متابعات | هام

رصد قرابة 3 ملايير درهم لتأهيل المجال الحيوي لشجر الأركان

أعلن المدير العام لـ “الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان” إبراهيم حافيدي، الخميس بأكادير، أن المغرب رصد غلافا ماليا بقيمة 2.8 مليار دهم من أجل تأهيل المجال الحيوي لشجر الأركان، الذي يمتد على مساحة إجمالية تناهز حوالي 830 ألف هكتار، وذلك على امتداد فترة زمنية تصل إلى 10 سنوات.

وأوضح حافيدي في كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثالث حول شجر الأركان، أن مختلف المشاريع والإجراءات التي تهم عملية التأهيل تم تضمينها في “الاتفاقية البرنامج” التي تم التوقيع عليها سنة 2011، وشرع في تنفيذها سنة 2013، وذلك بعد سلسلة من المشاورات واللقاءات التي شارك فيها جميع المتدخلين، بمن فيهم ذوي الحقوق من الساكنة المحلية للمجال الحيوي لشجر الأركان.

وأضاف أن الأهداف التي سطرتها الاتفاقية البرنامج، تشمل على الخصوص إعادة تأهيل 200 ألف هكتار من شجر الأركان خلال 10 سنوات، وإحداث ضيعات فلاحية عصرية لشجر الأركان تمكن من تحويل هذه النبتة من شجرة غابوبة إلى شجرة فلاحية، والرفع من إنتاج زيت الأركان إلى 10 آلاف طن سنة 2020، عوض 4 آلاف طن تنتج حاليا.

وقال إبراهيم حافيدي، الذي يتولى أيضا مهام رئاسة مجلس جهة سوس ماسة، إنه تم خلال سنة 2015 الشروع في إعادة تأهيل 12 الف هكتار من شجر الأركان، مشيرا إلى أنه تم تسجيل اهتمام كبير بزراعة شجر الأركان في ضيعات خاصة تصل مساحتها إلى ما يقارب 3 آلاف هكتار ابتداء من السنة الجارية، حيث أعطيت اليوم الانطلاقة الفعلية لهذه العملية في الجماعة القروية لأربعاء رسموكة (إقليم تيزنيت)، وذلك بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري، السيد عزيز أخنوش.

واستعرض حافيدي عددا من المهام التي تنهض بها الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ومن ضمنها، على سبيل المثال لا الحصر، إنجاز الدراسات العلمية الدقيقة لتطوير سلسلة الأركان وإنشاء مجموعات ذات نفع اقتصادي لفائدة العاملين والعاملات في القطاع، والتي وصل مجموعها اليوم إلى 11 مجموعة، وإحداث 30 تعاونية كبرى، إلى جانب إنشاء عنونة خاصة بمنتوج الأركان.

وعلاوة عن ذلك، أورد المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان عددا من المشاريع الأخرى التي تشتغل عليها الوكالة من أجل تطوير هذه السلسلة، ومن ضمنها إنشاء “مركز وطني للأركان” سيتولى مهام تنسيق البحث العلمي حول الأركان، ومتابعة تنفيذ بنود الاتفاقية البرنامج، وإنشاء متحف لتراث الأركان.

وأبرز حافيدي من جهة أخرى الجهود المبذولة من طرف الوكالة من أجل النهوض بالبحث العلمي حول الأركان، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه تم إنشاء شبكة تضم في عضويتها 125 باحثا متخصصا في فروع مختلفة ذات صلة بالأركان، إضافة إلى تقديم الدعم والتشجيع للباحثين الشباب، حيث نوه في هذا السياق بعدد من المقاولات المواطنة التي انخرطت في هذا المجهود، وخصصت منحا تشجيعية لتطوير البحث العلمي المتعلق بالأركان.

وخلص حافيدي إلى القول بأن الرهان معقود اليوم في مجال البحث العلمي على إنتاج شتائل متطورة لشجر الأركان، وتكثيف إنتاج هذه الشتائل، فضلا عن إنجاز دراسات علمية حول التأثير السوسيو-اقتصادي المتوقع لمختلف هذه البرامج الهادفة إلى إحداث نقلة نوعية في مجال إسهام سلسلة الأركان في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وعلى هامش الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثالث لشجر الأركان، فقد تم التوقيع على اتفاقيتين اثنتين تخص الأولى تقديم الدعم من أجل تأهيل شجر الأركان خلال الفترة ما بين 2016 و 2018، فيما تخص الثانية تشجيع البحث العلمي المرتبط بشجر الأركان.

وقد وقع على هاتين الاتفاقيتين كل من عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، والحسين أبو الرحيم عن الفيدرالية البيمهنية للأركان.

للتذكير، فإن المؤتمر الدولي حول شجر الأركان، الذي تتواصل أشغاله إلى غاية 19 دجنبر الجاري ينظم من طرف الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري، والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والمعهد الوطني للبحث الزراعي.

ومن المقرر أن يشهد هذا الملتقى العلمي الدولي، الذي يعرف مشاركة العديد من الباحثين والأخصائيين المغاربة إلى جانب نخبة من نظرائهم المنتسبين لعدد من الدول العربية والأجنبية، تقديم أزيد من 130 مداخلة علمية تتناول مواضيع مختلفة لها ارتباط بخمسة محاور رئيسية وهي “بنية وعمل المنظومة البيئية لمجال الأركان”، و”الأنشطة الفلاحية بالنظم الغابوية”، و”التكثيف والتكنولوجيا الحيوية”، و”اقتصاد وتثمين وتسويق منتجات الأركان”، و”البعد التراثي التحولات الاجتماعية والجوانب القانونية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *