آخر ساعة

بروفايل: أمينتو حيدر .. نموذج لازدواجية الشخصية

بذل المغرب مجهودات جبارة بشهادة العالم كله من اجل تنمية أقاليمه الصحراوية وجعلها في مستوى باقي الأقاليم المغربية في جميع الميادين، خصوصا وان المستعمر الاسباني لم يقم بأي شيء يذكر للنهوض بها.. إذ تركها بعد رحيله قاحلة تفتقر إلى أبسط التجهيزات الأساسية المعتمدة في التنمية والى الأجهزة الإدارية الكفيلة بتلبية حاجيات المواطنين.

هذا الأمر يرفضه ويأبى بعض مزدوجي الشخصية من انفصاليي الداخل الاعتراف به وتصديقه ولعل ابرز هذه النماذج المسماة امينتو حيدر المزدادة يوم 20 يوليو 1966 بأقا، إقليم طاطا، والتي استقرت بالعيون منذ صغرها و تابعت دراستها بمؤسساتها العتيقة، لتتأثر بعد ذلك بالفكر الانفصالي منجرة وراء كبار أفراد عصابة البوليساريو، تاركة حياتها الأولى التي كانت عادية لتبدأ مشوارا من الكسب الغير الشرعي و مستغلة صراعا سياسيا مفتعلا حول جزء لا يتجزأ من الوطن الذي تنكرت له.

شاركت في عدة ملتقيات للانفصاليين تحت رعاية جنرالات الجزائر، مع العلم أن الدولة المغربية قد أعطت لكل ذي حق حقه وكانت قد منحتها تعويضا لا تستحقه أصلا لأن نضالها المزعوم و معاناتها مبنيان على البهتان، سلمه لها الراحل إدريس بنزكري رئيس هيئة الإنصاف والمصالحة آنذاك.

هيئة الإنصاف والمصالحة ستكون النقطة التي أفاضت الكأس، فامينتو اعتبرت الحصول على 40000 يورو أي ما يفوق 40 مليون سنتيم هو ثمن ضئيل وفي نفس الوقت قبلته و صرفت الشيك، هنا الأمر فعلا يدعو للجنون أو ليس هذا قمة ازدواجية الشخصية ؟

تأبى امينتو حيدر وأمثالها من ناكري الجميل الاعتراف بما بنته و أنشأته الدولة المغربية من مرافق إدارية متعددة الاختصاصات، والهياكل الإدارية والتقنية الضرورية كي تستجيب لحاجيات مواطنيها بالأقاليم الجنوبية.

لقد انكشف أمرها منذ زمان إذ أن الكل اصبح يعرف انها من المندسين والمتآمرين وعلى اتصال مباشر يومي مع جهات تكن العداء الدفين للوطن وهذا جلي للعيان عندما نجد تناقضا كبيرا بين أفكار وشعارات امينتو حيدر وأفعالها على ارض الميدان حين تطالب المغرب برفع مستوى المعيشة في الأقاليم الصحراوية وتنعته بعد ذلك بالدولة المستعمرة الغاصبة، وهذا ما يجعلنا نطرح دائما العديد من علامات الاستفهام مؤكدين على أن الحقيقة واضحة وعلى أن الباطل أوضح بكثير.

بتحليل بسيط لشخصية امينتو حيدر نجد أنفسنا أمام ازدواجية شخصية و أمام تناقضات لا تمت بصلة للمناضلين ولا للحقوقيين، بالرجوع مثلا لسؤال وضعه عليها مرة أحد صحافيي قناة ”فرانس 24” حول انتهاكات حقوق الإنسان في تندوف أجابت أنها ضد انتهاكات حقوق الإنسان أينما وقعت وهو الأمر الذي يدعو للاستغراب، فإما أن تكون امينتو من البلاهة بمكان لا تفهم كيف تبحث عن واقع انتهاكات حقوق الإنسان وإما أن تكون تستغبي القناة والمتتبعين ويكفي فقط تغيير كلمات البحث وتغييرها ”بشباب التغيير” إن كنا نبحث عن انتهاكات حقوق الإنسان بتندوف, أما إن أرادت امينتو الدفاع عن بنات جنسها فما عليها إلا كتابة ”شهادات صادمة لمحتجزة تغتصب في مخيمات تندوف”.

سنكن كثيرا من الاحترام لامينتو حيدر إذا ما تحدثت عن بنات جنسها ما دامت الأنوثة قاسمهن المشترك أما شباب التغيير فلا يأمل خيرا فيمن يدافع عن مغتصبي الصحراويات المحتجزات من طرف من غلبت عليهم غريزتهم البهائمية بعد تبنيهم لقاعدتين أساسيتين الأولى المتاجرة في المساعدات الدولية وتفقير وتجويع المحتجزين داخل السجن الكبير ثم التحرش بفتيات الصحراء متصورين أن نهج سياسة الآذان الصماء وخلق حاجز التعتيم الإعلامي سبيلا ومسلكا سيجعلهم يعمرون في الأرض طويلا و هاهو زعيمهم ينتظر مصيره مع خالقه من هول ما اقترفت يده من ذنوب و آثام جسيمة ضد بني جلدته و هو يصارع براثن السرطان. اللهم لا شماتة.

تتشدق حيدر دائما بقولها أن انتهاكات حقوق الإنسان وجب فيها الاعتماد على منظمات دولية معروفة وهنا يكمن غباء المحيطين بها، بالله عليكم أيهم تصدقون أنساء ينددن بصرخات تفضح التحرش الجنسي بهن والاغتصاب أم وجب الانتظار إلى حين تبني هذه الجرائم من طرف “منظمة كيندي’’ التي استغلت ما من مرة صورا بالشارع العربي وتلصقيها بالصحراويين، بل أكثر من هذا لم تصدر هته المنظمة التي تتبنى حقوق الإنسان ولو تقريرا واحدا عن مخيمات تندوف.

فكما هو معروف أن تدافع عن حقوق الإنسان يستوجب عليك أن تكون امميا بمعنى الدفاع عن الحقوق أينما كان انتهاكها هذا في شق المبدأ، اما من ناحية التطبيق فما هو متعارف عليه هو قاسم الحياد والتالي الأخذ بكلمة انتهاك كمرجع يعد انتهاكا لحقوق طرف دون الآخر ويجب في هته الحالة استعمال كلمة ”ادعاءات انتهاك حقوق الإنسان”، فالحياد لازم ومستلزم في هته الحالات.

تصرخ دائما امينتو حيدر فيما يشبه”الهيستيريا “أن أكبر انتهاك لحقوق الإنسان هو تشريد العائلات” نعم صدقت و هذه اكبر الادعاءات للانتهاك، فبماذا سنسمي حالات آلاف الصحراويين المحتجزين قسرا والمشردين منذ أربعين سنة فوق الصحاري الجزائرية بعيدا عن ذويهم و بني جلدتهم بالأقاليم الصحراوية المغربية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *