مجتمع

الخلفي .. الصحراء المغربية تعيش ثورة هادئة من التنمية الاقتصادية

قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مساء أمس الجمعة بالداخلة، إن الصحراء المغربية تعيش ثورة هادئة من التنمية في إطار نموذج تنموي اقتصادي جديد أطلقه الملك محمد السادس في خطابه السامي الذي وجهه من مدينة العيون إلى الأمة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء .

وأكد الخلفي، في كلمة خلال حفل افتتاح المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة ، أن الملك أعطى في عيد المسيرة الخضراء انطلاقة مسيرة اقتصادية جديدة بالأقاليم الجنوبية للمملكة قوامها 77 مليار درهم .

وأضاف الخلفي خلال حفل افتتاح المهرجان، الذي حضره على الخصوص وزير السياحة لحسن حداد، ووالي الجهة عامل إقليم وادي الذهب امين بنعمر، وعامل إقليم أوسرد عبد الرحمان الجوهري، والمدير العام لوكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالأقاليم الجنوبية للمملكة جبران الركلاوي، أن من ثمار المسيرة الاقتصادية التي أعطى انطلاقتها الملك في عيد المسيرة الخضراء، إطلاق ميناء استراتيجي كبير بمدينة الداخلة، سيجعل منها قبلة ليس فقط للسياحة أو للاقتصاد، بل أيضا للثقافة ولكافة الفاعلين في المجال الثقافي.

وأوضح الوزير، من جهة أخرى، أن المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة يعد مشروعا تنمويا طموحا يأتي من أجل تثمين الخصوصية الثقافية الصحراوية الحسانية، التي دعا إليها الملك في خطابه التاريخي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء قبل سنتين عندما دعا إلى احترام الخصوصية الثقافية الصحراوية الحسانية.

وشدد في هذا الصدد، على أن الوحدة الوطنية والترابية للمملكة مرتبطة ببناء ثقافي يرتكز على هذه الخصوصية وينطلق منها ويؤسس عليها المستقبل، مؤكدا أنه ” لا يمكن أن نواجه خيارات التجزئة والتقسيم التي تنخر المنطقة ككل في الصحراء الكبرى والساحل، بدون ثقافة الوحدة، وهو ما جعل من الصحراء المغربية نموذجا مضادا لخيارات التقسيم والتجزئة، يجسد نموذجا في الوحدة وفي صلابة هذه الوحدة وفي تماسكها لأنها مبنية على اعتراف بالخصوصية الثقافية الصحراوية الحسانية”.

وأضاف الوزير أن هذا المهرجان في دورته السادسة سيشكل منطلقا لإطلاق مشروع الفيلم الإثنولوجي حول الصحراء، وأيضا فضاء لتقييم الإبداعات السينمائية التي تشتغل على قضية الصحراء وعلى موضوع الصحراء وطنيا ودوليا، مشيرا إلى أن هذا المهرجان سيصبح موازيا لمشروع وطني طموح انطلق سابقا في مدينة العيون.

وأكد الخلفي أن المهرجان ” كان بالنسبة إلينا في وزارة الاتصال عاملا أساسيا من أجل تشجيعنا على الإيمان بطاقات ساكنة الصحراء وبعطاءاتها من أجل إطلاق مشروع الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني”، مشددا على أن تاريخ الصحراء المغربية وثقافتها ومجالها تعرضوا لعمليات تزوير وتحريف وتزييف من قبل خصوم الوحدة الترابية ولا يمكن الرد عليهم في هذا المجال إلا من خلال إبداعات سينمائية وثقافية من سكان المنطقة أنفسهم.

وأعلن أيضا أنه من أجل الاستثمار في الطاقات السينمائية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، سيتم إطلاق المهرجان الوطني للفيلم الوثائقي بمدينة العيون، والفيلم الإثنولوجي حول الصحراء بالداخلة، وكذا مشروع إبرام اتفاقية للتكوين بين المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما والمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل.

يشار إلى أن المهرجان الدولي للفيلم بالداخلة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 23 نونبر الجاري، والذي دأبت جمعية التنشيط الثقافي والفني بالأقاليم الجنوبية على تنظيمه، يهدف إلى ترسيخ الثقافة السينمائية وإشاعة القيم النبيلة التي يحملها الفن السابع، وذلك عبر مشاركة سبعة أفلام من الإنتاجات السينمائية العربية، من الأردن، والعراق، واليمن، وتونس، ولبنان، ومصر والمغرب، من أجل الظفر بجائزة الداخلة الكبرى للفيلم العربي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *