متابعات | هام

وزراء وآخرون يبسطون أمام الملك الخطوط العريضة لتنمية الصحراء

ترأس الملك محمد السادس، مرفوقا بالامير مولاي رشيد، اليوم السبت بمدينة العيون، حفل إطلاق استراتيجية تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الرؤية التنموية المندمجة القائمة على تحليل موضوعي للوضعية الفعلية لهذه الأقاليم.

وسيمكن هذا النموذج، الذي يعد ثورة حقيقية في مجال تدبير الحكامة، والذي يتزامن إطلاقه مع احتفال الشعب المغربي بالذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، من وضع القواعد المؤسسة لسياسة مندمجة، تحفز تعزيز إشعاع الصحراء كمركز اقتصادي وحلقة وصل بين المغرب وامتداده الإفريقي.

ولدى وصول الملك إلى مكان تنظيم المراسم بساحة المشور، تم عزف تحية العلم على نغمات النشيد الوطني، قبل أن يستعرض الملك تشكيلة من الحرس الملكي أدت التحية.

إثر ذلك، تقدم للسلام على الملك رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ورئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، ورئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماش، ووزير الداخلية محمد حصاد، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشرقي أضريس، ورئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد.

بعد ذلك، أشرف الملك على توشيح عدد من الشخصيات المغربية والأجنبية بأوسمة ملكية، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء.

وفي مستهل هذا الحفل، قدم وزيرا الداخلية والاقتصاد والمالية محمد حصاد ومحمد بوسعيد، بين يدي جلالة الملك، الخطوط العريضة لإستراتيجية تنفيذ النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية.

وفي هذا الصدد أبرز  حصاد أن هذا النموذج التنموي الجديد ، الذي يضع المواطن في صلب الأولويات ، يتمحور حول مبادئ التشارك والادماج ، ويستند على مبادئ الحكامة والمسؤولة، ويستهدف خلق دينامية تنموية مستدامة قادرة على خلق فرص الشغل للأقاليم الجنوبية.

وتابع وزير الداخلية أن هذا النموذج يستهدف كذلك تشجيع المبادرة الحرة عبر إقلاع تنموي من صنع المواطن ومن أجل المواطن وجهات في خدمة المواطن وبيئة سليمة ومستدامة لفائدة الاجيال القادمة.

من جهته قال وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد ، إن النموذج التنموي الجديد لأقاليم الجنوبية الذي يتطلب استثمارات بقيمة 77 مليار درهم، يروم خلق أقطاب تنافسية، ويستند على دعامات أساسية هي تقوية محركات التنمية ومصاحبة القطاع الانتاجي وإدماج المقاولات الصغرى والمتوسطة وتطوير التنمية الاجتماعية وتثمين الثقافة الحسانية والتدبير المستدام للموارد الطبيعية وحماية البيئة وتقوية شبكات الربط والتواصل وتوسيع صلاحيات الجهات وتمكينها من آليات الاشتغال وخلق وإحداث آليات مبتكرة للتمويل .

وفي هذا الصدد ذكر وزير الاقتصاد والمالية أن البعد الاقتصادي للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية يهدف إلى إعادة هيكلة محركات النمو والتنمية وفق برنامج لدعم القطاعات الانتاجية، في قطاعات الفوسفاط عبر مشروع فوسبوكراع والفلاحة والصيد البحري والسياحة الايكولوجية.

أما على المستوى الاجتماعي فإن البرنامج يتضمن، يوضح وزير الاقتصاد والمالية، تفعيل برامج أقطاب التميز من خلال إنشاء المركز الاستشفائي الجامعي للعيون، وإنشاء مشروع تكنوبول بمنقطة فم الواد، والنهوض بالثقافة الحسانية.

وفي بعد الاستدامة وتقوية شبكات الربط ، يتمحور هذا النموذج حول ثلاث أهداف رئيسية هي حماية الثروات المائية والبحرية، والنهوض بالطاقات المتجددة، وحماية الانظمة الطبيعية والتنوع البيئي، وتقوية شبكات الربط بين الاقاليم الجنوبية وباقي مدن وأقاليم المملكة وكذا مع باقي العالم.

من جانبه قدم رئيس جهة العيون الساقية الحمراء حمدي ولد الرشيد، مشروع تطوير جهة العيون الساقية الحمراء للفترة ما بين 2016 و 2021، والذي يهم أقاليم العيون والسمارة وبوجدور وطرفاية.

وفي هذا الصدد عبر ولد الرشيد، باسمه وباسم ساكنة الجهة، عن ولاء وتشبث الساكنة بالعرش العلوي المجيد وسعادتهم لهذه الزيارة الملكية الميمونة.

وبالنسبة للمدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط مصطفى التراب، فأبرز أن المكتب يعتزم، في إطار هذا النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية ، إنجاز مركب صناعي جديد لإنتاج الاسمدة (16,8 مليار دهم) فضلا عن إحداث “تكنوبول” بفم الواد (2 مليار درهم) والذي سيحتضن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات بمدينة العيون ، وثانوية للامتياز ومركزا لتأهيل الكفاءات.

من جهتها أكدت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بن صالح شقرون أن الاتحاد سيواكب تفعيل هذا النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية ، عبر مبادرة تتضمن تعبئة الاستثمارات وخلق فرص الشغل في الأقاليم الجنوبية.

وتابعت أن هذه المبادرة (5,4 مليار درهم) تتضمن إنجاز 59 مشروعا من مختلف القطاعات (الطاقة والعقار والتجارة والخدمات والنقل والتربية والصحة) وهو ما سيمكن من خلق 10 ألف و 300 منصب شغل.

ومن جهته، استعرض وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك، عزيز رباح، مشروع تهيئة الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين تيزنيت والداخلة (8,5 مليار درهم) ، لافتا إلى أن هذا المشروع الذي ستستفيد منه ساكنة جهات سوس ماسة وكلميم وداد نون والعيون الساقية الحمراء والداخلة واد الذهب، سينجز داخل أجل ست سنوات على طول 1055كلم.

أما وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، فاستعرض الخطوط العريضة لمشروعين مهيكلين سيمكنان من إعطاء دينامية جديدة للاقتصاد الفلاحي بجهة العيون- الساقية الحمراء.

ويهم هذان المشروعان، على التوالي، إحداث مدار سقوي على مساحة 1000 هكتار لتنمية سلسلتي الخضروات والحليب لفائدة ساكنة وفلاحي جماعة الجريفة بإقليم بوجدور باستثمار تبلغ قيمته 465 مليون درهم، وبرنامج مشاريع الفلاحة التضامنية لمخطط المغرب الأخضر بالجهة ( 1,1 مليار درهم).

وبنفس المناسبة سجل وزير الصحة الحسين الوردي أن المركز الاستشفائي الجامعي للعيون (1,2 مليار درهم) سيوفر خدمات صحية من الجيل الثالث ، وتبلغ سعته 500 سرير ، مبرزا أن هذه البنية الاستشفائية النوعية المرجعية ستضم فضلا عن ذلك قطبا للامتياز من مختلف التخصصات (الام والطفل والانكولوجيا والطب النفسي والمستعجلات وغيرها) .

إثر ذلك، ترأس الملك،  حفل التوقيع على خمس اتفاقيات تتعلق بتنفيذ النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية.

حضر هذا الحفل نحو 4000 شخصية، من بينهم رئيس الحكومة، ومستشارو الملك، وأعضاء الحكومة، والمنتخبون، وأعيان وشيوخ قبائل الأقاليم الجنوبية.

وفي ختام هذه المراسم، أقام  الملك مأدبة غداء على شرف الشخصيات الحاضرة، ترأسها الامير مولاي رشيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *