه المنحط نسي بأن أتباعه الذين يعول عليهم لإنقاذه من العقاب الإنتخابي المحتمل لا يمثلون أبناء المنطقة كلها والإعتماد عليهم إنما هو دليل على سعيه للكذب مجددا والإلتفاف حول الحقائق وتغيير مسارها لخدمة أجنداته التي لا تستحق منا التعليق مادام التسجيل واضح وفيه كل الأدلة لإدانته سياسيا في انتظار ما ستؤول إليه حملة أبناء المنطقة لمتابعته قضائيا. وفي النهاية لا يجب إنكار وجود أمثال أوزين مول الكراطة في كل مناطق البلاد ومن مختلف المشارب السياسية ومن مختلف الأعمار وبمستويات وقاحة وانحطاط سياسيين تختلف من شخص لآخر.

وما صدر عن أوزين نموذج للسياسي المغربي الذي لا تهمه أحوال أبناء عشيرته ولا جماعته ولا إقليمه ولا جهته ولا وطنه وإنما يهمه منصبه وسلطته وشأنه وليذهب الآخرون للجحيم. فلا نستغرب من ظهور مثل هذه التسريبات والتصرفات لأنها قاعدة عامة وليست الإستثناء في مغرب لازالت الأمية تنخر المجتمع ولازال الفقر يرغم جزءا كبيرا من المغاربة على الخنوع والإستسلام لمناورات وخداع ونفاق سياسيينا من أمثال أوزين.

[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *