تربية وتعليم | هام

في عز الدخول المدرسي .. “خروقات خطيرة” بنيابة التعليم بأكادير

كشف مصادر مطلعة لـ “مشاهد”، عن وجود  “خروقات خطيرة” بنيابة التعليم بأكادير إداوتنان، محذرة من نتائج كارثية، تهدد الدخول المدرسي بالمنطقة، نتيجة التأخر في تطبيق المذكرة الوزارية الخاصة بتدبير الفائض والخصاص، عقب لقاءات بين الإدارة والنقابات انطلقت صباح يوم الأربعاء بمقر النيابة.

وقالت المصادر ذاتها، إن الاجتماع الذي عقده نائب الوزارة بأكادير إداوتنان صباح الأربعاء 16 شتنبر 2015، مع خمس نقابات تعليمية، لتقديم معطيات حول عملية تدبير الخصاص والفائض، عرف حكاية طريقة بعد أن تقدم أحد النقابيين بمقترح يرمي إلى “تغيير معايير التنقل من أجل المصلحة باعتماد الأستاذ الفائض الأكثر نقطا بدل الأقل نقطا، ضدا على المذكرة الوزارية التي تنظم الفائض والمتوفر من المدرسين”.

وحسب المصادر ذاتها، فإن مقترح النقابي يعني ضرب روح مذكرة تدبير الخصاص والفائض، وذلك بتنقيل الأساتذة الحاصلين على نقط حصلوا عليها جراء سنوات كثيرة من العمل في مناطق نائية، بدل زملائهم حديثي التخرج.

خبايا ذلك، بحسب نقابيين حضروا الاجتماع الهدف منه “منح الأسبقية لإستفادة زيجاتهم وأقاربهم، إضافة إلى زوجات مسؤولين في قطاعات ومصالح خارجية لهم نفوذ وازن، وبضغط من أزواجهم الذين يشغلون مناصب مهمة”، ويبقى أبرز مثال على هذه التدخلات حالة استاذ انتقل إلى مدرسة أدرار.

من جهة أخرى كشفت المصادر ذاتها، عن أغرب قرار لرجال التربية الوطنية، رفض مديرو مجموعة مدارس “الأدارسة” بحي الهدى، والمرينيين، تسجيل التلاميذ في المؤسستين، تصفية لحسابات ضيقة، تهدف تفييض الأساتذة غير المرغوب فيهم، لزيادة معاناتهم المادية والاجتماعية والنفسية، وكذا التمتع باستعمال زمن يخدم أهوائهم.

كما يعاني تلاميذ مجموعة مدارس “الهداية” بتمعيت بجماعة الدراركة، باكتظاظ مهول بلغ حسب مصادر من جمعية أباء وأولياء التلاميذ بأكادير، 52 تلميذا خاصة في المستوى الأول، بالإضافة إلى 20 قسم بنيابة أكادير من المستوى الأول إلى السادس، تدرس من طرف أستاذ واحد، أو ما يطلق عليه في الأوساط التعليمية بـ “الأستاذ المدرسة”، رغم كون بعض المجموعات المدرسية يفرض على الأساتذة تدريس عدة مستويات رغم توفر الفائض، وكمثال على ذلك حسب ذات المصادر مجموعة مدارس النهضة وطارق ابن زياد.

وحذر متتبعون للشأن التربوي، من غياب تكافؤ الفرص بين التلاميذ على مستوى إقليم أكادير اداوتنان، حيث هناك تلاميذ درسوا من المستوى الأول إلى المستوى السادس، بواسطة أساتذة متخصصين، وبين تلاميذ من طرف أستاذ يجمع بين التخصصات، في امتحان نيل الشهادة المدرسية، زد على ذلك أن بعض الأقسام لم تفتح أبوابها، إلى اليوم، وأن التلاميذ لم يلتحقوا بالفصل، إذ أن مؤسسة لاتبعد إلا بكيلومترات قليلة عن مركز أكادير، نظرا لخصاص رجال التعليم قدرته نفس المصادر بأكثر من 20 أستاذا.

وحصلت “مشاهد” على معطيات من مصادر متطابقة، حول تدبير الخصاص والفائض على صعيد جماعة أكادير، علما أن 95 في المائة من الأساتذة العاملين بالإقليم، يخضعون لمعيار مزدوج ومعرب في حين أن الخريجين الجدد يتخرجون بمعيار مزدوجين، أي يدرسون باكثر من لغة.

وكمثال على عدم التمييز في الخصاص بين المعربين والمزدوجين، مدرسة ابن إدريس بن زكري بالحي المحمدي، التي تحتاج إلى 11 أستاذ معربا في حين انتقل إليها 5 معربين فقط، كما أن مؤسسة عبد العزيز الماسي، أصبح فيها فائض واحد من المعربين وتحتاج إلى منصب أستاذ مزدوج، كما أن هناك أربع حالات لأساتذة انتقلوا من خصاص ناهز 9 أطر.

ولعل أغرب مثال حصلت عليه الجريدة، والذي طالبت مصادرنا بتسجيله في كتاب غينيس للأرقام القياسية، السماح بمشاركة واستفادة مؤسسات مدرسة مسكينة، ومدرسة المبادرة بتكوين، ومؤسسة عبد الله الكرسيفي ببنسركاو، من انتقال أطرها وهي تعيش على وقع الخصاص، حيث انتقل أساتذة منها إلى مؤسسات تعرف فائضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *