آخر ساعة

فلنهلل إلى حين

لقد عودتنا جبهة البوليساريو، كلما اشتد عليها الخناق أن تقوم إما بمناورات أو أن تهلل وتطبل لأبسط الأحداث و المستجدات وتقدمها على أساس تقدم ومكسب تاريخي في محاولة يائسة للتغطية على عجزها وفشلها وانتكاساتها والخيبات المتتالية، و لإلهاء وامتصاص غضب محتجزي مخيمات تندوف، الذين فاض كأس يأسهم وأصبحوا يعبرون عن امتعاضهم من الأفق المسدود الذي وضعتهم فيه عصابة الرابوني، غير مبالين بالانتقام الذي قد يطالهم من أيدي البطش والتسلط لتلك القيادة الفاسدة .

 

فبعد كل حدث مهما كانت قيمته الفعلية، تعمل قيادة الرابوني وحاضنيها بقصر المرادية على تضخيمه و استنفار وتجنيد كل وسائلها الدعائية لتداوله كحدث فريد و مصيري في حين انه في الواقع، لا يعدو أن يكون حادثا عرضيا ومرحليا، لا تأثير له فعليا لكونه مرتبط بعوامل، ما إن تختفي حتى يصبح هذا الحدث في خبر كان، كل هذه الغوغاء من اجل در الرماد في العيون والتغطية على فضائح القيادة المتنفذة للبوليساريو ومعها أسيادها جنرالات الجزائر فيما بات يعرف بفضائح بيع المساعدات الإنسانية الموجهة لمحتجزي مخيمات تندوف الذين أصبحوا بسبب جشع المتحكمين في مصائرهم، يعانون من سوء التغذية، وهي الفضائح التي وقفت عليها الكثير من المنظمات الدولية، حكومية ومدنية كان آخرها البرلمان الأوروبي الذي طالب العديد من أعضائه البرلمانيين الأوربيين إلى رئاسة البرلمان الأوروبي الوقف الفوري لمنح هذه المساعدات لمخيمات تندوف، خصوصا بعد اكتشاف عمليات بيع و عرض المساعدات في المحلات التجارية بالجزائر وموريتانيا ومالي المجاورة و تحول مداخيل بيعها لتضخم أرصدة القيادة الفاسدة وأذنابها وكذا حاضنيها بقصر المرادية، بالبنوك الأجنبية، في حين يعاني اللاجئون من شتى أنواع الانتهاكات لحقوقهم بما فيها الحرمان من التغذية و الأدوية الممنوحة.

 

وقد فطن لهذا النوع من المناورات متتبعوا الشأن الصحراوي بمن فيهم أعضاء هيئات ومنظمات دولية وكذا خبراء في مجال غوت اللاجئين الذين أكدوا غير ما مرة ان “هذه المناورات والتحركات هي بالدرجة الأولى لامتصاص غضب صحراويي تندوف والتغطية على تداعيات القرارات الأممية و الهيآت الدولية وانتكاسات وخيبة آمال  قيادة الجبهة وحاضنتها وتنامي الحركات المناهضة لها والغليان التي تعرفه المخيمات.

 

ويضيف خبراء في مجال حقوق الإنسان أن هذا النوع من الهروب إلى الأمام هو ردة فعل طبيعية لمن ألِف الانتفاع من هذا الوضع، فحالة ساكنة مخيمات تندوف المزرية من بين وضعيات اللاجئين الأكثر كارثية في العالم، كما أنها حالة شاذة وفريدة من نوعها في تاريخ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، حيث بعد قرابة أربعة عقود من نفيها القسري في صحراء لحمادة في الجنوب الجزائري، لازالت ساكنة مخيمات تندوف الوحيدة في العالم التي لم يشملها التسجيل ولو من الباب الإنساني والحقوقي المحض وفي المقابل، يردف هؤلاء الخبراء، هناك اغتناء فاحش لبعض الفئات من المتنفعين   بريع “الابتزاز والتسول” ، وذلك من عمليات الغش في تدبير المساعدات الموجهة “للمحتجزين” الذين يضخم عددهم بالعديد من المهاجرين من دول الجوار بمن فيهم مأجورين و مرتزقة قصد الاستفادة أكثر من المساعدات الإنسانية التي لا يصلهم منها إلا الفتات.

 

إن رهان قيادة البوليساريو على الأحداث العرضية والهادف بالأساس إلى إطالة أمد النزاع كوسيلة للاسترزاق، الوضع الذي يزيد من مأساة الصحراويين بالمخيمات ويذكيها، ويغذي عناصر الإحباط والتطرف لدى شرائح واسعة من ساكنة المخيمات هو رهان خاسر لان الكل قد فطن له ولم يعد ينطلي سوى على صانعيه و الحالمين الذين يجرون وراء السراب الجزائري الذي صح فيهم القول “يكذبون ويصدقون كذبتهم” بالتهليل والتطبيل، فبإمكانهم التهليل والتطبيل إلى حين.

 

نهمس في أذان القادة الخالدين في جبهة البوليساريو ممن خلقوا لأنفسهم هالة وصلت حد التقديس بفعل الدعاية المستمرة بما حققوه من مكاسب و منجزات عظيمة لصالح القضية و هم الذين من فرط كذبهم أصبحوا يصدقونه إن نهايتكم آتية و آنية لا ريب فيها.

 

و ما ترنحكم هذه الأيام وراء بعض الدول الإفريقية التي يجمعكم و إياهم التخلف و الجهل و ما نشوتكم الكاذبة وراء بعض المنظمات الهلامية السويدية إلا إنذارا ببداية النهاية و النزول إلى الهاوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *