خارج الحدود | هام

الجزائر تسمح لمدير مخابراتها بالظهور علنيا لأول مرة في تاريخها

صنع ظهور القائد الجديد للمخابرات الجزائرية، عثمان طرطاق، في نشاط رسمي لأول مرة الحدث في البلاد، حيث تناقلت وسائل الإعلام المحلية والشبكات الاجتماعية، منذ أمس الأحد 13 ديسمبر 2015، صوراً له بعد أن ظل سلفه في المنصب “شبحاً” متوارياً عن الأنظار طيلة ربع قرن.

ونشرت وسائل الإعلام الجزائرية، اليوم، على نطاق واسع صورة للقائد الجديد لجهاز المخابرات اللواء، عثمان طرطاق، خلال مشاركته في اجتماع لقادة الشرطة الأفارقة أمس بالجزائر العاصمة.

وعين طرطاق في سبتمبر، خلفاً لمحمد مدين، الملقب توفيق، والذي قضى 25 سنة في المنصب، لكنه ظل رغم نفوذه الكبير داخل النظام الحاكم “أسطورة”، حيث لم يظهر في الإعلام أو المناسبات الرسمية، حتى أن معظم الجزائريين لا يعرفون شكله، ولم تنشر صورته إلا بعد تنحيته من منصبه.

وتنوعت تعليقات وسائل الإعلام المحلية الصادرة اليوم بشأن ظهور قائد المخابرات بين “نهاية الأسطورة” و”تحول كبير في تسيير جهاز المخابرات” و”طي صفحة قائد المخابرات الشبح”.

وقالت صحيفة النهار الخاصة المقربة من النظام الحاكم “أنهى قائد جهاز الاستعلامات والأمن الجديد (اسم يطلق على جهاز المخابرات)، عثمان طرطاق، أسطورة الرجل الشبح لقائد المخابرات الذي نُعِت به سابقه المحال على التقاعد محمد مدين، طيلة 25 سنة، ظل فيها متوارياً عن الأنظار”.

أما صحيفة الخبر فأكدت أن “هذه أول مرة أيضاً يظهر فيها مسؤول المخابرات بعد أن كان مديره السابق، الجنرال توفيق، يتحاشى الظهور”.

وعلقت صحيفة الشروق على هذا الظهور بالقول “فاجأ عثمان طرطاق، مدير دائرة الاستعلامات والأمن، أمس، بظهور إعلامي قصير لم يتعد ساعة واحدة فقط، إلا أن ظهوره خطف الأضواء باعتبار أن خرجته هذه سابقة من نوعها”.

أما موقع “كل شيء عن الجزائر” الناطق بالفرنسية والمتخصص في الشأن السياسي فكتب أن “جهاز المخابرات يغير شكله”، مضيفاً : “ظهور طرطاق هو رسالة بأن جهاز المخابرات سجل تحولاً في استراتيجيته”.

ويعد  عثمان طرطاق أحد قيادات جهاز المخابرات في البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي وقاد سابقاً فرقاً لمكافحة الإرهاب كما قاد مصلحة مكافحة التجسس وكان أحد أبرز معاوني القائد السابق للجهاز، محمد مدين.

ويرى محمد مسلم رئيس القسم السياسي بصحيفة الشروق أن “هذا الظهور قد يكون تغيراً في استراتيجية عمل الجهاز، الذي ظل قائده يفرض هالة حول شخصه خلال السنوات الماضية رغم أنه مؤسسة رسمية”.

وتابع في تصريح لوكالة الأناضول: “في أغلب دول العالم قائد جهاز المخابرات هو شخصية عامة يمارس نشاطه كباقي المسؤولين الرسميين، وفي الجزائر قبل العام 1990 تاريخ تسلم محمد مدين مقاليد رئاسة المخابرات، كان رؤساء هذا الجهاز يظهرون بصفة علنية، وربما الأزمة الأمنية التي عاشتها البلاد خلال عقد التسعينيات فرضت ذلك التحول بالتواري عن الأنظار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *