آخر ساعة

شباب التغيير يحكي

في حوار مع مراسل “مشاهد” وبعد الكثير من التردد، استهل احد شباب التغيير كلامه (والذي اصر على عدم الاشارة حتى الى الاحرف الاولى لاسمه مخافة الانتقام من ذويه المحتجزين بالمخيمات اذا ما اكتشف امره) بالقول ” في الأخير لا حرج، بل من الضرورة قول الحقائق مهما كان وقعها في النفوس وما من سبب للأزمة الحالية التي تتخبط فيها ساكنة المخيمات وعلى كل المستويات،خاصة النفسية، سوى التستر الذي عمل على نهجه المتنفدون في القيادة الفاسدة وإذا لم تأت المبادرة من قبلنا نحن الشباب الذي اتخذ “التغيير” مرادفا لوجوده ، فمن سيتحمل هذا العبء”.

ويضيف “في الواقع ما وصل إليه الحال من فساد و تسلط وأفق مجهول، هو ضريبة صمت وخنوع الآباء إزاء ما كان وما زال يجري بالمخيمات من قمع وفساد وزبونية وكل نعت من نعوت التكتلات المغلقة والديكتاتوريات- مع ان هذا المصطلح لا يطلق سوى عن انظمة الدول- و كيان المخيمات لايمكن باي حال من الاحوال ان يطلق على نفسه هذه التسمية في غياب المكونات الجوهرية لها- التي تتحكم بمصائرها طغمة تستضعفها من اجل الوصول الى اهداف ذاتية وشخصية محضة.

و يردف الشاب بامتعاض ” الفساد المالي وواقع الاسترزاق بات من المسلمات التي لا يطالها الشك إذ اصبح مرادفا للبوليزاريو في كل المحافل ،ولذا وعوض الحديث عن المتسلطين وعن فسادهم   يجدر الحديث عنا نحن كوننا مجرد شباب احببنا الانسان وكرهنا الفساد، نحن من صدقنا بعدما صدق آبائنا، اكذوبة القيادات ونشأنا على وهم عاشوه، لنصطدم بواقع مخالف تعلمنا وتكونا واقلنا تكوينا بامكانه ان يناظر بل يدعو لمناظرة علنية امام الملا وليكن هو الحكم”.

“أوهمونا بالقضية واستغلوا اندفاعنا ومارسوا الرذيلة على ظهراننا، خاطبونا بمنتظم دولي يدعمنا ووجدنا ان الداعمين لها من الشادين دوليا ولنا في الناشطة، وفعلا هي ناشطة، المسماة ”لولا فيلا غران فيرنانديز” خير مثال في ان القضية لم تجد من يتبناها سوى جمعيات تناصر الإباحية الجنسية بين الرجال والنساء باسم الحرية الفردية، هاته الحرية الفردية التي يدافع عنها هؤلاء، تقف معارضة لنا كعرب صحراويون لنا دين ينهى عن الفحشاء والمنكر و يدعو إلى مكارم الأخلاق ، ذووا أعراف وتقاليد وأنفة متجدرة عبر التاريخ “.

“أما بخصوص الشق الثاني، وهو الانسانية فلا يمكن لعاقل كيفما كان ان يقبل بهاته الاباحية لسبب بسيط انه وبمنطق كل العلوم لا يمكن ان نسير عكس الطبيعة فكل استمرار لابد له من متناقضين، وحتى الأمم المتحدة لم تعتبر يوما ان المثلية الجنسية حرية فردية ولنا في غياب أي الية تعاقدية وغيرتعاقدية وكل البروتكولات ليقين يقطع الشك ان قيادات البوليساريو لم تجد من الجمعيات المناضلة سوى تلك الممتهنة لرذيلة السحاقيات والشواد، وبلغة الحكماء يمكن ان نجمل واقع قضية استرزق من خلالها العديدون من قيادات الرابوني وكدسوا من خلالها أموالا طائلة بحسابات سرية بابناك أوربية وامريكو لاتينية.

هذا الحال يطرح اكثر من تساؤل هل ”القيادة” فعلا جاهلة ان اغلب المساندين لها في الخارج ممن يسوقون لخططهم الشيطانية ومن الذين يقفون في صف الرذيلة وتغض الطرف لا لشيء سوى كون الشرفاء لا ينتصرون للباطل . وبما ان الواقع هو كذلك فأين نحن من نخوتنا و من ديننا ومن كياننا كصحراويين. انه فعلا امر يحط من قدرنا ويمسح بأنفتنا التراب”.

“هذا واقع قيادة الرابوني الفاسدة سياسيا واخلاقيا، فهل من تتحكم فيه مبادئ الغريزة الحيوانية، قادر ان يتحكم في مصير شعب؟ الصحراويون عن بكرة ابيهم، وحتى المغرر بهم لعقود في المخيمات فطنوا لحجم الخداع وتزييف الحقائق الذين عاشوا فيها اربعون سنة، وهمهم الوحيد والأوحد الآن، هو كيف السبيل لوصال وعناق الاهل والاحباب بالاقاليم الصحراوية والعيش بكرامة مع بني جلدتهم، في مغرب يسير بخطى ثابتة نحو التقدم والرفاه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *