هام

هل يلتزم وكلاء اكادير بمد حبال التواصل مع الشباب والساكنة؟

يلاحظ المتتبع لشبكات التواصل الاجتماعي ان أغلب وكلاء اللوائح التي تقدمت للتباري على مقاعد بلدية اكادير  تعاملوا مع التواصل مع الشباب والساكنة تعاملا نفعيا متقطع الأوصال بمجرد انتهاء الاقتراع وإعلان النتائج، الا حزب المصباح الذي تدخل في استراتيجيته التواصلية إدامة العلاقة وتوطين المعلومة واستمالة الناخبين والساكنة بتكلفة مادية أقل ومردودية تغلب عليها “توفية” fidéliser الزبون وترسيخ وقع صورة المنتخب لديه. في هذا الباب، واصل المالوكي حملته بالحديث عن برنامجه، ثم عن تشكيل المكتب وبعدها مباشرة أكد ما ذهبنا اليه بالحديث عن  نظافة المدينة واللقاء مع الجمعيات، وهو الامر الذي يؤكد رسم الخط الذي يستنير به المصباح على الرغم من الاحساس بأنه اختيار فردي، والدليل على وجود “خط” حزبي واضح هو التشابه الساطع والبادي للعيان بين ما سار عليه وكلاء لائحة المصباح بكل من انزكان والدشيرة وايت ملول، مما لا يدع مجالا للتأويل بالصدفة وبوقوع الحافر على الحافر بشكل اعتباطي. أما ردود افعال الوكلاء الآخرين فقد تميزت بافعالهم الغالب عليها التقطع في التواصل عبر الشبكات والبحث عن التبريرات. فقد اختفى طارق القباج عن الانظار ونشرت صفحته حوارا ورأيا حول التحالفات عندما كانت تراوده فكرة التموقع على حساب العدالة والتنمية، وبعدما خاب أمله وهضم فترة انتهاء “عهده” ..فترت صفحته وآلت إلى الغروب.  اما وكيل الاتحاد الاستراكي  عبد اللطيف عبيد، فقد أوقف تدويناته يوم 6 شتبر بخطبة وداع تقول “بغض النظر عن النتائج، شكرا لكم ساكنة اكادير” وودعها مشيرا الى انه(هم) سيواصل الكفاح، معترفا بذلك جرعة الامل من معجم النضال بدل التشبت بتعزيز حبل الاتصال بالناس، وكأن الامر انتهى والتواصل بلغ مداه. وصمت الحسن نشيط ولم يعلق منذ الليلة الأخيرة من الحملة أي منذ 3 شتنبر واكتفى باقتسام خبر يهم التسجيل في بوابة الجامعة.  وكتب وكيل لائحة البام مبررا خفوت تواصله بعد الاستحقاقات:”اعتذر لكم كثيرا عن ضعف تواصلي في الآونة الأخيرة” مبررا ذلك بالانشغال بالتحالفات وتشكيل المجالس. ويبقى حميد وهبي هو الوحيد الذي تحدث عن  للاستعداد لانتخابات مجلس المستشارين يو 2 اكتوبر القادم، علما بان أغلب الناخبين في الغرف وفي الانتخابات الجماعية والجهوية لم يعيروا اهتماما للأمر رغم أهميته السياسية. واما محمد المودن وكيل الاستقلال، فقد انزوى للحديث عن انشطة جمعية سوس مبادرة التابعة لجهة سوس ماسة درعة وعن فوز أخيه الذي عوضه في رئاسة جماعة امالو القروية التي كان يرأسها باقليم تارودانت، وكأنه وجد في ذلك عزاءه الوحيد عن تخييب النتائج المحصل عليها لطموحاته السياسية بأكادير. وعلق حيسان وكيل فيدرالية  اليسار الديموقراطي عن التجربة قائلا : “انتهت الانتخابات ولا بد من تحليل  النتائج واستخلاص العبر” وعاد الى الاهتمام بالشان النقابي الذي هو ديدنه الأصلي وهمه الاكبر. فهل التواصل امر ثانوي عند السياسيين شبيه بفتح دكاكين فايسبوكية إبان الحملة بعدما لم تعد دكاكين الحي تستهوي الناخبين؟ وهل توجد لدى الأحزاب استراتيجيات تواصلية أم مجرد خرجات تغلب عليها الهواية والظرفية؟ سؤالان ستجيب عنهما الشهور القادمة، ما دامت دورة الاستحقاقات لم تنته بعد ولن تنتهي الا بالتصويت على البرلمان في السنة القادمة. فمن تواصل وأصاب فله أجران، ومن تواصل وانقطع فلن يدرك من الأمر لا أجرا ولا أصواتا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *