آخر ساعة

بوتفليقة والكيل بمكيالين

في الوقت الذي ينادي فيه المنتظم الدولي إلى إيجاد حل مناسب ودائم لملف الصحراء وفي الوقت الذي طرح فيه المغرب الصيغة النهائية لحل تلك القضية والمتمثلة في الحكم الذاتي وتنمية الأقاليم الجنوبية لتصبح صلة وصل بين شمال المغرب ودول جنوب الصحراء أبى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلا أن يسبح ضد التيار ويستقبل ابنه البار محمد عبد العزيز رئيس الجبهة الكرتونية في قصرالمرادية بالجزائر تزامنا مع وصول المبعوث الاممى كريستوف روس إلى المنطقة استعدادا لاستئناف المفوضات بين المغرب والبوليساريو حيث أن بوتفليقة أكد خلال هدا الاجتماع حسب وسائل الإعلام الجزائرية والدي حضره ثلة من جلادي الشعب الجزائري أن موقفه ثابت ودائم وداعم لما يسمى بصحراويي تندوف حتى يحققوا استقلالهم.

هذا الاستقبال يأتي عقب التصريحات النارية التي أطلقها زعيم أكبر حزب سياسي بالجزائر عمار أسعداني الأمين العام لجبهة التحرير الوطني لإحدى الاداعات الجزائرية عندما رفض الجواب عن السؤال حول قضية الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف قائلا “إذا ما تحدثت عن هده القضية سوف يخرج الناس إلى الشارع”.

مما زاد في الطين بلة تصريحات لويزة حنون رئيسة الحزب العمالي الجزائري التي اخذت نفس المنحى.

هذه التصريحات لم ترق الجزائر كما خلقت ارتباكا في صفوف سكان مخيمات تندوف لأنها تزامنت مع الزيارة التي قام بها جلالة الملك إلى الاقاليم الصحراوية حيث اعتبروا هده التصريحات مؤشر حقيقي على تغيير مرتقب في المواقف الجزائرية اتجاه قضية مخيمات تندوف وقد أتى استقبال قصر المرادية ليخفف من هول هده الصدمة والقول بان موقف عمار أسعداني شخصي ولا يخص الدولة الجزائرية.

إن الإطار الحقيقي لهدا الاستقبال هو كونه أتى في الوقت الذي يحس فيه كل من بوتفليقة وولده البار محمد عبد العزيز بتبني مجلس الأمن لمبادرة الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب مند 2007 وتقدم بملفه إلى مجلس الأمن لحل مشكل الصحراء باعتباره حل واقعي ومنطقي يتماشى مع مقتضيات الشرعية الدولية وكونه سيمكن جميع الصحراويين بالتمتع بكافة حقوقهم السياسية التي يتطلعون اليها كما سيجعلهم يلعبون أدورا طلائعية في سياسة وتسيير المؤسسات المنتخبة بعيدا عن أي تمييز او إقصاء أو استغلال للثروات التي تتوفر عليها المنطقة.كما ان هدا الإطار فتح الباب لأبناء الصحراء لمغادرة مخيمات الجحيم والاستقرار مع دويهم في المغرب مما جعل المخيمات في حركة دؤوبة مند الخطاب الملكي الأخير بمناسبة تخليد الذكرى الأربعون للمسيرة الخضراء إلا أن قوات القمع الجزائرية وشرذمة البوليساريو مازالت تحكم بقبضة من حديد على هؤلاء السكان الدين لاحول لهم ولا قوة أمام بطش الانفصاليين لهم.

انها لمفارقة كبيرة فيما يقوم به بوتفليقة من مناورات والأعيب سياسية حيت رفض استقبال وفد من القوى السياسية الجزائرية مكون من أربعة عشر فردا أتوا لزيارته أثناء إقامته بسويسرا ليطلعوه على ما يعانيه الشعب الجزائري من مشاكل اجتماعية واقتصادية نتيجة سياسته الفاشلة المبنية على نهب المال العام الذي يدعم به جبهة البوليساريو وكذلك قمع سكان منطقة القبائل التي تنادي بالاستقلال، في حين استقبل في قصره رئيس جوقة الرابوني محمد عبد العزيز الذي ليس له اية صلة مع الشعب الجزائري سوى كونه يمتص دماءه ويستفيد من عائدات البترول والغاز من اجل قضية فاشلة ليس لهدا الشعب أية صلة بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *