آخر ساعة

الأسطوانة المشروخة

في محاضرة نظمت مؤخرا بالعاصمة الاسبانية مدريد تحت شعار “الملتقى الدولي للتضامن مع الشعب الصحراوي”، تناوب على أخذ الكلمة كل من العميلة الانفصالية أمنتو حيدر و زعيم الجمهورية الكرتونية محمد عبد العزيز في مشهد يوحي بتلك الحلقات التي يهدف فيها الحاكي ومن معه إلى إثارة انتباه المتفرجين وذلك بسرد قصة درامية حول سكان مخيمات تندوف وزيادة في تشويق الحاضرين لكي لا يصيبهم الملل و الضجر في المتابعة على ما ألفوه منه، ولإبراز موهبته كحلايقي، لجأ الحاكي في البداية إلى سرد مجموعة الوعود التي ألف تقديمها أينما حل وارتحل ليبين انه يدافع عن أولئك المحتجزين في مخيمات الرابوني والتظاهر بأنه يريد تحقيق ما يسميه بتقرير المصير و الاستقلال لسكان المخيمات بعد أربعة عقود طبعتها المعاناة والويل والعويل.

في حلقته تلك لجأ هدا الحكواتي إلى كثير من اللوم في حق كل من اسبانيا لكي تتحمل مسؤوليتها السياسية و التاريخية باعتبارها تمارس سيادتها الإدارية على الصحراء و التي تسببت في معاناة الشعب الصحراوي و هدا يعتبر وصمة عار مخزية في تاريخها وعليها كذلك تصحيح جميع الأخطاء التي ارتكبتها من أجل وضع حد لخيانتها لهذا الشعب.وفي حق فرنسا التي تعرقل جهود المنتظم الدولي بالتصويت على قرارات تخدم أجندة المغرب لكونها عضوا دائما بمجلس الأمن الدولي، وأيضا في حق الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي لعدم ممارستهم الضغط على المملكة المغربية حتى تحترم الالتزامات الدولية.

ويضيف صديقنا الحكواتي هدا انه في حال عدم القيام بأي شيء من طرف هاته الجهات فإن الكفاح المسلح هو الخيار المشروع و الدائم في حالة انسداد الأفق.لتكون بذلك الحكاية قريبة من الخاتمة حيث يبرز البطل المغوار سيفه البتار مصحوبا ببطلته التي ترافقه في دربه الحكواتي عبر اروبا وأمريكا.

يتابع محمد عبد العزيز أزلياته وفي اللقطة الأخيرة يصل إلى لب الموضوع و لقد تحاشى الإشارة إليه منذ البداية، و هو سر مهنة الحلايقي، حيث ذكر الحاضرين حوله بالأضرار الكبيرة التي أحدثتها الفيضانات الأخيرة بتندوف طالبا منهم تقديم المساعدات الدولية للشعب الصحراوي المكلوم .وهي خاتمة ذهبية تشبه لحد كبير ما يحدث عند نهاية كل حلقة في جامع الفناء بمراكش حيث يدور الحاكي على المتحلقين حوله بطاقيته المقلوبة قصد جمع بعض الدراهم غير أن الفرق بينه وبين محمد عبد العزيز المراكشي ان الحلايقي بجامع الفناء يمتع المتفرجين بقصة أسطورية أو مختلقة بينما عبد العزيز اطرب أسماع المتجمعين حوله ولم يعطي من واقع الصحراويين إلا الأكاذيب و الافتراءات التي تدخل في حبكة حكايته وذلك ليستدرر تعاطف جزء من المجتمع الدولي و يحرك فيهم أحاسيس الإحسان و الجود ليتمكن من ملأ جيوبه و جيوب جوقته وكداك جنرالات الجزائر على حساب الصحراويين المحتجزين الدين يئنون تحت وطأت الجوع والكوارث الطبيعية التي سخطت بدورها عن تلك البقاع من الصحراء لما يتواجد فيها من ظلم وانتهاك لحقوق الإنسان .

وجاء دور أمنتو حيدر والتي تجوب العالم بجواز سفر مغربي من اجل تنشيط حلقات فلكلورية مؤدى عنها من طرف من يحركها كدمية في أيادي الجنرالات الجزائريين أولياء نعمتها لتتحدث وتسرد قصتها المعهودة التي ما فتئت تتغنى بها أينما حلت وارتحلت عن مدى انتهاك حقوق الإنسان في الصحراء من طرف المغرب في حكاية محبوكة الخيوط لتستأثر اهتمام المتفرجين وداعية المنتظم الدولي إلى التدخل لحماية حقوق الإنسان بالصحراء، إلا إن هؤلاء المتفرجين والعالم ككل فطن إلى هده المسرحيات والألاعيب الماكرة التي يتميز بهما قياديو البوليساريو فلم يعودوا يعطون الاهتمام إلى ما يقدمه هؤلاء الحلايقية من قصص عفا عنها الزمن وخاصة بعد الزيارة الميمونة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس الى الاقاليم الجنوبية و ما سطر خلالها من مشاريع كبرى تنموية ستجعل منها مناطق حيوية ومتقدمة.

إن الاسطوانة المهترئة لهؤلاء والتي دأب الانفصاليون يرددونها في جميع المحافل الدولية وأينما حلوا و ارتحلوا قد أصبحت مكشوفة لأنها مجرد اكاديب وألاعيب ودر الرماد في العيون واستغلال مأساة الصحراويين لتضخيم الأرصدة البنكية باسبانيا وامريكا اللاتينية وهدا ما فطن له الجميع وخاصة المنتظم الدولي الذي دعا إلى حل هدا المشكل نهائيا لأنه لم يعد هناك سبب منطقي لاحتجاز مجموعة من البشر في خيام رثة و بئيسة و بدون ابسط متطلبات الحياة مما أدى إلى تزايد مظاهرات السكان المحتجزين ضد القمع والوضع اللا إنساني السائد في تلك المخيمات وتمرد هؤلاء ما هو إلا رفض استبداد وفساد القيادة التي هي إلى الزوال لا محالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *